بارك الله فيك اخي الكريم
يقول الفيلسوف الياباني (فوشيدو كيندو) : ” الجلوس في ضوء الشموع وأمامك كتاب مفتوح في حوار مع أشخاص من أجيال لم تعاصرهم هي المتعة التي ليس لها مثيل “
لماذا تقرأ ؟ :
هناك مقولة أعجبتني جداً لأحد العلماء العباقرة عندما سئل : لماذا تقرأ كثيراً ؟.. فقال : “لأن حياة واحدة لا تكفيني ” !! ..
إنك عندما تقرأ كتاب لمؤلف باحث أو عالم كبير أو شخص صاحب تجربة .. فإنك سوف تستفيد من خلاصة ما وصل إليه هذا الشخص بأبحاثه ودراساته وتجاربه .. سأضرب لكم مثالاً أقرب :
هل تعرفون القزم ؟؟ .. لو افترضنا أن هناك قزم يقف على أرض أفقية خلفها مرتفع بسيط ..باعتقادكم ماهي المسافة التي يستطيع أن يراها ؟ ..شي قليل طبعاً ..
كل من يقرأ كتاب ما هو قزم بالنسبة للعالم أو الفيلسوف أو المفكر الذي كتب هذا الكتاب …إذا فأنت عندما تقرأ ما أنتجه كأنك تصعد على أكتافه .. فترى أبعد مما يرى !..
القراءة والحضارة :
إن الأمم التي تقرأ يكتب لها الكرامة بسنة ربانية .. يقول الله تعالى في أول آية أنزلت على سيدنا محمد : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ..وبعدها بآية (اقرأ وربك الأكرم) .. إذاً فهناك علاقة ربط دنيوية بين القراءة وبين الكرامة والعزة التي تسود بها الأمم ..
فلنستعرض التاريخ .. حاولوا أن تجدوا أمة على مر التاريخ صار لها كرامة في الأرض وكانت أمة جاهلة لا تقرأ !! .
عندما كانت مكتبات بغداد مليئة بالكتب في عهد الدولة العباسية كانت الأمة الإسلامية رقم واحد ..وعندما تراجعت القراءة أصبحت الأمة الإسلامية في آخر الأمم .
ما الذي يجعل أمريكا الآن على مستوى الدنيا سيدة العالم ؟؟
هل تعلمون أن أمريكا لوحدها في العام تصدر ما يقرب من 50 ألف عنوان !! ..تصوّرا (عنوان) وليس عدد نسخ .. ومن كل عنوان يطبع أحياناً مئات الألوف من النسخ ..
بل إن هناك كتاب اسمه(The Power) لمولف مشهور .طبع منه أكثر من 50 مليون نسخة !!! ..
طيب .. وبالمقارنة مع البلاد العربية ؟ ..يكفي أن نعلم أن متوسط ما يطبع من معظم الكتب في البلاد العربية لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة للكتاب الواحد !.. وهذا العدد المحدود لا ينفذ في الغالب في أقل من ثلاث سنوات ..