وأخيرا تم الإعلان تعييــن المدرب الأجنبــي للمنتخب الوطني الذي طال انتظاره ، وكما كان منتظرا تم اختيار المدرب الفرنكو بوسني وحيــد حاليلوزيتش من بيـن 59 مدرب -على لسان روراوة- أودعـوا ملفاتهـم لتدريـــب الخضر ، ما يعني أن كل من هب ودب أصبح يعشق تدريب المنتخب الوطني ليس لأن هذا الأخير يمتلك لاعبين كبار ويسهل معهم نيل كأس الكون ، وانما لتوفر الأموال وسهولة فرض الرأي الأجنبي على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي ملأت شكارتها بعقود السبونسورينغ .
نتذكر تصريح روراوة عقب المقابلة المهزلة وبيان الفاف الذي تحدث عن انها ستجري مناقصة دولية لاختيار المدرب الكفء لتدريب الخضر وقال روراوة حينها انه يريد مدربا ذا كفاءة عالية وخبرة ميدانية كبيرة ولم لايكون الايطالي مارشيلو ليبي . ظننا حينها أن رئيس الفاف سيضع الهدف الاساسي الفوز بكأس العالم 2014بالبرازيل وطبيعي أن تنال الجزائر لقب بطولة كأس افريقيا 2013 التي قد تجرى في مصر او المغرب وربما الجزائر خلفا لليبيا. وليس مجرد اشتراط تأهل الممثل العربي الوحيد في المونديال السابق لكان 2013 ومونديال 2014.
بعد كل هذه الدخلات والخرجات تم الاعلان اليون عن اختيار الفرنكو بوسني حاليلوزيتش كما كان متوقعا ، وهو من حقق نتائج ايجابية جدا -في نطر روراوة - مع أرمادة اللاعبين المحترفين الايفواريين كيف لا وهو لم يخسر مع رفقاء دروغبا سوى مقابلة واحدة من أصل 24 مقابلة ، ولحسن الحظ أن المبارة التي خسرها كانت ضد المنتخب الوطني ذات 18جانفي 2010 رغم أن المدرب الوطني حينها رابح سعدان لم يطبق سوى خطة تمتعوا واستمتعوا ورغم ذلك حقق للخضر آخر انتصار لهم وضد من؟ ضد المرشح الاول دوما للفوز بكأس افريقيا ومن دون منازع انه "الكوت ديفوار".
اختيار الفاف هذا المدرب هو بمثابة استبدال الذي هو أدني بالذي هو خير رغم أن مشكلة الخضر ليس في المدرب وانما في انعدام التكوين وسياسة البريكولاج وسوء التسيير والحساسيات اتجاه الاكفاء.
وعموما فإن مسيرة التدريب الاجنبـي للمنتخب الوطني مظلمة عـدا السوفياتي روغـوف الذي أشرف على تدريب الخضر مع خالف محي الدين في مونديال1982 ، وبعدها وقعت الكارثة مع ليكنس البلغاري الذي هرب بأموال الفاف بتواطئ من مسؤولي هذه الأخيرة وقبله مواطنه الذي تحجج بظروف عائلية ، الى أن حل دور الفرنسي جون ميشال كفالي الذي حــــــرم الجزائريين من كان 2008 والحقيقة ان تسيير الفاف السيء وفسادها وسياسة البريكولاج كان السبب.
بعد كل هذا أتساءل ماالذي سيفعله حاليلوزيتش هذا اذا لم تتغير عقلية مسيري الفاف؟
الأكيد أنه لاغوارديولا ولا مورينيو ولا حتى فيرغسون قادر على إخراج الكرة الجزائرية من نفقها المظلم مالم تتغير ذهنية هؤلاء المسؤولين.
تحياتي مهدي 179