اقتباس:
حتى لا نذهب بعيدا والواقع حي أمامنا....
حقيقة نرى سلوكيات غريبة جدا في مجتمعنا لا تدل إلا على قلة الوعي والثقافة والإحساس بالمسؤولية....ومن أهمها وأخطرها ما يوصف ب "إباحة المال العام"......
هي فكرة منتشرة لدى الأغلبية ككل من مختلف الفئات...وهي أن المال العام مباح من منطلق أنه ليس ملكا لأحد وأنه مال الدولة كما يقال...وكأن القائل بذلك بأن يجيز لنفسه حرية التصرف في ذلك المال كمالك له يسقط على نفسه صفة الدولة التي ربط بها ملكية المال من قبل في مقولته....وهذا ما عزز من انتشار الفساد في مجتمعنا وزوال ما يعرف بـحرمة المال العام...هذه الحرمة التي تجعل الواحد منا لا يتصرف في أي سنتيم من المال العام لأنه ليس ملكا له وأنه حقيقة مال الدولة وكل أفراد الشعب ومن ثم فلا تصرف فيه إلا بتفويض من طرف الدولة التي تمثل الشعب عن طريق آليات معينة تضبطها وتحكم تصرفها فيه حتى لا تكون الدولة- ممثلة بالمسؤولين فيها- في حد ذاتها منتهكة للمال العام بحجة أنها ممثلة للشعب ومخول لها التصرف في المال العام.....
|
بارك الله فيكـ أخي الفاضل المنطق على هذا التحليل القيم لواقع انتهاك ونهب المال وان كان المواطن مسؤولا في ذلك فإن الطامة الكبرى لما تكون من جهة من تخول لهم مسؤولية حمايته ويكون هو حراميها وبحراسة النظام
وهذا أحد الجوانب الفساد التي حاولت تسليط الضوء عليها
المضحك المبكي أنه من ناحية نجد المسؤولين يشتكون من الفساد وكيف نعالجه ومن ناحية أخرى نجد تلاعب في الميزانية ،المليارات من الدينارات تذهب لجيوب كبار المسؤلين .
وهنا يحضرني قول قرأته مرة في مقالة: "لو كان النهب يأتي من الفقراء قلنا عيال فقر, لم يروا الخير, ويوم شافو الكنوز أمامهم ترسوا بطونهم الخاوية اللي ما ذاقت يوم راحة. النهب يأتي اليوم من أصحاب الكروش السمينة, وهي أصلا تعيش وتموت ولا ترى نقودها ولا تعدها ولا تستخدمها , نقودها من بنك إلى بنك..."
اقتباس:
ولكن للأسف وصلنا إلى أقصى مرحلة قد يبلغها الفساد وهي مرحلة انتهاك حرمة المال العام من طرف من يفترض أن له صلاحية التصرف فيه كممثل للشعب ألا وهي الدولة بمسؤوليها في مختلف مستوياتهم....وهنا نكون قد وصلنا إلى مستوى للفساد نعجز عن التصدي له لأنه أصلا من يصدر القوانين متهم بشبهة الفساد والتعدي على القوانين التي يصدرها في إطار ذلك...فكيف سيكافح الفساد إذن؟
|
يقول المثل الفرنسي
Soufre la loi que vous faites toi-même
أين مسؤولينا من هذا المثل حقيقة ان القوانين التي تلجم الافواه تهدم نفسها بنفسها فبيت الداء هو انعدام الشفافية الذي يسهل على المسؤولين التهرب من مسؤولياتهم ولو حتى تحت غطاء قانوني !!
اقتباس:
ولهذا في رأيي فالتصدي لمشكلة الفساد لن يكون عن طريق سن القوانين بقدر ما يكون بضرورة التأسيس من الآن -ولو أننا متأخرون في ذلك- في نشر الوعي والتربية بين أوساط المجتمع على الأقل في أوشاط الأجيال القادمة لأنها المستقبل...أما ما فات من أجيال فالقطار قد فات والنتيجة ما هو قد مضى وما نعيشه وسنعيشه على الأقل في المدى القصير من تفش فظيع للفساد بمختلف ألوانه وأشكاله.....
|
.[/QUOTE]
وحتى ننجح في ذلك تنقصنا في ذلك الارادة والصرامة + تغيير ذهنيات المواطن وذهنيات المسؤولين المتهاونة
وجزاكـ الله خيرا