بن لادن كان شخصا خطيرا ، وكان لابد من القاء القبض عليه ومعاقبته ، ورغم أن افتراض برائته أمام محكمة عادلة شيء من الناحية القانونية مكن الا أن ذلك ليس منطقيا ، و ربما تتمكن مياه المحيط الذي رميت جثته فيه من اذابة ذكر بن لادن وارساله الى عالم النسيان بهذه الكلمات عبرت مجلة "الحضارة الكاثوليكية " نصف الشهرية التي تصدر عن جماعة يسوع المسيح و تحظى بدعم الفاتيكان وتمويله عن رأيها في مقتل الشيخ اسامة بن لادن ورمي جثته في المحيط .
ولم تجد الصحيفة التي تدعو الى تعاليم المسيح والى السلام والمحبة والمسامحة حرجا في تبرير العنف الأمريكي في التعاطي مع بن لادن ولا في المعاملة اللاأخلاقية التي لقيها خلال القاء القبض عليه وقتل أمام عائلته وبناته .
فقد باركت الصحيفة العمل الأمريكي وقالت انه رغم ان رمي جثة بن لادن في البحر يتعارض مع التعاليم الإسلامية الا ان ذلك كان ضروريا حتى لا يصبح قبرح محجا لمريديه واتباعه ،كما أكدت أن محاكمة بن لادن يمكن ان تتم بدون ان يكون موجودا وذلك من خلال محاكمة اتباعه الموجودين في سجن غوانتانامو ، كما تساءلت الصحيفة ماذا لو لم يقتل الأمريكيون بن لادن وأحضروه للمحاكمة ثم لم يحكم عليه بالإعدام ، ثم ماذا لو خطف اصحابه امريكيين وطالبوا باطلاق سراحه .
وهكذا اوجدت الصحيفة كل المبررات الدينية والأخلاقين للإدارة الأمريكية لقتل بن لادن والتمثيل بجثته رغم تعارض ذلك مع التعاليم التي ينادي بها الفاتيكان ، غير ان ذلك سبب حرجا في اوساط المسيحيين الأوروبيين خاصة وأن وكالة انباء الفاتيكان Asianews قالت " لقد كان قتل اسامة بن لادن شيئا طيبا حيث تم القضاء على تهديد للسلام العالمي " .
و في السياق نفسه فقد قال الكاردينا الفرنسي البرت فانهوي ان المسيح قد امر بالتسامح والعفو وأن من يقوم بأعمال تؤذي الأخرين يمكن عقابه ولكن ليس قتله او التمثيل بجثته ، وقد شعر الكاردينا بحرج كبير من تصرف الفاتيكان الذي لا يعبر عن تعاليم السيد المسيح عليه السلام .