اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعلاء الطيب
[ يَا لَيْلَةَ الْأُنْسِ...
اِشْهَدِي أَنيّ دَخَلْتُكِ مُنْذُ الْأَزَلْ...
وَاعْمَدِي عَلَيَّ في رَسْمِ بَوَادِرِ الْفَجْرِ الْبَعِيدْ...
وَأَنّهَا إِلَيْكِ بَعَثَتْنِي أَنَامِلُ الْأَرَقْ...
وَعَبَثَتْ بِي رِيَاحُ السُّهْد...
تَحْتَ وَطْأَةِ الظَّلاَمِ الحْاَلِكْ...
*****
يَا لَيْلَةَ الْأُنْسِ...
اُذْكُرِي لحَظَةَ قَدِمْتُ فيها إِلَيْك...
أَصْرُخُ بِآهَاتِ صَوْتِي...
حَتَّى أَنّّهَا تَمَزّقَتْ نَبَرَاتُهُ بَيْنَ أَخْذٍ وَعَطَاءْ...
ثُمّ تَنَاثَرَتْ أَوْاصِلُ الْأَبْجَدِيَّة ...
دُونَ أَنْ تَصْنَعَ كَلِمَةً وَاحِدَةً لَهَا مَعْنَى...
*****
يَا لَيْلَةَ الْأُنْسِ...
لاَ تُنْكِرِي حِينَ وَقَفْتُ أَمَامَك أَرْتَجِي شَفَقَةً...
و أُنَاجِيكِ رَأْفَةً...
وَأَنْتِ تَبْرَحِينَنِي بِسَذَاجَةٍ...
وَلمَّا تَشَبّثْتُ بِسُدُولِكِ المْتُدَلّيّة...
اُذْكُرِي حِينَ رَكَعتُ أَمَامَ كَهْلَكِ أَناَشِدُهُ في هَوْسٍ وَأَلَمْ...
وأنَا أَتَرَجّاه وَدُمُوعِي جَارَيَة عَلَى خَدَّيْ...
مُتَضَارِبَةٌ وَأنَا أُبْدِي انْتِمَائِي إِلَيْك...َ
*****
يا لَيْلَةَ الْأُنْسِ...
وَدَرْبِي غَرِيبٌ مُنَاهْ...
وَأمَلِي عَالِقٌ بِأُنْشُودَةِ الْبَرَاءَةِ...
وَعَهْدِي عَتِيدٌ لاَ تُزَعْزِعُه عَوَاصِفُ الشَّكْ...
وَلاَ زَوابِعُ الظُّنُونْ...
وَأَنَّهَا تَكَادُ تَأخُذُنِي مِنْكَ مَضَاجِعُ النُّعَاسْ...
اُذْكُرِي صَوْتًا دَافِئًا أَلِفْنَاهُ سَوِيَّةً...
حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ ...حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ...
حِينِهَا أَعْلَنْتُ انْسِحَابِي لِلتَّوْ...
بقلم غروب :منذ ألف ليلة و...
]
|
لهذه الخاطرة قصّتها .
كانت أيامي الأولى في معهد التّربية ، وكنتُ قد بعثتُ بالخاطرة إلى جريدة الجمهورية آنذاك ، فنُشرت مرفوقة بصورتي ، فيومها كان زملائي يمشون في ساحة المعهد ، ويتحاورون حول الخاطرة ، بحكم أنّهم يعرفون صاحبها ، ولمّا دنوتُ منهم صرخ أحدُهم قائلا: هاهو صاحب الخاطرة ، ألم أقل لكم أنّه يدرس معنا في المعهد..؟