تذكر يوم القدوم !!
* حدّث ثابت البناني قال : بنى أبو الدرداء مسكناً قدر ظله..
فمر عليه أبو ذر فقال : ما هذا ؟ تعمر داراً أذن الله بخرابها ..
لأن أكون رأيتك تتمرغ في عذرة أحب إلي ، من أن أكون رأيتك في ما رأيتك فيه ..
فلما فرغ أبو الدرداء من بنائه قال : إني قائل على بنائي هذا شيئاً :
بنيت داراً ولست عامرهاولقد علمتُ إذ بنيت أين داري !!
* كان عمر بن عبدالعزيز كثيراً مايتمثل :
نهارك يامغرور سهو وغفلةوليلك نوم والردى لك لازم
وتتعب فيما سوف تكره غبّهكذلك في الدنيا تعيش البهائم
* * *
ياسالكاً طريق الجاهلين ، راضياً بلعب الغافلين ..
متى نرى هذا القلب القاسي يلين ، متى تبيع الدنيا وتشتري الدين ..
واعجباً لمن آثر الفاني على مايدوم ، وتعجّل الهوى واختار المذموم ..
ودنت همته فهو حول الوسخ يحوم ، وأقبل على القبيح ناسياً يوم القدوم..
فأصبح شر خاسر وأبعد ملوم :
أتغـرنـي آمالـيـهبعد القرون الخاليـه
أهل المراتب والمنـاصِب والقصور العاليه
عادت لهـم دنياهـمبعـد المـودة قاليـه
نادت منازلهم قفـواوتأملـوا أطلالـيـه
فغموض باطن حالهميبديه ظاهـر حاليـه
كانوا عقوداً عُطلـتمنها النحور الحاليـه
إني لأذكـر معشـراًماالنفس عنهم ساليه
فأقول واالهفي علـىتلك الوجوه الباليـه
* قال زكريا بن يحيى : أنشدني الأصمعي :
الدهر أفنانـي ومـا أفنيتـهوالدهـر غيّرنـي ولا يتغيّـر
إن امرءاً أمسى أبـوه وأمـهتحت التراب فحقّه أن يتفكر !!
* وأنشد ابن الأنباري لعبدالله بن المعتز :
الدهر يبلى وآمـال التـى جـددُتزيـد آمالـه والدهـر يفنيهـا
ليـلٌ وصبـح وآمـال مـقـدّرةتمضي ونمضي وتطوينا ونطويها
* وأنشد أبو عبدالله أحمد بن أيوب :
اغتنم في الفراغ فَضْلَ ركوعٍفعسى أن يكون موتُك بغتـه ْ
كم صحيح رأيتُ من غير سقمذهبت نفسه الصحيحةُ فلتـهْ