منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - (معالم في التعامل مع الفئة الضالة)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-08-09, 14:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
منير الجزائري
محظور
 
إحصائية العضو









افتراضي

أعلى وأسمى القيم ، وبسبب هذه القيمة هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وهي إذ ذاك دار شرك إلى المدينة دار الإسلام .
ولنا أن نتساءل : هل نعيش في هذه البلاد المباركة تعارضاً بين هاتين القيمتين ، قيمة الدين وقيمة الوطن ؟!! أو بالأصح هل هناك من يحاول إيهامنا بوجود مثل هذا التعارض؟!! .
إن الناظر المنصف يدرك أنه لا تعارض بحمد الله بين القيمتين .. ويحق لكل مسلم يعيش على هذه الأرض الطاهرة أن يمتلأ قلبه بحبها ، ويضحي من أجلها ، كيف لا وهي قبلة المسلمين ، ورافعة راية الدين ، ومعقل الشريعة ، ومأرز العقيدة .. منها تنطلق سحائب الخير للمسلمين في شتى أصقاع الأرض ، حتى أصبحت قلوبهم تهفو إليها ، وتؤمل فيها أن تكون هي وأهلها حصن الإسلام الحصين ، ودرعه المتين أمام أعدائه . (مع أننا لا ندعي الكمال والسلامة من الخطأ والقصور) .
أعود فأقول : إن من التناقض العجيب .. اتخاذ بعض المتعسفين دعوى المواطنة وحب الوطن مركباً لتسويغ اجتهاداته وأفكاره ، ومحاصرة و (إرهاب) كل من يخالفه ، ورميه بالإرهاب والتمرد على الوطن !!!
والأمر الأعجب أن هذا المتعسف صاحب (الإرهاب الفكري) قد يكون هو أول من ينقض دعواه بأطروحاته التي لا تخدم المصلحة الوطنية ، ولا تتفق والأسس التي قامت عليها هذه البلاد ، واجتمع عليها شمل الوطن .
إن من الأمانة والموضوعية التي يتلهف إليها كل مسلم غيور ومواطن صالح ؛ أن نستشعر مسؤولية الكلمة ، وخطورة المجازفة في إصدار الأحكام دون تثبت ، أو اتباع الهوى في التعامل مع الأطراف .

معالم في فهم واقع هذه الفئة وأفكارها ؟ :
يزداد الحليم حيرة وذهولاً حينما يرى هذا الشاب .. حديث السن .. سريع الإقدام .. مفعم بالعاطفة والغيرة .. يلفّ حزاماً ناسفاً حول جسده الطري .. ويتوسد كومة من القنابل والأسلحة .. لا يزيده الإنكار إلا قناعة بفعله .. ولا تزيده المواجهة إلا إصراراً على جرمه .
وبسبب مغاسل الأدمغة .. ومحاجر العقول .. تحول البغي عند هذا الشاب جهاداً .. والإفساد إصلاحاً .. والانتحار شهادة .. كيف لا؟ وهو يستروح ريح الجنة وراء الجثث والركام !!! .
ثم إن مما يزيد المأساة ، ويعمّق المعاناة أن يكون هؤلاء الشباب هم بعض أبناء هذه البلاد ، ممن يرتكبون هذه الأعمال الشنيعة بين أهلهم ، وفي دارهم !!! .
ماذا نقول؟ .. أبناؤنا بغوا علينا .. إخواننا خرجوا علينا .. أصبحوا خناجر تطعن في ظهورنا .. وتحولوا إلى قنابل تتفجر في بيوتنا .
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
ماذا يريدون بهذه الأفعال؟ أي فتنة أعظم من هذه الفتنة؟ كيف استطاع هذا الفكر أن يصل إلى عقول هؤلاء الشباب؟ هل هم مخترقون من جهات تزين لهم هذه الأعمال ، وتمدهم بالأسلحة والأموال؟ هل هم مستغلون من بعض الدول التي لها أطماع في المنطقة؟ هل للصهيونية يد في تحريكهم؟ .
نحن في الحقيقة لا نملك إجابة شافية لهذه التساؤلات ، ولعل الأيام تبدي لنا ما قد خفي .
لكن الأمر الظاهر الذي لا مراء فيه أنه لا بد من إنكار صريح لهذه الأعمال ، وإدانة واضحة لمرتكبيها .
وإذا كنا متفقين على شناعة هذه الأفعال وضلال مرتكبيها ، فإنه لا بد من تحليل واقع هذه الفئة الضالة ، ودراسة الفكر الذي تقوم عليه ، وتشخيصه تشخيصاً صحيحاً ، يتم على ضوئه إعطاء الوصفة المناسبة لعلاج هذه الظاهرة .
وبالنظر في ما طرح ويطرح في ساحة الرأي والإعلام ، فإن المتأمل لهذه التحليلات يدرك تماماً أنها على الرغم من اتفاقها على تجريم واستنكار هذه الأعمال ، فإنها في المقابل لا تكاد تتفق على تفسير واضح لجذور هذه الأعمال وأسباب وجودها في بلادنا ، وبين أظهرنا ، وعلى يد ثلة من شبابنا !!! .
ولعل من أهم أسباب اضطراب الآراء في ذلك ، أن التيارات التي تقف وراء هذه الأعمال ليست بتيارات إجرامية محضة (كعصابات المخدرات والجنس ونحوها ) ، بل إن هذه