السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تُرى هل يمكن أن نعتبر هذه النّظريّة الشّبابيّة..نظام أفكارٍ يُفسِّرُ شيئا ما؟
أم أنّها أفكارٌ عشوائيّة لِشبابٍ يقولُ ما لا يفعَلْ !
سُبحان الله، ألسنا نشهَدُ زفاف العاملات وبكلِّ التخصُّصات ووجودَ الكثير من الشّباب الذين يشترِطون الزّواج من المرأة العاملة؟
طبعا لكلٍّ أسبابُه وقناعته..فهناك من تحتّم عليه الظّروف البحث عن امرأة تساعده في أمور الحياة..ولا ينفي ذلك احترامه لمن اختارها دون نوايا سيِّئة.
وهناك من يحترم مالها ودونه تقلّ قيمتها لديه..
ومن جهة أخرى هناك من يُفضّلُ المرأة الماكثة بالبيت وله في ذلك سبب يُرضيه.. وليس بالضّرورة كون هذه الأخيرة تصلُح للزّواج أكثَر من المرأة العامِلة..
حيثُ لا يُمكنُنا كبح حريّات الاختيار..ولا أن نُغيِّرَ أمرا قد يكون من ورائِه حكمة من الله.
عودةً لهذه النّظريّة التي تفتقِر لِلنّضج الفكريّ لقائِلِها كان من كان !
تُرى يا هذا أتجزم أنّ كلّ امرأة عاملة حياتها مليئة بالرِّجال؟
ثمّ ما هذه المصطلَحات؟ لا حول ولا قوّة إلاّ بالله..تستعملون معانٍ لا تصلُحُ أن تُناقَشَ لأنّها قريبة إلى كلام الشّوارِع وبعيدة كلّ البُعد عن ثقافة الشّاب الواعي..
فلُغةُ القرآن ثريّة بما يُساعدُنا في طرح ومعالجة المواضيع..ولا جفافَ فيها يُحتّمُ علينا بناء أفكارِنا على هذا النّحو.
ثمّ ما يهمّنا إن وجد شخصٌ سعادته وراحته بزواجه من امرأة عاملة..
ومن لم يُرحه ذلك فلن تنقصه فُرص الزّواج من الماكثة بالبيت لكثرتهنّ..دونَ النّظر بعينٍ تحتقِرُ تلك التي تعمل..
فالله شاء أن يرزقها وهو كفيلٌ بمراقبة تصرُّفاتِها وهو المحيطُ بأسرارها فما الدّاعي لرقابتِك المحدودة؟
ولِم تُطلِقُ أحكاما جامعة فيها من الضّررِ ما لا يتركُ مكانا لأيِّ فائدة؟
قد تظنّ أنّي أدافع عن نفسي كوني أندمج ضمن فئة العاملات..هذا شأنُكَ ولا غرابةَ في تفكيرِكَ لكنّي سأتكلّم من منطلق تجربتي بهذه الحياة،
تأكّد أنّ من النّساء العاملات من لا يقعن ضحايا المغريات بألوانِها الكثيرة..
أخرُجُ كلّ صباح للعمل دون إعارة اهتمامي لمن قال أو سيقول..ببساطة لأنّي أخرُجُ برضا والدي الذي ربّاني وحرص على تعليمي..
لأنّي أخرُجُ وهدفي لا يحيدُ عن أمرٍ دعوتُ فيه الله ليوفّقني إليه
[لا أحدَ يعترضُ طريقي بفضلِ الله، وباحترامٍ أعاملُ ولا أذكرُ أنّي أُسمعتُ كلاما تعفّه الأنفُسُ قبل الأسماع..لستُ حسناءَ زماني ولستُ بشعة والحمدُ لله على صِفةٍ أوجدني الله عليها].
لكنّ المغزى من كلامي هو أنّ مضايقات الشّباب لا تمسّ بالضّرورة المرأة العاملة فقط ولا كلّ العاملات..
كما أنّها لا تصدر إلاّ من ذاك الشابّ الذي لا يخشى الله ولا يفقه معنى الحرمات..
ذاك الذي يرى في المرأة أفكارا يصوّرها له الشّيطان
ذاك الجبان بأفعاله الدّنيئة التي لا تمتّ بصلة لأفعال الأشخاص المتخلّقين.
فيا صاحِبَ النظريّة لا تجعلْ من أفكارِكَ مرجعا تسوّدُ به عقولَ الضُّعفاء أمثالك..
ثمّ هل وقفت مع نفسِكَ لحظةً وحاسبتها؟
هل أنتَ ممّن لا يضايقون النّساء في الشّوارِع؟
هل أنت ممّن يحترمون المرأة وينصحون أهل بيتهم من النّساء بالظّهور على أليق صورة؟
أتقرأ أقدارَك بحُكمِك هذا؟
فهل فكّرتَ في أنّكَ تقولُ ما لا تفعل..وقد يُقدّر لك الله الزّواج بعاملة ولن تجِدَ منها إلاّ ما يسرّك وينفعُك..
فلا اعتراضَ على أقدارِنا ولا يعلم الغيبَ إلاّ الله،
فثقوا بمشيئتِه وتوبوا عن سوءِ أحكامِكُم التي قد تضرّون بها أطهرَ خلقِ الله.
ملاحظة: وجّهتُ كلامي لكلِّ من تُبنى أفكارُه على نظريّةٍ كهذه.
ولم أتحدّث إلاّ من منطلَق قناعتي ومسؤولة كلّ المسؤوليّة عمّا أدرجته.
والسّلام عليكم.