السؤال:
هل يجوز استعمال شريطِ الأناشيد في العرس؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإن خَلَتْ هذه الأناشيدُ أو الغناء من مزاميرِ الطربِ وآلاتِه ما عدا الدُّفَّ المرخَّص فيه، وتَجَرَّدَت كلماتُها مِن وصفٍ للخُدُود والخمور والخواصر، وذِكْرٍ للفُجُور، وكان إعلان النكاح بين النساء، والْمُنشدةُ منهنّ، بهذه الشروط السابقة أرجو أن يصحّ ذلك، لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّهَا زَفَّتْ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ! مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمُ اللَّهْوُ»(١- أخرجه البخاري: كتاب «النكاح» باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها، رقم: (4867)، من حديث عائشة رضي الله عنها)، وعن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: «جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَّاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ، إِذْ قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ، فَقَالَ: دَعِي هَذِهِ، وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ»(٢- أخرجه البخاري في «النكاح»: (4852)، والترمذي في «النكاح»: (1090)، وابن ماجه في«النكاح»: (1897)، والبيهقي: (15054)، من حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فَصْلُ مَا بَيْنَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ: الصَّوْتُ بِالدُّفِّ»(٣- أخرجه النسائي في «النكاح»: (3369)، والحاكم: (2750)، وأحمد (17815)، وسعيد بن منصور في «سننه» (629)، من حديث محمد بن حاطب رضي الله عنه. وحسنه الألباني في «الإرواء»: (1994)، وفي «آداب الزفاف»: (111)).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
__________________________________
الرقص في الزفاف
السؤال:
ما حكم الرّقص مع الغناء في الزفاف؟
أفتونا مأجورين إن شاء الله، وبارك الله في عملكم وعمركم هو وليّ ذلك والقادر عليه والحمد لله ربّ العالمين.
الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فرقص المرأة أمام غيرها من نساء المسلمين على وَقْع غناء مباح، فإن كان الرقص فطريا بتحريك الرأس وترويح اليدين والتلويح بهما وخلا من هزٍّ للخصور والأرداف، وكلّ تحريك يثير النفس ويجلب دواعيها الشهوانية فلا أرى مانعا في جوازه.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين
___________________________
السؤال:
ما حكم «الزغاريد»؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
«فالزغاريد» تعبيرٌ عن الفرحة، لا يخرج عن جملة الغناء المباح في النكاح والعيد، ويجب أن يُقتصر على النساء فقط، ولا يجوز أن يَتَعَدَّى هذا الصوتُ إلى غيرِهنّ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
__________________________________
السـؤال:
ما حكم ذهابِ العروس إلى الحمّام والحلاّقة والتزيُّن بالحناء؟
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فأمّا الحمّام فلا يجوز للمرأة دخولُه للنصّ الوارد في ذلك في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُدْخِلْ حَلِيلَتَـهُ الحَمَّامَ»(١- أخرجه الترمذي في «الأدب» (3031)، وأحمد (15027)، من حديث جابر رضي الله عنه. وحسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (6506)، وصحَّحه في «صحيح الترغيب والترهيب» (164)، و«آداب الزفاف» (67))، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الحَمَّامُ حَرَامٌ عَلَى نِسَاءِ أُمَّتِي»(٢- أخرجه الحاكم (7784)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وحسَّنه الألباني في «صحيح الجامع» (3192)، وصحَّحه في «السلسلة الصحيحة» (3439))، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَزَعَتْ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ أُمَّهَاتِهَا فَقَدْ هَتَكَتِ السِّتْرَ الَّذِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ الرَّحْمَانِ»(٣- أخرجه أبو داود في كتاب «الحمام» من «سننه» (4010)، والترمذي في «الأدب» (2803)، وابن ماجه في «الأدب» (3750)، والحاكم (7781)، وأحمد (25772)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صحّحه الألباني في «صحيح الجامع» (2710)، وفي «صحيح الترغيب والترهيب» (165)).
أمّا ذهابها للحلاَّقة فيُمنَع سدًّا للذريعة؛ ذلك لأنّ غالب القائمات على صالونات الحلاقة والتزيين إمّا أن يَكُنَّ مُختَلِطاتٍ برجال، فلا يجوز لها أن تُظهِر نفسها لهم، أو نساء غير ملتزمات بالدِّين، فالذهاب إليهنّ إقرار بِما هُنّ عليه من الفساد والإفساد، بالتغيير لخلق الله والفتنة،
وعلى تقدير أنّهنّ ملتزمات فلا يجوز لها تسريح شعرها على موضة الكافرات والعاهرات أو الفاسقات، أمّا إن مَشَطَت لها أختُها على غير ذلك فإنّه يجوز لها للتَّجمُّل لزوجها.
أمّا «الحناء»فإن كان تَزَيُّنها لزوجها فمستحبٌّ، ولنفسها جائزٌ، إلاَّ أنه لا تبديه للناس لدخوله في عموم الزينة، وأمّا إن كان يوم «التصديرة»فإنّه يَصحَبُها عادةً اعتقاداتٌ فاسدة، منها: العروس التِي لم تُحَنَّ لن تُنجِبَ الذرّيّة، وأنّها تدفع العين، وتجلب السعادة، فمثل هذا يُمنَع حَسْمًا لمادة الشرك.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
__________________________
الحنـاء في الأعراس
السؤال:
إلى شيخنا أبي عبد المعز محمد علي فركوس زاده الله علما وفضلا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
يوجد في الأفراح في بلدنا عادة وهي عادة (الحنّة) وقد اجتمعت حول هذه الـعادة الأمور التالية:
- اعتقاد أنّه إذ لم تحن العروس (المرأة) فلن تُنجب ذرية.
- بعد إنهاء الحنّة يجب إخفاء الإناء الذي مزجت فيه الحنّة كي لا يقع في أيد خبيثة حاسدة فتستعمله في السحر وإلحاق الضرر بالعروس، وكذا الحنّة التي في يد العروس يجب أن لا تقع في يد أحد فيستعملها في السحر والعياذ بالله.
- تُمزج الحنّة أحيانا بالبيض اعتقادا منهن أنّ البيض من علامات الإنجاب والولادة.
بعد ما سبق سرده من اعتقادات حول هذه العادة، ما حكم هذه العادة ؟ مع العلم أنّ النساء يُنكرن هذه الأمور ويحتججن بأنّها عادة وعلامة فرح وأنّ نيتهن صافية، وإذا طلب منهن عدم القيام بها بناءً على أنّها عادة وأنّها تضرّ إن لم تفعل أبيْنَ وأَصْرَرْنَ عليها.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم أنّ النية الحسنة لا تبرر الحرام بحال، فإذا كانت هذه العادة ممزوجة بتلك العقيدة فإنّ القيام بفعلها ضرب من الشرك الذي يزجر عنه الشرع، ففي الحديث: "إنّ الرقى والتمائم والتوله شرك" وفي حديث آخر مرفوعا: "من علّق شيئا وُكِلَ إليه".
وكلّ عادة محرّمة الأصل فالتذرع بتحكيمها مضاد للشرع، إذ أنّ العرف أو العادة إذا كان يحرّم حلالا أو يحلّ حراما فهو فاسد وباطل، والاعتداد به غير جائز شرعا وآثم صاحبه.
وما دام الاعتقاد به على هذا الوجه المنهي عنه متفش عند عامة النّاس فإنّ إنكار البعض بقلوبهم لا يصيّره حلالا، لأنّ الأصل معروف بهذا الاعتقاد المحرّم والتمسك بإرادة التزيين والتجميل لا ينفي بقاء المعتقد الفاسد في آحاد النّاس فيكون العمل به على هذا النحو إعانة على الباطل والإثم، قال تعالى: ﴿ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ [المائدة: 2]، لذلك يمنع طريق الفساد إليه مطلقا عملا بمبدأ سدّ الذرائع، ولأنّ دفع مفسدة الاعتقاد المحرّم أولى من جلب مصلحة التجميل والتزيين كما هو مقرر في قواعد مصالح الأنام.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
______________________________
السؤال:
«الْمَقْرُوط» حلوى تُعطى وتُوَزَّع صبيحةَ زِفاف المرأة إن ظهر أنّ العروس بِكرٌ بعد البناء بها، وإلاّ فلا، فما حكم ذلك؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإذا كان ذلك مصحوبًا بِمثل هذا الاعتقاد فإنّه لا يَصحُّ، فإن خلا من هذا الاعتقاد، فمعلومٌ أنّ الحلوى من مُتمِّمَات السرور، فهي بهذا الاعتبار عادة مُعبِّرة عن الفرحة فلا بأس بها.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
يتبع