منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نساء يرددن: أنقذونا في بيتنا رجل
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-25, 05:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*ابو محمد الجزائري*
مشرف سابق
 
الأوسمة
المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين؛ والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد؛ عباد الله:

فاحذروا أن تتعرضوا لأسباب البلاء، فبعيد أن يسلم مقاربُ الفتنة منها، وكما أن الحذر مقرون بالنجاة، فالتعرض للفتنة مقرون بالعطب؛ وندر من يسلم من الفتنة مع مقاربتها .

واحذروا من عذاب الله وأليم عقابه؛ وتجنبوا الأسباب التي تجلب للعبد سخط الله حتى يخوض فيه .

إن هذا السائق رجل أجنبي؛ فلا يجوز أن يُعامَل وكأنه من المحارم؛ فتختلط به النساء من غير حجاب؛ ويداعب البنات ويلعب معهن وقد بلغت أعمارهن العشر سنوات؛ بحجة أنهن صغار؛ ويوصلهن إلى المدارس والأسواق بمفردهن .

إن هذا هو قمة الاستخفاف؛ وعدم إعطاء الأمر قدره من الاهتمام؛ ودليل على انتكاس القلوب؛ حتى صارت ترى الباطل حقاً؛ والحق باطلاً؛ والمعروف منكراً؛ والمنكر معروفاً .

ويا سبحان الله! كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر؛ وقلب ممسوخ؛ وقلب مخسوف به!

فاحذروا من فتح باب الاختلاط للنساء مع السائقين فإنه باب كل شر؛ قال تعالى: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) ؛ ولذلك لما فتح باب الاختلاط تولدت عندنا تلك المآسي.

ولا يجوز للمرأة الخلوة مع السائق الأجنبي حيث لا يسمع أحد ولا يرى أحد، قال : « ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما »؛ ولا نعود لانتكاس الفطر فنقول: إنه ليس برجل؛ فالخلوة تولّد الريبة، وكثرة المخالطة تنتج السوء والألفة؛ فيجسر الخائف، ويتجرأ المستحيي؛ ويتعلم الجاهل، ويَستُر ما لا يُستر .

أليس من الغبن الفاحش؛ أن تمازح امرأة سائقها وتضاحكه؛ وكأنه زوج وليس بسائق؟! .

أليس من القهر أن تخرج معه في أي ساعة من ليل أو نهار؛ وكأنه زوج بديل؟!

أين دور الرجل؟!

أليس قد أتى بالسائق للحاجة؛ فلماذا تحوّل الحال فإذا به وقد سلمه زمام الأمور كلها؛ فهو الذي يقوم بأعمال المنزل كلها بلا استثناء .

لا شك أن للترف دور كبير، وقد ورّث عند الناس من الأخلاق والريب ما حرفهم عن جادة الحق والأخلاق الحسنة؛ فمتى نصحو من هذه الغفلة؟.

هذا وإن بعض الناس بدأوا باستقدام الخدم والسائقين إلى هذه البلاد دون النظر إلى دياناتهم؛ فلا يهمهم ذلك ولا يتثبتون منه؛ سواء كان هذا السائق مسلماً أو كافراً " نصرانياً أو بوذياً أو ما سوى ذلك من ملل الكفر" .

وبعضهم يوحي إليه الشيطان بإيحاء ساقط؛ وهو أن الكافر في العمل أفضل من المسلم ؛ وهو بذلك قد ارتكب فعلاً منكراً بإعانته لكافر ليستغني بأموال المسلمين؛ وإعالة هذا الكافر لأهل ملته من أموال المسلمين؛ فيأخذ مال المسلمين لينمي بلاده وأهل ملته ويقويهم؛ كل هذا من مال المسلمين .

وكم من العائلات المسلمة مَن هم بحاجة؛ فيتركهم ويدعم هؤلاء الكفار الذين لم يزالوا ولن يزالوا يتشبعون ببغضه وبغض ملته الإسلامية .

كما أن بعض المسلمين يستقدم هؤلاء الكفار إلى جزيرة العرب؛ وجلب الكفار إلى جزيرة العرب محرم ومنكر؛ وقد جاءت الأدلة عن نبينا  متظافرة؛ تنهى عن إبقاء الكفار في جزيرة العرب؛ قال الشيخ عبد العزيز بن باز /:" لا يجوز استقدام العمال الكفرة إلى هذه الجزيرة العربية، لأن الرسول  أوصى بإخراج الكفار منها؛ فقال: « لا يجتمع فيها دينان » ؛ وقد نفذ ذلك عمر؛ لأن هذه الجزيرة لا يجوز أن يقيم فيها المشركون لما ذكرنا آنفاً؛ ولا يجوز السماح لهم بدخولها إلا لحاجة؛ كباعة الحاجات التي تُستورَد من بلاد الكفرة إلى هذه الجزيرة؛ وكالبُرُد الذين يقدمون من بلاد الكفرة لمقابلة ولي الأمر في هذه الجزيرة، أما أن تكون محل إقامة لهم فلا يجوز ذلك؛ وهكذا لا يجوز منحهم الجنسية- أعني جنسية سكانها- لأن ذلك وسيلة إلى الإقامة بها؛ لأن الرسول  أوصى بإخراج الكفار من هذه الجزيرة؛ ويجب أن يُمنع من كان منهم فيها من إظهار شعائر دينهم؛ أما استقدامهم ليكونوا عمالاً أو موظفين فيها-وما أشبه ذلك- فلا يجوز؛ بل يجب الحذر منهم وأن يُستغنى عنهم بالعمال المسلمين، ويُكتفى بهم في العمل بدلاً من الكفار؛ إلا عند الضرورة القصوى التي يراها ولي الأمر لاستقدام بعضهم لأمور لا بد منها " .
فاحذروا أيها المسلمون مما يفتح عليكم أبواب الشر؛ واعلموا أنه ما نهى النبي  عن إبقاء الكفار في جزيرة العرب؛ إلا لأنهم يفسدون العقائد والأخلاق .

فهل تظن أيها المسلم أن كافراً يحرص على دينك وعقيدتك؛ وهل تتصور أن يكون غيوراً على عرضك فيمنع عنه السوء؛ ويدفع عنه الأذى؟.

إذا كان مِن السائقين مَن يتدين بدين الإسلام ومع ذلك فقد جرى منه مِن الفساد ما يؤلم؛ فكيف بغيره؟!

فاحذروا أيها المسلمون؛ ولا تجعلوا أعراضكم في مهب الريح وعواصف الفتن؛ وتستأمنون عليها أناساً ليسوا بها بمبالين .

إن التجارة الجائرة؛ والصفقة الخاسرة؛ لمَن غامر في عرضه؛ وأودعه مكاناً غير آمن؛ ثم إذا به يريد السلامة والنجاة؛ فمن أين تأتي؟!

فإذا كان المرء قد عجز عن حفظ نفسه وشؤونه، فالناس لها أضيع .

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها؛ وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.


من خطب الشيخ سالم العجمي










رد مع اقتباس