منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حكمة الوقوع في الذنوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-17, 22:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الخطبة الثانية


الحمد لله وحده؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه .


أما بعد أيها المسلمون:


فاعلموا أنَّ الذنب من موجبات البشرية؛ وأن الحكمة الإلهية اقتضت تركيب الشهوةِ والغضب في الإنسان؛ ولو لم تُخلَق فيه هذه الدواعي لم يكن إنساناً بل مَلَكاً؛ ولذا فلا بدَّ للإنسان أن يقع في الذنوب والمعاصي؛ قال النبيr : « كلُّ ابنِ آدمَ خطاءٌ؛ وخيرُ الخطّائين التوّابون »؛ وإنّ هذه الذنوب من جملة الابتلاء الذي يتعرض له العباد؛ فمن ردّها نجح وأجر؛ ومَن وقع فيها زلَّ وخسر؛ وللهِ وحده الفضل والمنة في توفيق العبد إلى صالح الأقوال والأعمال .


هذا واعلموا عباد الله أنّ الواجب على العبد أن الواجب على العبد أن يُسارع للتوبة كلما أحدث ذنباً؛ ولْيوقن بسعة رحمة الله ﻷ إن أقبل عبدُه عليه؛ ولْيحسن الظن به سبحانه؛ ولْيثق بكريم عطائه ولطفه؛ قالr: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون اللهَ فيغفر لهم» .


وليس معنى هذا ترغيبَ العباد وحضّهَم على الذنوب والمعاصي؛ ولكن فيه بيانُ سعةِ رحمةِ الله وعظيمِ جودِه .


فالله I يحب التوابين ويفرح بتوبتهم؛ ولمحبته للتوبة وفرحه بها قضى على عبده بالذنب؛ ثم إذا كان ممن سبقت له العنايةُ قضى له بالتوبة .


واعلموا عباد الله أنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة مما يكرهه اللهﻷ ظاهراً وباطناً؛ قال الله تعالى: ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) .


نسأل الله أن يوفقنا للتوبة الصادقة؛ وأن يجعلنا هداة مهتدين .


اللهم اغفر لنا وارحمنا؛ وتوفنا وأنت راضٍ عنا .


اللهم أعنا ولا تعن علينا؛ وانصرنا ولا تنصر علينا؛ وامكر لنا ولا تمكر علينا؛ ويسر لنا الهدى؛ وانصرنا على من بغى علينا .





27شوال1430هـ؛ الموافق16/10/2009م .









رد مع اقتباس