منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (معالم في التعامل مع الفئة الضالة)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-08-09, 14:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

التيارات لها جذور فكرية ترفع الشعارات الدينية وتتحدث باسم الجهاد ، الأمر الذي يوقع الناظر البسيط في التخرص والرجم بالغيب .
وبسبب الشعارات الدينية المنحرفة التي ترفعها هذه الفئة ؛ زلت أقدام ، وضلت أفهام .. واشتبه الأمر على بعض الكتاب والمفكرين ، ممن أوتوا (وللأسف) حظاً كبيراً من السطحية وضعف العطن ، حتى أصبح بعضهم يهرف بما لا يعرف ، بكلام أشبه بالهذيان .
وإن من الإجحاف والظلم ، ما سمعنا وقرأنا من الخلط الرهيب ، وتوسيع دوائر الاتهام ، دون دليل أو برهان .
وأصبح المسلم الغيور يتساءل : لمصلحة من تتهم العقيدة الوسطية التي قامت عليها هذه البلاد المباركة ، بعد أن أحيا معالمها الإمامان المجددان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله .
لمصلحة من يتهم العلماء والمؤسسات الدينية التي كانت ولا تزال تحذر من هذه التيارات الدخيلة .
وقل مثل ذلك في اتهام المناهج العلمية .. النشاطات الدعوية .. المراكز الصيفية .. حلقات تحفيظ القرآن الكريم .. الخ .
وللحقيقة نقول : إن أول سؤال يمكن أن يطرح في هذا الجانب : ما علاقة هذا الفكر الديني المتطرف الذي تتبناه هذه التيارات بالدين الذي قامت عليه هذه البلاد ومؤسساتها ، وتربى عليه أهلها وشبابها؟
إن الواقع يشهد بأن بلادنا المباركة إنما قامت على الدين القويم ، والتوحيد الخالص ، والعقيدة الوسطية الصحيحة التي أحيا معالمها الإمامان محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله .. ومنذ ذلك الوقت وهذا النهج هو النهج الديني السائد بحمد الله في مجتمعنا ، يقرره العلماء والدعاة في دروسهم ومحاضراتهم ، ويدرسه ملايين الطلاب والطالبات في المدارس ، حتى أصبحت هذه البلاد وأهلها مثالاً يحتذى في التمسك بالدين ، وسلامة المنهج ، وإغاثة المنكوبين ، والدعوة إلى الله ونشر الإسلام في أرجاء العالم .
إن ما نراه من غلو وتطرف فكر دخيل على مجتمعنا ، وصوت نشاز في مناهجنا العلمية والتربوية والدعوية .. والمتتبع للمراحل التاريخية لنشأة هذا الفكر ودخوله البلاد ، يدرك أن بداية ظهوره في هذه البلاد كانت بسبب طائفة شاذة تلقفت هذا الفكر من بعض الجماعات والتيارات الخارجية المخالفة للبيئة العلمية والدينية في بلادنا ، بل جنح بعضها إلى تكفير ولاة أمرنا وعلماءنا . ثم نما هذا الفكر وترعرع في السنوات الأخيرة بفضل ثورة المعلومات والإنترنت وتعدد مصادر التلقي .
إن إدراكنا لهذا الأمر أمر بالغ الأهمية في فهم هذه الظاهرة وحسن التعامل معها ،ومحاصرتها في زاويتها الضيقة ، والحيلولة دون انتشارها في المجتمع .
إن هذا الفكر الغالي في التكفير ، الداعي إلى الخروج على ولاة الأمر ، فكر بالغ الخطورة ، لمـا فيه من التخوض في دماء المسلمين ، وإثارة الفتن الداخلية ، ولاسيما أن كثيراً مما يقع بسبب هذا الفكر من مفاسد يقع - عند من يتبناه - بنوع من التأويل الذي يظنونه اجتهاداً مشروعاً وطريقاً لدخول الجنة !!! .
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما حصل بمثل هذا التأويل من الشر والفتن وأنه سُفِك بـه دماء قوم من المؤمنين وأهل العهد . وما أشبه الليلة بالبارحة .
إن رايات الدين .. الجهاد .. الإصلاح .. مآسي المسلمين .. التي يرفعها هؤلاء المتهورون لايمكن أن تضفي المشروعية لأعمالهم الفاسدة ، فقد حكى الله سبحانه وتعالى عن أقوام من المفسدين أنهم يدعون الإصلاح ، قال تعالى :  وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون . ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون  .
وفي صحيح البخاري أن ابن عمر رضي الله عنهما أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا : إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي  فما يمنعك أن تخرج؟ فقال : يمنعني أن الله حرم دم أخي . فقالا : ألم يقل الله :  وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة  . فقال : قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله ، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ويكون الدين لغير الله".