يعتبر دوران الأرض حول الشمس ودورانها حول محورها من الثوابت العلمية المعاصرة التي لا يشك فيها عالم - على حد علمي - وأظن أن مسألة دوران الأرض تجاوزت مرحلة النظرية لتصبح حقيقة ثابتة، بعد أن تقدمت علوم الفضاء وتمكن الإنسان من الخروج من الغلاف الجوي بمعداته وتصوير الأرض من الفضاء الخارجي، والعلماء بالطبع يبنون حسابتهم الدقيقة تلك بناء على حركة الأرض وسرعة دورانها وأين ستكون في اليوم الفلاني .. إلخ.
في الماضي القريب والبعيد، ظن الإنسان – تبعاً لرأي بطليموس - أن الأرض ثابتة وأنها هي مركز الكون وكل ما في السماء يدور حولها.. كانت هذه هي العقيدة الغالبة، ولكنها لم تكن الوحيدة، ففيثاغورث قد قال بدوران الأرض حول الشمس وأريستاركوس (310-330 ق.م) قال بدوران الأرض وبثبات النجوم وأن ما نشاهده من حركة النجوم هو إنعكاس لحركة الأرض، وكوبرنيكوس قال بدوران الأرض حول الشمس، وأن الشمس هي مركز الكون.
إلى أن جاء جاليليو وكبلر وأثبتا بالدلائل العلمية قضية دوران الأرض حول الشمس وحول محورها، ومعاناة جاليليو مع الكنيسة الكاثوليكية أشهر من أن نذكر بها حيث عد جاليليو مهرطقاً مجدفاً لأنه قال أن الأرض تدور.