اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعلاء الطيب
حَلََلْْتُ اليومَ بِإحْدى المُؤسّساتِ العمومية ، والتّي يَتَوَافدُ عليها المُواطنون بكثرة ،وكانَ تَوَاجُدي بِها للمَرّة الثّالثة على التّوالي في غُضُون هذا الشّهر ، وَكَمْ كان التّغْييرُ واضِحًا وجَليِّا لِلْعَيَان ، خاصّة في نظر أُولئك الذّين تَرْبِطُهم علاقة شبه مُسْتمرّة بهذه المؤسّسة .
لَقَدْ كَانَ النّظامُ حاضرًا هُناك ، ويَكاد أن يَتجلّى لكَ شخْصًا واقفًا يَرقُب المكانَ ويُديرُ عَقارِبَ الزّمَان ، أمّا حُسْن المُعاملة وطِيبِ الكَلام ورِقّّّة الحديثِ وثَقافََة التّواصُل ، كُلّهَا كانت أشْبه ما تكونُ بنَساَئم الصُّبح النّقية الصّافية التّي تُحرّك سَتَائرَ البيْت العَتيق فَتُنْعش القُلُوبَ وتَمْلأُ المكانَ أماناً وهدوءاً.
لمْ تمْضِ لحظاتٌ حتّى حانَ دوْري ، تقدّمت بهدوء مُحاولا تقديمَ عَرْض وجيز ومُختصر لِما جئْت لأجله ، وما كدت أنتهي من ذلك حتّى ذاب جليد المشكلة التّي قدِمتُ لأجلها بدفْء الكلماتِ الطيّبة وتجَلّت مَوَاطِنُ عِلاجها تحت إشراقة بَسَمَات عَابِرة .
لَقَدْ قلَّتِ الشّكَاوَى في هذا المكان الذّي طالما عُرفَ بها ، بل كان يمثّل عُقدة كلّ مواطن يقصده ، وعبئا ثقيلا يصْعُب حَمْلُه ، لكن كيف حدث هذا وما السّبب في هذا التّغيير المفاجئ ، بل وكيف استطاع هذا المسئول العبقريّ أن يجد هذا المخرج النّبيل ، أم أنّ الأمر لا يَعْدُو كَوْنَه مُجرّد صُدْفة ؟؟
وَلِأنّ المكتُوب يَظهر مِنْ عُنوانه كما يقول أَشِقَّاؤُنا في المشْرق ، سُرْعان ما اكتشفتُ الأسباب وأدركْتُ المُسبّبات ، كَوْنَكَ أيّها الزّائرُ الكريم بمُجرّد وُلُوجِك لهذا المكان ، تكتشف أنّ طاقَمَه مِنْ مَعْدن الجِنْس اللّطيف ، ولا تجد لك من الجنس الخشن (عفوًا) من الرّجال أثرًا ، فكُلّ العُمّال في هذه المؤسّسة هم نساءٌ ، بما في ذلك مديرها ، وكم راقني مشهد السيّدة المديرة وهي تترَاءَى لك من خلف زُجاج مكتبها مُنْهمِكةً في عمَلها ومَحْصُورة بين دفاترها وجهاز حاسوبها.
حينَها أدركتُ أنّ المرأة هي الحلّ ، ولا حَلّ في غيْر المرأة ، أقولُ هذا دون تَحَفّظٍ ولهذه الأسباب فقط . فلم أسمعْ يوما عن امرأةٍ تَهَاوَنَت في عملِها وقصّرتْ أو قَسَتْ على زبائِنِها ونهرَت، أو زَوّرَت وغيّرت أو وعدت وأخلفت أو اختلست ثمّ هربت..
بقلم غروب يوم /19/07/2011
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما تفضلت به يصعب الفصل فيه و ذلك راجع لتعدد مواطن قسوة المراة و رحمتها و تناقض تعاملات المرأة في حد ذاتها بين اللين و النهر و الإستهزاء تارة. كما يمكن أن نجده عند الرجل. و أرى أن الحل ليس بيد المرأة الحل بيد ثقافتنا. إن نحن غيرنا سلوكاتنا نحن المسؤولين و الزبائن.
أنا بصفتي عاملا بإحدى المحلات رأيت الكثير و الكثير. المرأة الجيدة و المرأة التي لا يشرفني حتى سماع اسمها. و كذلك الرجل.
الملاحظ فقط هو تغير في سلوك الفرد في المجتمع وفق جنسه اتجاه جنس آخر. فكثيرا ما نرى تغير سلوكات و تصرفات الكثير من الرجال بحضور المرأة . فتخرج معاني الصدق و الأمانة و الخدمة العمومية. لتغيب لحظة زوال تواجد المرأة بل تنعكس تماما بمجرد تواصل الرجل مع الرجل و ذلك راجع لكبت في كثير من أبناء المجتمع الجزائري.
و نقص في ثقافتنا الجنسية. (أقصد الذكر و المرأة ) بمعنى عدم وجود خبرات لدى الطرفين في التواصل بينهما. خذ مثالا بالبيت. قلما تجد وجود علاقة حوار و نقاش بين الأخ و الأخت.
ثم يا أخي الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه.
و في البداية ركزت على الثقافة. لابد من وجود ثقافة سلوك جماعي لدى المجتمع للوقوف بالتنمية و الخدمات العمومية و الحرص على ثروات البلاد. و شكرا أخي الكريم
تحياتي و رمضانك كريم