قبل أن أشارككم خاطرتي أود أن أقول ان فحواها يتأرجح بين الصواب و ربما الخطأ ..قد تكون نظرتي للتربية مختلفة جذريا مع نظرات بنظارات عصرية حديثة. هذه خاطرتي فإليكموها: عرفت المدرسة في السبعينات فدرست فيها سنوات الإبتدائية .. كنا نعظم المبنى و من فيه لقد كان وقوف المدير في الساحة مهيبا و كان المعلم - رغم الأحوال الإجتماعية آنذاك- وقورا نخافه و نحترمه و نكن له كل التقدير .. لقد تعرضنا للضرب و العقاب بأنواعه (طبعا المعقول) و لم نبغض معلما ذات يوم لكونه قدوة و مثالا مقدسا لأنه يعلمنا و يريد في الأخير مصلحتنا. دخلت الكتاتيب و حفظنا بعض أحزاب القرآن الكريم و كذا القصائد الدينية .. لقد كنا نخاف معلم القرآن لدرجة الرعب و طبعا كنا نحترمه كثيرا رغم أنه كان حازما معنا شديدا ..لقد عملت "الفلقة" عملتها و هي أداة "للتحميل" الضرب على القدمين عقابا لسلوك غير طيب أو لعدم الحفظ و إنجاز ما طلب منا القيام به.. رغم هذا أحببنا المسجد و القرآن و إلى يومنا هذا نشتاق لرؤية معلمي في القرآن " سيدي علي بوخزة" حفظه الله و رعاه و ثبت أجره. تربينا في مجتمع يقدر فيه الصغير الكبير و يعطف فيه الكبير على الصغير و رغم جهل الكثير من الناس فقد كنا نرى حياء و حشمة و احتراما و تقديرا ..الكثير من الأباء و الأمهات لا يعرفون القراءة و لا الكتابة لكنهم اجتهدوا بقوة و اهتمام في تربية أبنائهم. أتذكر أننا كنا نشاهد التلفاز بعد طلب الإذن لتشغيله و لم نكن نشاهد أكثر من الرسوم المتحركة (الشواطين) كما تدعى في منطقتنا.. رغم كل هذه الظروف كانت التربية حاضرة بشكل أو بآخر..و تلمس في تلك الأيام بركة كبيرة و عافية. لكن الحديث عن التربية في وقتنا الحالي و في أيامنا هذه مضني و محير.. لقد تعلم الناس و أصبح الآباء و الأمهات خريجين و خريجات الجامعة و صيغت قوانين و إجراءات تربوية جديدة كفيلة بتنظيم التربية و التعليم ..تمنع ضرب التلميذ و لو بزهرة؟؟؟؟؟ (و هذا لا يعني أنني مع الضرب) و كثر علماء التربية و علم النفس و أصدروا العديد من التجارب المختلفة التي تساعد على التربية و حلولا و علاجا لمختلف المشاكل التربوية. استحدثت العديد من المناهج و الأساليب و الطرق في التربية ..و منها التنمية البشرية و البرمجةالعصبية و................. كثرت برامج التوجيه و التربية الحديثة و كسروا كل التابوهات و الحواجز و التقاليد القديمة ..حتى يناقشوا و يتناقشوا في أي شيء كل شيء لكن الحالة تردت ياناس و الأخلاق ذهبت و غبرت (دفع الله ما كان أعظم) لا إحترام و لا تقدير و لا حياء و لا حشمة و لا أخلاق و لا هم يحزنون. كنت أظن أنه بتوفر كل هذه العناصر الحيوية ..ستتطور الأمور إلى الأحسن؟!!! لكن؟؟؟!!! لا ترى ما يسر و يرضي لا أنكر أن هناك صحوة تنمو في الطرف الثاني من نهر الفساد الأخلاقي الجارف و هذا هو النصف الممتلئ في الكأس. أملي كبير في أن تسعى كل الجهات نحو تدارك الوضع المشين للتربية في كل مكان في بلادنا العربية و أستطيع ان أستقري هذا الحال من مختلف المقالات و المواضيع التي أقرأها كل حين. وفقنا الله إلى ما فيه الخير و الصلاح.