الخطبة الثانية
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وعبده ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد أيها المسلمون:
اهتموا بشأن النساء في البيوت؛ وليتق الله رجل في امرأته التي ملكه الله أمرها.
لابد أن تشعر المرأة أن زوجها رجل يقوم بالمسئولية ؛ ولا نتصور التصور الخاطئ أنه نعني بالمسؤولية أنه لو أعطاها المال لانتهى دوره.
لا ؛ فالمسألة ليست مالاً فقط ؛ بل رجل يقوم بواجبه.
ثم اعلموا أن النبي أوصى بالنساء فقال: « استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم » ؛ أي أسيرات.
فلتحسن إليها ما استطعت ، يخلف الله لك خيراً في الدنيا والآخرة.
ألا ترى افتعال بعض النساء للمشاكل ؟!
إنها تفتقد رجلاً يحس بها ، وأعظم ما تحتاجه رجلاً يخاف الله فيها ويغرقها بالعاطفة؛ لأنها في زمن يُسمَع فيه ما يسلب العقول، وهو بين أمرين بينهما له الشارع الحكيم: إما أن يعاملها بالمحبة؛ فإن لم يكن ثم محبة عاملها بالرحمة؛ كما قال تعالى : ( وجعل بينكم مودّة ورحمة).
وليتق الله أن يكون لها فتنة، فقد لا تكون قد أخذته إلا من أجل دينه واستقامته؛ فلا يسيء لها من حيث أحسنت.
ولا نقول: النساء لا يطقن ؛ وهنّ البلاء ، فكما يوجد هذا الصنف من النساء ، يوجد أضعاف ذلك في الرجال.
وما كان هذا التدهور إلا بسبب ضعف المسؤولية؛ التي بدأها الأبُ المريض؛ وأكمل فصولها الزوج المستهتر.
وعلى الرجل أن يكون منفقاً على المرأة؛ لأن صلاح المرأة بأن تكون هي اليد الآخذة لا المعطية، فإذا كانت هي التي تعطي فقد تبدلت الأدوار أو تساوت، وأخرجها ذلك عن فطرتها.
والرجل لا يمد يده لامرأته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؛ حتى تبقى هي المحتاجة إليه، فهو شعور كامن في الرجل أنه يحب أن يكون مُحتاجا إليه، وإحساس في داخلها من أنها تحب أن تكون محتاجة إلى زوجها حتى وإن كانت ذات مال؛ ليس من باب الشح على المال فالواقع يشهد أن المرأة ليست حريصة على المال، ولكن سعادتها في شعورها أنها ضعيفة محتاجة إلى رجل.
وأنت مأجور على كل حال، قال :« إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك» .
هذا واتقوا الله عباد الله في أولادكم.
قوموا بواجباتهم ، وأهمها إغراقهم بالمحبة والعاطفة؛ والتعامل معهم بشفافية؛ وأعينوهم على البر..
أعينوهم على البر..
ورحم الله والداً أعان ولده على بره.
تواجدوا أمامهم ، أشعروهم بالمسئولية والارتباط بكم ، ووسعوا عليهم مما وسع الله عليكم؛ قال :« أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله» .
وقال حماد : رأيت أيوب السختياني لا ينصرف من السوق إلا ومعه شيء يحمله لعياله ، حتى رأيت قارورة الدهن بيده يحملها ، فقلت له في ذلك فقال : إني سمعت الحسن يقول : إن المؤمن قد أخذ عن الله أدباً حسناً؛ فإذا وسع عليه أوسع.
هذا واعلموا أن أعظم مسئولية تجاه أهل البيت من الزوجات والأبناء ومَن تحت يدك وسلطانك؛ أن تقيمهم على طاعة الله وتأمرهم بها ، وتنهاهم عن كل معصية وسوء ؛ وإياك أن تفسد دينك بصلاح دنيا غيرك.
قال سفيان الثوري : يؤمر بالرجل يوم القيامة ، فيقال: هذا عياله أكلوا حسناته.
نسأل الله تعالى أن يصلحنا؛ ويصلح أحوالنا؛ ويصلح زوجاتنا وذرياتنا ونياتنا.
( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ) .
من خطب الشيخ سالم العجمي