بسم الله الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد و الصلاة والسلام على سيدنا محمد خير من علم و على آله وصحبه ومن اقتفى أثره
هذه رواية الإمام أحمد كاملة
قال الخلال في كتاب السنة: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى [ إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ] و[ إن الله يرى ] و[ إن الله يضع قدمه ] وما أشبه هذه الأحاديث فقال أبو عبد الله:<< نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ولا نرد منها شيئا ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كان بأسانيد صحاح ولا نرد على الله قوله ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء>>.اهـ
و ها هو الإمام مالك يبيّن لنا معنى قوله و قول الأئمة : بلا كيف
أخرج البيهقي في الأسماء والصفات : <<أخبرنا أبو عبد الله أخبرني أحمد بن محمد بن اسماعيل بن مهران ثنا أبي حدثنا أبو الربيع بن أخى رشدين بن سعد قال سمعت عبد الله بن وهب يقول : كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله : الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه؟ قال : فأطرق مالك و أخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال : الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه, ولا يقال كيف و كيف عنه مرفوع, و أنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه. قال : فأخرج الرجل.>>اهـ
يزيد البيهقي توضيح المعنى"الإعتقاد"ص123 :<<... و أن عينه ليست بحدقة, و إنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف فقلنا بها, و نفينا عنها التكييف , فقد قال:) ليس كمثله شيءٌ( الشورى:11..>>
و لعلّ هذا السؤال: لماذا الكيف يستحيل في حق الله؟ يتبادر إلى الذهن.
البيهقي يجيبك"الإعتقاد"ص123: <<قال الشيخ (أي البيهقي): و إنّما أراد به و الله أعلم فيما تفسيره يؤدي إلى تكييف, و تكييفه يقتضي تشبيها له بخلقه في أوصاف الحدث.>>اهـ
ما حكم من يثبت الكيف؟
ذكر الإمام الكبير الحجة تقي الدين أبي بكر الحصني الدمشقي في كتابه النفيس (دفع شُبه من شبَّه و تمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد) :<<لأن الكيف من صفات الحدث و كل ما كان من صفات الحدث فالله عز و جل منزّه عنه فإثباته له كفر محقق عند أهل السنة و الجماعة...>>اهـ
و الحمد لله الذي جعلنا على نهج الأئمة أهل السنة و الجماعة ( أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد بن حنبل و الأشعري والماتريدي الذين يثبتون صفات الله بلا تعطيل و لا تشبيه)
و صلى الله على سيدنا محمد وآله و صحبه و سلم.