يقول الجويني الإمام الأشعري الكبير في العقيدة النظامية ص34:
(ومااستحسن من كلام إمام دار الهجرة رضي الله عنه وهو مالك ابن أنس أنه سئل عن قولهتبارك وتعالى : ((الرحمن على العرش استوى )) فقال:
(الاستواء معلوم والكيفية مجهولةوالسؤال عنه بدعه)) ، فلتجر آية الاستواء والمجيءوقوله : ((لما خلقت بيدي)) ((ويبقى وجه ربك )) وقوله ((تجري بأعيننا)) وما صح من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم كخبر النزول وغير على ما ذكرناه))أ.هـ
- يقول أبو بكر بن العربي الأشعري : ((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلومالمعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة ) عارضة الاحوذي 3/166
-يقول القرطبي : (( قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول والسؤال عنهبدعه))
وينقل إجماع السلف ويقول : (( ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنماجهلوا كيفية الاستواءفإنه لا تعلم حقيقته)) تفسير القرطبي 7/140-141
- الإمام حماد بن أبي حنيفة رحمه الله (ت:176 هـ)
قال محمد بن الحسن : قال حماد بن أبي حنيفة رحمه الله :
قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله -عز وجل : (( وجاء ربك والملك صفاً صفاً ))
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً ،وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيف مجيئه.
فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكن نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه ، أرأيتم إن أنكرأن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم ؟
قالوا: كافر مكذب.
قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب
راوه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ص64 وإسناده في غايه الصحة
- العلامة جمال الدين القاسمي، قال في تفسيره "محاسن التأويل" في شرح آية الإستواء :
قال البخاري في آخر [صحيحه] في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى "وكان عرشه على الماء": [قال مجاهد: استوى: علا على العرش] انتهى .
وفي كتاب [العلو] للحافظ الذهبي: [قال إسحاق بن راهويه: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: "الرحمن على العرش استوى" أي ارتفع، ونقل ابن جرير عن الربيع بن أنس أنه بمعنىارتفع، وقال: إنه في كل مواضعه بمعنى علا وارتفع].
وأقول: لا حاجة إلى الاستنكار من ذلك، فإن الاستواء غير مجهول وإن كان الكيف مجهولاً.