بسم الله الرّحمن الرّحيم
العقدُ الأسنى في الصّفاتِ الحُسْنَى
الحمدُ لله بالغدوّ والأصَالِ*** وهوَ الموفّق في الحال والمآلِ
ثمّ الصّلاة والسّلام سَرمدا*** على رسول الله أعني أحمدَا
ربّــاه آته الوســـــيلهْ *** والرّتبـــة الــــعالية الـــــجلـــيلهْ
وبعد إنّ أشرف الأعمـــالِ *** وأحســنَ الأقوالِ والأفعـــالِ
تــوحيد ربّـــنا ربّ البــريّهْ *** بكلّ أوصـــاف له ســـنيّهْ
جميلــة عالية كريمــــهْ *** جليــلــة عزيـــزة عظيمـــهْ
أسماءه الحسنى لنْ تُحْصَرا*** بها في علم الغيب استاثرا
إنْ رمْت إنقاذا من الآصارِ*** فاجزمْ له بالسّمع والإبصارِِِ
كلامه حقّ وأثبت اليدا ***وأثــبت النّزول واتّقى الـــرّدى
له عين ووجه واسْتوى ***على العرش العظيمِ واحْتوى
سبحان من ذلّ له جميع الخلقِ*** ربّاهم بالإنعام وبالرزقِ
جلّ عن التقتير بالأرزاقِ *** يمينه لا تغيض من إنفاقِ
قد أثبتَ المَجيئ في القرآن***ورؤية الوجه العظيم الشّانِ
كلامه سبحانه بالكتابِ*** بالصّوت والحرف بلا ارتيابِ
مشيئة القديـــــر والرّضـــا*** فكن لكنْهــهَا مفوّضــا
يسخط الشّريك والكفرانا *** به ويكرهُ الأنداد والأوثانا
عن مماثلة الخلق قد تكبّرا*** سبحـانه من قــدّر ودبّــرا
واجزم له بالنّفس والقدمْ ***بالجهر والإسرار قد علِـــمْ
عال في الذّات والأفعالِ*** والقهرِ والأوصافِ ذو الجلالِ
واحفظ الذّهن عن تصوّر الكيفيّه*** فكلّ فكرة في ذاته منفيّه
قد ضلّ أقوام في هذا القسمِ ***وبينهم تفاوت في الجـــرمِ
فمن مشبّه فيهم ومن معطّلِ*** ومن مؤوّل فيهم ومن ممثّلِ
واحذر أخي باللّزوم قــــولا*** أو تعصّبا لــــقول جهــــلا
وكلّ ما جاءت به النّقولُ ***وقــــاله الرّحمن والرّســـولُ
فاجزم به من غير ما تأويلِ*** ولا تحريفٍ له ولا تعطيلِ
والزم أخي منهج السّلفْ ***أهل الحديث والفقه ذوي الشّرفْ
أنوار الدّجى هم الصّحابه*** أئمـــة الــــهدى أهل النّجابـــه
واجنب أخي صاحب الأراءِ ***وناشـــر الأدواء والأهـــواءِ
واحذر أخيّ خوضا في الكتابِ*** أو في الحديث فذي مئنّة التّبابِ
واحذر أخيّ جعل العقل حاكما*** أو ردّها جهلا وكن مسلّمَا
تعش أخيّ سالم الوجدان*** وفي الأخرى في سامق الجنان
فذي أرجوزة ضعيفة المباني*** بسيطة يسيرة المعاني
قيّدتها لنفسي أولا *** أرجو بها القبول قولا عملا
وفي قبري بها أن ينفعا *** بها عبدا فقيرا فقرا مدقعا
والحمد لله بدءا وفي الختامِ ***على الرسول أشرف السّلامِ
قالها بلسانه
وقيّدها ببنانه
الغافل عن الله المصرّ على عصيانه
جليبيب مخموم القلب
جدّد الله الإيمان في جنانه
وكفاه الله بحلاله عن حرامه
1429/04/07 هـ
2008/04/13 مـ
والحمد لله ربّ العالمين