كالعادة و ما أقبحها من عادة , الكثير منا نحن الجزائريين مولع بالتصدي للجواب دون معرفة موثقة أو معلومات دقيقة و لهذا تجد هنا العديد من الإجابات التي يؤكد أصحابها و يبصمون بالعشرة أن بلدة كذا أو المنطقة كذا هي أبرد منطقة في الجزائر , و لو صدق واحد منهم فلا شك أن البقية متوهمون ... و هذا يوضح أننا نعاني من مشكلة ثقافية و حضارية و لهذا فنحن قوم متعلمون أميون , فحتى و لو كنا نقرأ و نكتب فنحن لا نحسن استخدام مهارات القراءة و الكتابة في البحث عن المعلومة و التأكد منها و أحكامنا و إجاباتنا تتسم بالكثير من الانطباعية و الذاتية و المبالغة و هي صفات نجدها عادة عند من لا يقرأ و لا يكتب و عند من لا يحسن استخدام الأرقام ...
و عودة لدرجات الحرارة المنخفضة فقد اخترع البشر أجهزة لقياس الحرارة و كتبوا الكتب و قاموا بالدراسات و الإحصائيات و شيدوا المعاهد لدراسة المناخ و البيئة و الطقس . فمن استطاع منكم أن يحيلنا إلى مصدر موثوق يجيب على تساؤل الأخ فهو مشكور و أما من لا يملك غير الانطباعات و التخمين فسوف يجد عشرات الانطباعات التي ستختلف معه ...
أريد أخيرا أن أذكركم بمعلومات بسيطة مرت علينا في حصص دراسة الوسط و الجغرافيا و تتعلق ببعض العوامل التي تؤدي إلى انخفاض درجة الحرارة فمنها أنه كلما ارتفعنا على مستوى سطح البحر انخفضت درجة الحرارة و هذا يفسر برودة الجو في مناطق مثل البيض و أفلو مع العلم أن البيض هي أعلى مدينة بدرجة ولاية في الجزائر (أكثر من 1300 م) . أفلو (أكثر من 1400م) . و لكنها ليسا قطعا الأكثر ارتفاعا . و كمثال على ذلك دائرة اشمول بجبال الأوراس و التي تقع على ارتفاع يزيد عن 1500م ناهيك عن بعض المشاتي إذ يبلغ الأرتفاع في مشتة تيزgاغين مثلا ال 1700م و التي تقع على سفح جبل شلية 2328م و هي القمة الأعلى في الشمال الجزائري. و الارتفاع ليس العامل الوحيد الذي يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة . لأن القرب من البحر و درجة دائرة العرض للموقع هي أيضا عوامل تساهم في تحديد مناخ و طقس منطقة معينة و كمثال على تعقد المسألة و يمكنكم مقارنة درجات الحرارة في منطقة كيبك الكندية بدرجات الحرارة في مقاطعة كولومبيا البريطانية التي تقع على نفس دائرة العرض في الجهة المقابلة من كندا أو بفرنسا التي تقع على نفس الخط في الجهة المقابلة من الأطلسي ...