معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
25-كعادة هذا الجهمي: لقد اقتبس كلام الإمام ابن عبد البر السلفي المعروف ثم بدلا من أن يتعقبه حاول جاهدا الحيدة عنه بإثبات أشعرية مزعومة لهذا الإمام رحمه الله فاقتبس كلاما كنت قد اشتهدت به في موضوعي(دك حصون المفترين بإثبات النزول رب العالمين) وهذا نصه:
((وقد قال قوم:إنه ينزل أمره وتنزل رحمته ونعمته.وهذا ليس بشيء ,لأن أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا تقويت ثلث الليل ولا غيره))..
ثم علق عليه قائلا:
اقتباس:
أنظر الي جهل الاخ واذا كان قد اطلع علي كتب الامام ابن عبدالبر وجمع بين النصوص لفهم معني قول ابن عبدالبر ولكنه الهوي الوهابي!!!!
|
قلت: بل الجهل جهلك فإنك لا تفتأ تحرف كلام الله ثم كلام خلقه إذ هذا الكلام للإمام ابن عبد البر في غاية البيان والوضوح فهو يرد على تحريفكم للنزول بنزول الأمر والرحمة ويبين لكم أن نزول رحمته وأمره ليس خاصا بالثلث الأخير من الليل فقط بل هو نزول على الدوام فليس في كلامه ما يحتاج إلى تحريف على طريقة المعتزلة والجهمية لكنك استحييت أن تصف هذا الإمام بالتجسيم وترميه بالوهابية فابشرك يا من تدعي الأشعرية أن الإمام ابن عبد البر قد انتقدكم وبدعكم بإسمكم الصريح بل وذهب إلى أكثر من ذلك فرد شهادتكم وأمر بهجركم وتأديبك فقال رحمه الله: لا تجوز شهادة أهل البدع و أهل الأهواء . أهل الأهواء عند مالك و سائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء و البدع أشعرياً كان أو غير أشعري و لا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً و يهجر و يؤدّب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب ". (جامع بيان العلم و فضله 2/96)ا.هـ .
فهل بعد هذا تزعم أنه كان أشعريا وهو يبدعهم ولا يرى صحة شهادتهم بل يأمر بهجرهم وتأديبهم؟!
اقتباس:
ذكر الرواية ابن عبدالبر في (التمهيد) 7/143 عن مالك (بأنه ينزل أمره ورحمته) فلم يستبعدها لا من حيث السند ولا من حيث المتن بل قدمها أولاً بقوله :
(( وقد قال قوم من أهل الأثر أيضا أنه ينزل أمره وتنزل رحمته )) اهـ.
ثم ذكر إسنادها إلى مالك .. وعقب عليها بقوله :
(( وقد يحتمل أن يكون كما قال مالك رحمه الله على معنى أنه تتنزل رحمته وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك من أمره أي أكثر ما يكون في ذلك الوقت ، والله أعلم...)) اهـ.
|
قلت:
هذا من تلبيس وتدليسك وبيان ذلك من أوجه:
الأول: إن الرواية التي ساقها الإمام ابن عبد البر قد تعقبها بعد ذلك بقوله(((( وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك ، وغيره )) ، فلم ينسبه لمالك .
الثاني: إن الإمام ابن عبد البر لم يحرف نزول رب العالمين إلى نزول الرحمة إنما أثبت نزوله أولا ثم نزول رحمته ثانيا وبعدها بين مقصود كلام الإمام المالك-في حالة إن صح- فبرأ الإمام المالك من التحريف رواية ودراية.. أما رواية فقد ضعفها بقوله(( وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك) أي لم ينسبها للإمام مالك وأما دراية فبين أن هذا القول ليس بتحريف بل هو إثبات الأمرين معا:
-نزول رب العالمين.
-ونزول رحمته وعفوه واستجابته .
ومما يدل على أن الإمام ابن عبد البر لا يجزم بصحة هذه الرواية المنسوبة للإمام مالك رحمه الله هو قوله في كتابه الإستذكار((ولو صح ما روي في ذلك عن مالك كان معناه أن الأغلب من استجابته دعاء من دعاه من عباده برحمته وعفوه يكون في ذلك الوقت))الاستذكار ق/79) مخطوط في المحمودية.
أما تحريف نزول رب العاملين إلى نزول رحمته فقط فقد رد عليها بقوله((وقد قال قوم:إنه ينزل أمره وتنزل رحمته ونعمته.وهذا ليس بشيء ,لأن أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا تقويت ثلث الليل ولا غيره)) وبهذا نكون قد جمعنا كل كلام الإمام ابن عبد ليتبين قوله الفصل في المسألة كما يتبين تلبيسك ومراوغتك البائسة في ذلك.
وأما قوله رحمه الله((وقد قالت فرقة منتسبة إلى السنة : إنه ينزل بذاته ! ، وهذا قول مهجور، لأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات )) اهـ .
فليس فيه إثبات أشعرية هذا الإمام خاصة وأنه بدعهم وأمر بهجرهم لأن لفظ(بذاته) لم ترد في الكتاب ولا في السنة فلا حاجة لعقد الولاء والبراء على هذه الألفاظ أصلا وهو إنما يرد اللفظ لا المعنى فقد قال رحمه الله(("أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة" أهـ.
هذا وقد ذكر رحمه الله من الأقوال في النزول بأن الله ينزل بذاته ((وروى عن نعيم بن حماد قوله:حديث النزول يرد على الجهمية قولهم وقال نعيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه))التمهيد(7/144).
ولكنه-رحمه الله- لم يرتضي هذا القول بل رده معللا ذلك بأنه يلزم منه التكييف كما نقل صاحبنا الجهمي عنه ذلك.
وقد تكلم أبو قاسم التميمي عن هذا اللفظ(بذاته)بعد أن روى حديثا ضعيف حول ذلك فقال ((وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور ,كما لو قيل إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض,وهوبنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش,ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها بنفسه وهو بنفسه فعلها فالمعنى صحيح,وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن مرفوعا))شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية .
وإن كان الإمام ابن عبد البر ينكر هذا اللفظ فغيره كثير من السلف الصالح وغيرهم يثبتها كما نقل الإمام أبو نصر السجزي قول الكثير من السلف في ذلك فقال في الإبانة((وأئمتنا كسفيان الثوري,ومالك بن أنس,وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد,وحماد بن سلمة,وعبد الله بن المبارك,وفضيل بن عياض,وأحمد بن حنبل,وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان ))..
وقد تقدمت أثار السلف حول هذا في أول البحث فلا داعي للتكرار.
والجدير بالذكر أن ابن القيم-رحمه الله- ذكر أن أهل السنة(=السلفيين) اختلفوا في جواز اطلاق بأن الله تعالى ينزل بذاته أولا.على ثلاثة أقوال:
أحدهما:أن ينزل بذاته
الثاني: لا ينزل بذاته
الثالث:ينزل لكن لا يقال بذاته ولا بغير ذاته,بل يطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ,ويسكت عما سكت عنه))مختصر الصواعق(2/252-253).
وهذا الأخير هو الذي قرره ابن عبد البر .ولا شك أن قول لأهل السنة السلفيين.
أما تقييد النزول بأنه بذاته فهذا لم يكن معروفا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإنما أطلقه الأئمة-رحمهم الله- لمواجهة المبتدعة من الجهمية ونحوهم ممن يقول إن الله في كل مكان أو يقول أن النازل أمره ورحمته ونحو ذلك.
ويلاحظ أن تقييد من قيد النزول بأنه بالذات ,إنما يأتي غالبا في الرد على الخصوم ,لا في معرض تقرير العقيدة ابتداء والفرق بين المقامين واضح.
ولا يلزم على قول من قال بنزل بذاته شيء من التكييف لأن من قال بذلك يقول إنه ينزل بذاته كيف يشاء سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ولا يشبه نزول المخلوقين .
وأما نقلك لنفي الإمام ابن عبد البر لألفاظكم المبتدعة(جسم-حد-حركة) فهذا أقوى دليل على سلفيته الخالصة إذ أن طريقة السلفيين في رد ألفاظكم المبتدعة على ضربين:
الأول: إما نفيها جملة وتفصيلا كما فعل الإمام ابن عبد البر.
الثاني: أو الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذه بعض نصوص الإمام ابن عبد البر تبين سلفيته المحضة وبراءته من الأشعرية والجهمية:
-لقد تقدم تبديع ابن عبد البر لأهل الكلام بما فيهم الجهمية والأشاعرة وقوله بهجرانهم وتأديبهم
موقفه من نصوص الصفات:
-قال رحمه الله((لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه,على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له.ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن))التمهيد(7/137)
-وقال رحمه الله((ليس في الإعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتمعت عليه الأمة,وما جاء من أخبار الأحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)جامع بيان العلم وفضله (2/96).
-وقال رحمه الله((ولا يصفه ذوو العقول إلا بخير,ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه,أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم,فلا نتعدى إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير ,فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) التمهيد(7/145).
ويقصد بالقياس هنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين كما هو حالكم معشر الجهمية والأشاعرة فإنكم لم تلتجأوا إلى بدعة التحريف أو التعطيل إلا بعد أن توهمت عقولكم المريضة التشبيه فقاست خالقها على المخلوقات والحسيات فهربت من هذا المرض إلى مرض آخر سمته بالتأويل أو التنزيه وكان الأولى أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتعلم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.
-وقد أنكر رحمه الله حمل نصوص الصفات على المجاز ونقل الإجماع على ذلك كما تقدم ..وقال كذلك((ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته,حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ,إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزلنا إلينا من ربنا إلا على ذلك))(7/131)
-ويقرر رحمه الله بأن الجهل بكيفية الصفة لا يلزم نفي معناها فيقول((وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء.وقد أدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح ,يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه))التمهيد(7/137).
-ولا ينسى ابن عبد البر في هذا المقام أن يرد على المعطلة أمثالكم الذين يصفون مثبتة الصفات من أهل السنة بالمشبهة .فيرد عليهم ويبين أن إثبات الصفات الواردة في الشرع ليس من التكييف ولا من التشبيه في شيء : وفي هذا يقول ((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء))الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.
-والإمام ابن عبد البر يرى إثبات صفة العلو ويدلل عليها ويرد على شبهات من نفاها من الجهمية والأشاعرة .
ومن ذلك قوله في معرض حديثه عن النزول:
((وفيه دليل على أن الله-عز وجل-في السماء على العرش من فوق سبع سماوات,كما قالت جماعة,وهو من حججهم على المعتزلة والجهمية,في قولهم أن الله في كل مكان ,وليس على العرش ,والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله-عز وجل- ((الرحمان على العرش استوى)) ..وقوله(إليه يصعد الكلم الطيب)) ..وقال جل ذكره(سبح اسم ربك الأعلى)) وهذا من العلو ..والجهمي يزعم أنه أسفل ..وقال لعيسى(إني متوفيك ورافعك إلي)..وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة)التمهيد(7/129-131) باختصار.
ويذكر الدليل الفطري فيقول((ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا داهمهم أمر وكربهم غمر يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله -عز وجل- في الكشف عنهم))التمهيد(8/106) مخطوط في المكتبة الملكية.
26-ولا يزال الجهمي جاهدا يحاول إلصاق تهمة الأشعرية وبدعتها على الأئمة الذين استشهدت بأقوالهم حتى يهرب من الرد عليهم بالحجج والبراهين فقد اقتبس الجهمي كلام الإمام السلفي الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله(449ه) : والذي فيه قوله((( ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله )
وكنت قد علقت عليه بقولي: ((قوله : ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ سورة الشورى ، الآية : 11 ]) .
فاستنكر علي الجهمي ذلك فراح يسب ويشتم ليواري ضعف حجته فقال :
أ
اقتباس:
قول انظر الي أصحاب السفه والفهم السقيم
ييستند الي أقول الإمام العلامة الصابوني الأشعري علي طريقة أهل الحديث الصوفي بل ويشرح معني كلماته !! أرأيتم سفه أكبر من ذلك وتحريف بغيض أبغض من ذلك؟؟
فالإمام الصابوني يقول
( ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله)
فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه
فيأتي الاخ بقول جديد فيقول
قلت : قوله : ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل
وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟؟
فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه... فالفرق واضح للأعمي قبل البصير فلا تنشر أكاذيبك في المنتديات لتفتن الناس في دينهم.
هناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة فكلام الإمام الصابوني بلا تمثيل ولا تكييف بل إثباتها وتقف عند هذا الحد فلا تتعدى وتقول معناها معروف فهذا من التشبيه القبيح.
كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية.
وقبل سردها نقول لك اتنقل من صوفي أشعري على طريقة أهل الحديث ومنهجه التفويض وهو مذهب بعض السلف الصالح وهو مذهب
السادة الأشاعرة ومذهبنا التفويض والتأويل!!.
قال ابن القيم
اجتماع الجيوش الإسلامية [ جزء 1 - صفحة 155 ]
الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته
|
أقول وبالله أصول وأجول:
أولا: إن رميك لي بالسفه والفهم السقيم لهو دليل على إفلاسك وضعف حجتك وبعدك عن جادة السلف إذ لو كان لك حجة في بيان مقصد قول الإمام الصابوني لذكرتها لكنك لم ولن تتمكن من إثبات أشعرية أو جهمية لهذا الإمام السلفي.. وإلا فقد ثبتت عليك الكذبات وانتشرت عنك التحريفات, وموضوعك هذا نموذج حي للتدليس والكذب والسفه الذي أصبح أكبر علامات بني جنسك من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة.
ثانيا:إن السفه كل السفه أن تزعم بلا حياء أن ظاهر كلام الله يوهم التشبيه بقولك(((فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه ))..
بل إن كلام الصابوني الذي تناولته بتحريفك لأقوى رد على من زعم وادعى وافترى بأن ظاهر الآيات يوهم التشبيه فهو على طريقة أهل السنة يثبت الصفة على ظاهرها ثم ينفي عنها التشبيه والتكييف بخلافكم أيها الجهمية فإنكم تحرفونها وتعطلونها بعد أن تتوهموا التشبيه فيها فأنتم المشبهة أولا ثم المحرفة ثانيا فالمعطلة :
ثالثا:لقد ابعدت النجعة في قولك((وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟؟)) لأن هذا الفهم للنزول إنما هو فهمك الذي دفعك إلى التحريف والتعطيل فأنت لم تفهم من النزول إلا الحركة والإنتقال كما لم تفهم من اليد إلا جارحة فأردت أن تهرب من هذا الفهم السقيم فلم تجد ما يسعفك إلا التحريف أو التعطيل لك مذهبا تتشربه وليتك وقفت عند هذا الحد بل رحت تفتري على أهل السنة السلفيين وزعمت أنه يقولون بذاك الفهم الذي أورده الشيطان في ذهنك لتهرب منه فرميتنا بما توهمت في الأول لتواري سوء فعلتك وتغطي بدعة التعطيل والتأويل التي أنتم عليها.
رابعا:-أما قول الصابوني رحمه الله((ويَكِلون علمه إلى الله ))
فهوفي غاية الوضوح فإنه يريد به حقيقة ما عليه الصفة وكيفيتها بدليل إثباته لها على ظاهرها ومنعه من التعرض لها بتأويل وغيره .فلو كان اللفظ غير مفهوم لم يكن إمراره على ظاهره معنى ,كيف وقد بين وجوب إمراره بلا تشبيه ولا تكييف , ونقل إجماع الأمة على علو الله تعالى على خلقه واستواءه على عرشه بمعنى العلو فقال في الإستواء والعلو كما في رسالته في السنة (ويعتقد أصحاب الحديث ، ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه ، وعلماء الأمة , وأعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه ، وعرشه فوق سمواته ). انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقروه .
وقد ذكر رحمه الله حديث الجارية(أين الله) ثم قال((فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء ,وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية))عقيدة السلف وأهل الحديث(ص44-45).
وكذلك مما يبطل بدعة التعطيل عن هذا الإمام هو قوله الفصل في هذه المسألة الذي أورده قبل الكلام الذي اقتبسته أنت ثم حرفته فكان لا بد أن نأتي بكلامه سباقا ولحاقا :
قال رحمه الله حاكيا عن عقيدة أهل الحديث((
ويثبتون له جلا جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه ,وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ,ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ,فيقولون: خلق آدم بيده ,كما نص سبحانه عليه في قوله-عز من قائل-((يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت ببدي)ص75 ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين ,تحريف المعتزلة الجهمية ,أهلكهم الله ,ولا يكيفونها بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين ,تشبيه المشبهة خذلهم الله ,وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف ,ومن عليهم بالتعريف والتفهيم,حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه,وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه واتبعوا قول الله عز وجل(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى11
وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح؛ من السمع،والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعزة، والعظمة، والإرادة، والمشيئة،والقول ، والكلام، والرضى ،والسخط ، والحب والبغض، والفرح ، والضحك، وغيرها؛ من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين؛ بل ينتهون فيها إلى ماقاله الله تعالى وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير،ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه؛ بتأويل منكر يستنكر ، ويجرون على الظاهر ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله؛ كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (( َوالَراسخُونَ فيِ العِلمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)) المصدر السابق (ص36-39).
فقوله ((وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه)) وقوله((ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه) يوضح معنى قوله(ويجرون على الظاهر) فتهوى بذلك تهمة التعطيل عن هذا الإمام وتتبين سلفيته الناصعة بأقوى صورها وتنكشف حقيقة هذا الجهمي الذي لا يفتري على كتاب الله ويزعم أن معناه يستلزم التشبيه فيظهر بذلك من هم أحق بالوصف بالسفه والجهل الذين تكلم عنهم الإمام الصابوني نفسه فكفانا المؤونة ..ومن عجائب صاحبنا الجهمي أنه يرتضي مذهب التأويل(التحريف) ويشيد به على أساس أنه من أقوال السنة !! بخلاف الإمام الصابوني الذي ذمه وألحقه بالبدع فهل بعد ذلك تصح نسبه الأشعرية لهذا الإمام؟!
فاعتبروا يا أولي النهى والأبصار.
خامسا:-أما قولك الذي أضحكت عليه العقلاء والجهلاء على حد سواء((فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه)) فلست أدري من أين لك بهذا التأصيل والتقعيد إذ لو كان نفي الكيف له علاقة بنفي التشبيه فلما نرى الإمام الصابوني ينفي التشبيه والكيف معا ؟إذا لوكان نفي أحدهما يقتضي نفي الآخر لما كان لذكرهما معا فائدة لما فيه من اللغو في الكلام والتكرار فيه؟!
وإن من سميتهم زورا وبهتا بالوهابية كذلك لا يكيفيون شيء من الصفات إذ الكيف عندهم مجهول ولا يعني ذلك أنه منفي تماما إذ مالا كيفية له يعتبر معدوما, وإثبات الصفة يلزم أن لها كيفية إلا أنها مجهولة عندنا لم يخبرنا الله بها فنفوضها .
فمعنى قول أئمة السلف(بلا كيف) أو قولهم(الكيف غير معقول) أي من دون الخوض في الكيفية . قال ابن حجر المكي الهيتمي " قال بعض العلماء : يجب السكوت عن ( كيف ) في صفاته وعن ( لِمَ ) في أفعاله " فتح المبين شرح الأربعين 73 ط: دار الكتب العلمية.
وروى الدارقَطني بسنده عن العباس الدوري قال " سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام " . وذكر بعض أحاديث الصفات كحديث الرؤية وأن الله يضع قدمه في جهنم - ثم قال " هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حق لا شك فيها ، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف يضحك ؟ قلنا : لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره)) رواه الدارقطني في الصفات 39.
وقد حدد الحافظ ابن حجر معنى " بلا كيف " حين قال بأن السلف " لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تُعلم كيفيته بالعقل ، لكون العقول لها حد تقف عنده " فتح الباري 3 1: 350 و
فقوله " لا تُعلم كيفيته بالعقل " يُبطل تحريف الجهمية والأحباش وأمثالهم ممن يفسرون لفظ (غير معقول) أي (غير ممكن) .
قال القرطبي " ولم ينكر أحد من السلف استواءه على عرشه وإنما جهلوا كيفية الاستواء" تفسير القرطبي 7/ 140.أي أن العقول لا تدرك الكيفية ، وقال أبو بكر الإسماعيلي في حكاية مذهب أهل السنة " فإن الله انتهى إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه " سير أعلام النبلاء 16 / 295 تذكرة الحفاظ 3 / 949 .
وبهذا يوجه قول الإمام المالك الذي كنت تتستر وراءه الذي قال فيه(((والكيف غير معقول)) لأن سائل مالك إنما أراد العلم بالكيفية ولم يكن معنى سؤاله : هل له كيفية أم لا . ورواية مالك " والكيف مجهول " تؤيد ذلك وهي رواية ثابتة عنه . واستشهد بها الايجي مع روايته لها عن أحمد نظرا لبُعده عن السمعيات وغرقه في المنطق والفلسفة وكذا الغزالي والجويني وفي الفقه الأكبر.
ووما يدل على هذا كذلك هو قولهم" بلا كيفية " تارة وقولهم " كيف يشاء " تارة أخرى كما قال الشافعي " وأن الله يقرب من خلقه كيف يشاء ، وينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء " (1) وكما قال ابن المبارك حين سئل عن حديث النزول - كيف ينزل ؟ أجاب "ينزل كيف يشاء " (2)
فقوله كيف يشاء إثباتٌ لوجود كيفية بلا تشبيه لها بكيفيات المخلوقين لكننا لا نعلمها.
سادسا:يبدوا أن صاحبنا الجهمي قد ابتلي بهوس التعصب للرجال وتقديسهم فبدلا من أن يرد على كلام الأئمة الذين استشهدت بهم راح يحاول جاهد إثبات أشعريتهم وما درى المسكيين أنه يحاور سلفي لا يهمه إلا الدليل بغض النظر عن صابحه,وتظهر العصبية في أبشع صورها في قوله(((كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية)).
مع أنني لم أنقل إلا المصادر الذي ذكرتها فهب أن الكتب التي نقلت منها عليها تعقيبات فما الذي يضرني في ذلك إن كنت اتبعت الدليل وأخذت بالحق إذ من المعلوم أنه كل يؤخذ من قوله ويرد ؟!..
سابعا:-وقد حاول الجهمي أن يكذب نسبة الرسالة إلى الإمام الصابوني بعد أن علم أن تحريفه لبعض نصوصها قد يتفطن إليه الجاهل قبل العاقل فهرب من هذه الفضيحة إلى فضيحة قد تكون أخف من التي قبلها فجاء بحجج واهيات لم يسبقه فيها أي أحد من المحقيقين ألبتة كدعوى ((أن الكتاب نسخته الخطية سقيمة وناقصة ولهذا لم يتخذها محقق الطبعة الثانية أصلا.)).
ودعوى((: هناك اختلافات كثيرة بين النسخة الخطية وبين المطبوعات السابقة القديمة كالمنيرية، وفي الخطية دائما تأتي كلمة "أهل السنة" بدلا من كلمة "أهل الحديث"!!.)).
ولوسلمنا بهذه الحجج الواهية لما صح لنا كتاب ولما صحت نسبة كتاب البخاري للبخاري ولا صحيح مسلم لمسلم إذ مثل هذه الخلافات في بعض الألفاظ والعناوين أو نقص في المخطوطات أمر حاصل في الكثير من الكتب ولهذا وجد علم الجرح والتعديل وغيره من فنون التحقيق!
الجواب على روايات ابن عساكر:
27- وقد استند الجهمي إلى بعض روايات ابن عساكر منها :
النص الأول:
اقتباس:
- (في تبيين كذب المفتري ص112
قال الإمام الحافظ قدس الله روحه: وإنما كان إنتشار ما ذكره أبو بكر البيهقي رحمه الله من المحنة وإستعار ما أشار باطفائه في رسالته من الفتنة مما تقدم به من سب حزب الشيخ أبي الحسن الأشعري في دولة السلطان طغرلبك ووزارة أبي منصور بن محمد الكندري وكان السلطان حنفياً سُنياً وكان وزيره معتزلياً رافضياً فلما أمر السلطان بلعن المبتدعة على المنابر في الجمع قرن الكندري للتسلي والتشفي اسم الأشعرية بأسماء أرباب البدع وامتحن الأئمة الأماثل وقصد الصدور الأفاضل وعزل أبا عثمان الصابوني عن الخطابة بنيسابور وفوضها إلى بعض الحنفية)).
|
قلت: ولا يوجد هاهنا إثبات لأشعرية الإمام الصابوني قط! إنما كل ما في هذا القول بيان عداوة أبي منصور بن محمد الكندري المعتزلي الرافصي للأشاعرة والسلفيين على حد سواء .
النص الثاني:
اقتباس:
في تبيين كذب المفتري ص113
كتب الإمام القشيري الشافعي ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ومذهبه مذهب أصحاب الحديث تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين من الملة سيفا مسلولا ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة. بذلنا خطوطنا طائعين بذلك … وكتبه عبد الكريم بن هوازن القشيري (الشافعي) … وكتبه عبد الله بن يوسف (أبو محمد الجويني الشافعي) … وكتبه إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (أبوعثمان الصابوني الشافعي) … إلخ
|
قلت: وحتى السلفيون لا ينكرون إمامة أبي الحسن الأشعري وعلمه وبراءته منكم جملة وتفصيلا .
النص الثالث:
مدحه لكتاب الإبانة الأصلي وغير الحرف كما سنذكر في ردنا على شبهة أقوال الإمام أبي الحسن الأشعري.
وقال أيضاً ابن عساكر رحمه الله تعالى ( تبيين كذب المفتري ص/389) :
(
اقتباس:
ولم يزل كتاب الإبانة مُستصوباً عند أهل الديانة , وسمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشار البوشنجي المعروف بالخسروجـردي الفقيه الزاهد يحكي عن بعض شيوخه أن الإمام أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني النيسابوري ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا وبيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري , ويظهر الإعجاب به , ويقول : ماذا الذي يُنكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه . فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان . ) اهـ .
|
قلت: الإستدلال بمثل هذه الحكاية على أشعرية الصابوني خطأ فادح لأمور:
الأول:أنه أمر غير مستغرب لأن كتاب(الإبانة) ألفه الأشعري في آخر عمره وقد مشى فيه على طريق السلف والسلفيين فلذلك نقول: إن كان الأشعرية هي ما عليه الأشعري في الإبانة فحيهلا,وأما إن كانت على ما عليه الأشاعرة المتأخرون فلا وألف لا.
الثاني: أن شيوخ أشاعرة وجهمية العصر قد ذموا كتاب الإبانة وقدحوا فيه فمن ذلك ما قاله شيخكم الجهمي المعروف سعيد فودة في كتابه "بحوث في علم الكلام" (ص41):
" وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه, والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307هـ, ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم, وعلى إثر هذا ألف كتابه "الإبانة عن أصول الديانة"؛ هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه, ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب "الإبانة", وألف كثيراً من الكتب نحو "اللمع" و"رسالة إلى أهل الثغر" وغيرها! "
وقال شيخكم الجهمي أيضا في ( غرر الفوائد في علم العقائد ) ص 31 نسخة وورد :-
"وبعد الدّراسة لهذه المرحلة دراسة مدقّقة توصّلت إلى أنّه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتّى وصلوا إلى أطراف التجسيم، والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريّا السّاجيّ المتوفّى سنة 307 هـ، وعنه أخذ الأشعريّ مقالة الحنابلة، وعلى إثر هذا ألّف كتابه الإبانة عن أصول الدّيانة، وألّف بعده كثيرا من الكتب نحو اللّمع، ورسالة إلى أهل الثّغر وغيرها ......." .
يتبع......
--------
(1) عون المعبود 13 / 41 و 47 وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1 / 283 .
(2) رواه البيهقي في الأسماء والصفات 569 نسخة حيدر 2 / 198 – 199 .
|