امرأة تسقط من شرفات القصيدة
تفتح نافذة غجرية في ابتسامة طفل
تجر الفراشة الموشحة بالعشب
ها هجرة الفوانيس في كهوف الذاكرة
تأبطت غيوم الصباح الحزينة
امرأة ترتب دموعها في سلة القمر
ها نجمة تزحف لأقاصي الماء
تكنس امرأة من خلجان الشاعر
وتعتقل ما تبقى من هسيس الهواء
عارية إلا من اشراقاتها البدائية
تشعل القصيدة خرائطا للحلمو الانخطاف
امرأة تحاصر البحر بعيونها
تغطي القمر بمنديلها اليتيم
حتى لا تقفز النجوم من محاريب السماء
بشجرة تهاجر في وطن الأناشيد
امرأة تبايع سنابل الخريف في حقول المنفى
وتحرس الشعراء حتى تولد قصائدهم
حاملة في حلمها طفولة موجة
تغتسل سرا في مغارات الحنين
وتكحل نشيد الولادة بزنابق اليتم
امرأة تعجن تاريخ الحزن في أحداقها
بماء الياسمين وحناء الأبجدية
ها فراشة تضفر غواية الكلمات
والبحر يتسلق أسراب البنفسج خلسة
الندى ينام وحيدا في صهيل الوقت
وجه يعبر تقاسيمه في المرآة
موزعا دمعه على قبيلة من نساء
يفيض العشب من حقيبة الحقول
وتغتسل الفراشة في أبراج الندى
ليحترق الشاعر حزنا على خيانة القصيدة