معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
17-وقد حاول الجهمي أن يضعف أثر الإمام الشافعي الذي فيه((القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء)).
مع أن الأثر لا يوجد فيه لا حركة ولا انتقال إنما فيه إثبات ما أثبت الله لنفسه مع عدم الخوض في الكيف !!!. فقد أفصح هذا الجهمي على ما في قلبه فهو لا ينكر الحركة والإنتقال أو غيرها من الألفاظ التي أحدثوها بأنفسهم إنما هو ينكر ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله!!!.
وبالرغم من أن هكاري الذي نسب هذا القول للإمام الشافعي( لم يكن موثقا ويغلب على حديثه الغرائب والمنكرات إلا أن الكتاب المنسوب للشافعي من طرف الهكاري قد أثبته علماء أجلاء وأئمة محققون منهم:
ابن قدامة في العلو
والذهبي في العلو
وفي السير وسماه معتقد الشافعي
والسبكي في الطبقات
والروداني في صلة الخلف
والسيوطي في الأمر بالاتباع
ولو كان السند في قول الشافعي هنا ضعيف ؛ فإثبات عقيدة الشافعي رحمه الله نص عليها أكثر من واحد وهي موافقة لعقيدة السلف .
ورسالة الهكاري , وإن كانت ضعيفة , فقد قبلها العلماء ونقلوا عنها لأنها لا تخالف ما ثبت في اعتقاده من غير طريق الهكاري)(1) .
قال الحافظ ابن حجرفي الفتح (13/418) الطبعة السلفية (( وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونسبن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها، ومن خالف بعدثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لايدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر، فثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه))
قلت هذا سندٌ صحيح فلا عشاري هنا ولا هكاري ولا حتى مقدسي وكتاب مناقب الشافعي لابن أبي حاتم من مرويات الحافظ في معجمه المفهرس (183)
وليس في سنده العشاري أو الهكاري أو المقدسي ونفي الشافعي للتشبيه يدل على أنه يثبت الصفات _ كما صرح بذلك _ إذ أن المفوض لا يثبت شيئاً فلا يرد عليه استلزام التشبيه _الذي يتصوره أصحاب العقول المريضة_ (2).
الذب عن عرض الإمام الدارمي :
18-قال الجهمي معلقا على قول الإمام الدارمي الآتي:
والآثار التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه))انتهى كلام الإمام الدارمي.
فقال هذا الجهمي معلقا:
اقتباس:
فهذا الدرامي مجسم مشهور عنه التجسيم وفي أقواله ما يشين الإسلام ، فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الذي فيه
|
.
أقول:
كان عليك أن ترد على كلام الدارمي بالحجة والبرهان لا الخروج عن الموضوع والتهجم على شخص الإمام الدارمي رحمه الله فلسنا هاهنا نتكلم عن عقيدة هذا أو ذاك بل عن الأدلة والنصوص الأثرية فلا تخلط بين الدليل وبين صاحبه !.
لكنك أثبت عجزك وهروبك عن الرد على الإمام الدرامي فلم تجد سبيلا إلا التهجم عليه مع أن كلامه لا يخالف أئمة أهل السنة في شيء
فقد قال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله(399ه)تعليقا على حديث النزول : هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون الأرض,وهو أيضا بين في كتاب الله,وفي غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)).
وقال ابن عبد البر رحمه الله((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح الإسناد,لا يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل على أن الله عز و جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات,وعلمه في كل مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر,ثم ذكر الآيات الدالة على علو الله عز وجل(
أما فرية التجسيم والتشبيه فليست بجديدة من أتباع المريسي وجهم بن صفوان فقد تعودنا عليها منهم فكل من آمن بصفات الله عز وجل فهوعندكم تارة مشبه وتارة مجسم أما المكذبون المحرفون والمعطلون فهم عندكم منزهون. وما هم والله إلا جاهلون بعيدون عن نور الكتاب والسنة فهم لا يفهمون من النصوص إلا التشبيه والتجسيم كما بينت آنفا.
إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش أو نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي.
أما اللفظي :فتسميتكم علو الله على العرش أونزوله إلى السماء الدنيا تجسيما وتشبيها وتحيزا.وتواصيكم بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي,والعقل والفطرة,فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى اللغة,ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود.
وأما خطأكم في المعنى : فنفيكم,وتعطيلكم لعلو الرحمن أو نزوله بواسطة هذه التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه,فسأل عنه فقيل له : مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير,ومن لم يعرف العسل ينفر عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة له,ورغبة فيه,وما أحسن ما قال القائل :
تقول هذا جني النحل تمدحه***وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما***والحق قد يعتريه سوء التعبير.
ومن عادة أهل السنة أنهم يستفصلون في مثل هذه الألفاظ التي أحدثتموها فنقول لكم:
وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة
والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.
وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم,و يُكلِمْ,ويسمع,ويبصر,ويرضى ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما مشبها.
فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصافه أو كونه يتكلم
فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم.
وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ الجمع الأعظم مشيرا له.
وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.
وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه.
وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.
أما قولك((فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس))فهذا جهل كبير منك لأن كتاب الدارمي قد أثنى عليه الأئمة الكبار بل ونقلوا منه لكونه ثقة من إمام ثقة
فلو كان الأمر على طريقتك أيها الجهمي لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو :
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) :
وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517
و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 :
وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ
و قال في الفتح ج 20 ص 484 :
وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ
و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ):
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ
و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) :
(وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ
و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال :
(1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة } ) اهـ ج1 / 338-339
و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب :
4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
(الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329
و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع
و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - :
( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا .
ا هـ .
و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!.
اقتباس:
وأمثلة على ذلك
الله له لسان عند الدرامي المجسم
نعم لله ( تعالى الله ) لسان عن الدرامي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلا بلسان متكلم به).
|
قلت:ولا يوجد في هذا الكلام الذي نقلته عن الإمام الدارمي إضافة اللسان للرب تبارك وتعالى!!!.
لكنني أعذرك فأنت تنسخ من غيرك وليس لك سلف في قولك إلا شيخك الكوثري المعروف بتهجمه على أهل العلم بما فيهم الحافظ ابن حجر الذي تمسحت به.
اقتباس:
ص/ 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:" قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى".
أقول: ولا يوجد هاهنا إثبات اللسان لله تبارك وتعالى إنما إثبات اللغة التي تكلم بها الله عز وجل فاللسان يطلق على اللغة كذلك أفلم تقرأ قوله تعالى((( وإنه لتنزيل رب العالمين ( 192 ) نزل به الروح الأمين ( 193 ) على قلبك لتكون من المنذرين ( 194 ) بلسان عربي مبين ( 195 ) ))).
فالله عز وجل تكلم باللسان العربي أي باللغة العربية وليس ها هنا إثبات اللسان بالمفهوم الذي ترمي إليه.
وهذا الكلام الذي نقلته إنما هو منسوب لكعب الأحبار فليس الدارمي إلا ناقل لوكنت تفقه!!!
اقتباس:
الله اذا أراد يستقر علي ظهر بعوضة تُقِلُه والعياذ بالله
قوله (1/458) : " ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم " .
|
والجواب عليك من ثلاث أوجه:
الأول: أن هذا الكلام قد قاله الإمام الدارمي في مقام النقض والرد لا مقام التقرير فالفرق شاسع بينهما فهو يرد على المريسي الذي أنكر علو الله تعالى ,ومقام الرد غير مقام التقرير, وشيوخك الجهمية إلى يومنا هذا لم يجدوا في الكتب السلفية ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالتجأوا إلى نقل عبارات لبعض الأئمة السلفيين قد تكون أحيانا مطلقة لها تقييد في مقام الآخر فأخذوا بالمطلق وتركوا المقيد أو تكون أحيانا في مقام الرد على أهل البدع فجعلها شيوخك تقريرا وحجة للطعن في نهج السلف الصالح.
الثاني:الإمام الدارمي لم يجزم في كلامه بل إستعمل لفظ(لو قد شاء) وأنت توهم الناس بتشنيعك أنه يجزم.
الثالث:على فرض خطأ الدارمي فإنه رغم إمامته ومكانته لدى علماء الأمة إلا أنه يبقى بشر يصيب ويخطئ فلا داعي لكل هذا التهويل والتشويش وقارع الحجة بالحجة فإنك لم تفند شيئا ولم ترد على شيئ!!!.
19-لقد اقتبس الجهمي كلام الإمام الطبري الآتي((
وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى السماء الدنيا,لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم))(
ثم علق عليه قائلا:
اقتباس:
نقول لم يقصد الإمام الطبري الحركة والإنتقال كما تصرحون في كتبكم وأن الله ينزل حقيقة ويتحرك كيفما شاء فهذه عقيدة فاسده
فينبغي لمن استند إلى هذا المقال والحالة أنه يرتضي كلام الإمام ابن جرير الطبري ويأخذ بأقواله أن يتبع محكم كلام الطبري الواضح الصريح ويقدمه على متشابهه وفي نفس الكتاب ليعلم القاصي والداني أن من الدلائل على أن هؤلاء النقلة لا يتقون الله عز وجل ولا يخافون من يوم الحساب أنهم ينقلون ما يريدون مما يؤيد مذهبهم ولا ينقلون كل المعاني ويحررون موطن النزاع ..
|
وقد صرح الإمام الطبري في كتاب التبصير (ص 201)
(باجتماع الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون.)
وهذا نص صريح قاطع لا يحتمل التأويل في نفي حمل الهبوط ـ إن صح- على حقيقته المعهودة في الأجسام ولو مع نفي العلم بكيفية ذلك الهبوط بخلاف لفظ الهبوط فهو من حيث اللغة والفهم وقبول التأويل كلفظ النزول فصار نفي الحركة والسكون على الله تعالى من طرف الإمام الطبري ونقله الإجماع على ذلك من باب الكلام المحكم الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا وأما إثبات الهبوط والنزول فهو من باب إثبات المتشابه الذي له مجموعة احتمالات منها احتمال مقطوع بفساده وهو الاحتمال الملازم للحركة والسكون ومنها احتمالات أخرى تصح نسبتها إلى الله تعالى ولا يعلم حقيقة تأويلها إلا الله تعالى والذي يهمنا هنا أنّا إذا صححنا إرادة الإمام الطبري للمعنى الحقيقي المعهود بيننا من الهبوط والنزول ومع ذلك صححنا نفيه للحركة والسكون على الله تعالى جعلناه متناقضا تناقضاً صريحاً ويتنزه الإمام الطبري عن مثل هذه التناقض الذي لا يقع فيه إلى غبي مجسم فلم يبق إلا اتباع المحكم من كلامه وهو نفي الحركة والسكون على الله تعالى ونبذ المعنى الفاسد من المتشابه وحمله على محامل صحيحية أو تفويض علم حقيقته إلى الله تعالى كما صرح بذلك ابن قدامة مثلا في روضة المناظر وفي هذا كفاية للمتأمل.
أقول:
لا زلت أيها الجهمي تصدع رؤوسنا بالكلام على ألفاظك المبتدعة(حركة –سكون) مع أننا نثبت النزول ولا نقول لا بالحركة ولا بالسكون إنما نثبت ما أثبت الله لنفسه وقد تقدم الكلام عن هذا مرارا وتكرارا .
والمضحك أنك تدندن حول الرجوع إلى الكلام المحكم وكأن هذا الكلام غامض يحتاج منك إلى تحريف جديد فبعد أن حرفتم النزول إلى عدة تحريفات ها أنت تحاول جاهدا تحريف الهبوط مع أن النزول والهبوط معنى واحد ,وفي هذا أقوى رد على بطلان بدعة التعطيل الذي تسمونها تفويض أو تنزيه فهاهو الإمام الطبري لا يتوقف عن تفسير لفظ( النزول) بل يصرح ويقول باللفظ المرادف له ألا وهو (الهبوط) فهل ستسألني مثلما يفعل شيوخك عن معنى (الهبوط) بعد أن سألتم عن معنى (النزول) وكأنكم أعاجم لا تفهمون اللغة العربية؟!...إن الذي له الحق في السؤال هم أهل السنة والجماعة عن ألفاظكم المبتدعة المجملة المحدثة(حركة-سكون-حيز-حد-جهة-جسم-جارحة) والله نحن أولى من السؤال عن هذه الألفاظ منكم لأن ألفاظنا نطق بها الكتاب والسنة أما ألفاظكم فليس إلا خزعبلات صدعتم بها رؤوسنا فـتأمل!.
ولا تناقض بين إثبات النزول ونفي الحركة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن النزول ولم يخبرنا عن كيفيته فنؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدينا ولا نفوض الكيفية فالغباء غباءك والتجسيم تجسيمك لأنك لا تفهم من صفات الله إلا ما تراه في المخلوقات.
وقد أثبت الإمام الطبري صفة العلو لله تعالى كما فسر الاستواء بالعلو والإرتفاع مما يدل على أنه لم يكن معطلا ولا محرفا بل مثبتا سلفيا
قال رحمه في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع . ( تفسير الطبري 27 / 216 )
و قال رحمه الله في تفسيره : (وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه : { ثم استوى إلى السماء فسواهن } علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات )
و قال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو الله ))
و قال ايضا رحمه الله : (وعني بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه )
وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه، يعني إلى الله عز و جل ))
20-ومن عجيب صنع هذا الجهمي المتعالم أنه أورد شبهة قد رددت عليها في نفس الموضوع الذي يدعي أنه يرد علي فيه مما يدل على أنه رد علي حتى يقال له لقد رد
فقال هذا الجهمي:
اقتباس:
كما أن حديث النزول يمكن أن يؤول بحديث آخر فلماذا التجسيم واجب في تشبيه رب العباد والقول انه يتحرك ينتقل من علو لسفل ومن سفل لعلو فقولوا خيراً أو اسكتوا أفضل لكم أيها الحشوية.
( إن الله يمهل حتى إذا كان شطر الليل الآخر أرسل ملكاً...... وفي رواية أمر منادياً)
هذا الحديث في شعب الإيمان للبيهقي ج3/ص335
_عمل اليوم والليلة النسائي ج/1ص340
الطبراني ج9/ص55
مسند إسحاق بن راهويه
إعتقاد أهل السنة اللالكائي ج1/222
وكذلك من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه في
ج1/ ص234 الترغيب والترهيب ج1/ص320
والترغيب والترهيب ج2/ص61
وفيه كل ليلة من رمضان فيض القديرج2/316
وعلل الترمذي ج1/ص83
ونيل الأوطار ج3/ص70 وج4/ص420
وغير هذا كثير.
وهكذا يجب التوفيق بين الأحاديث
فلا ينبغي الإقتصار على رواية واحدة طالما يمكننا الجمع بين الروايات وحمل بعضها على بعض وفق الشروط المعتبرة عند العلماء.
|
أقول: وكأنك أيها الجهمي لم تقرأ ردي على هذه الشبهة أم أنك تجاهلته ليقال : لقد رد...
فأعذرني أيها الراد المتهور أن أنقل ردي القديم على تخبط الجسيم وبهتانك الأثيم :
أولاً: أن هذه الرواية لا ذكر فيها: لا لنزول الله ولا نزول الملك، فمن أين حكمت بأن النزول هو نزول الملك بأمره؟ فالتعويل على هذه الرواية يلغي موضوع النزول برمته.
ثانياً: أنه تفرد بهذه اللفظة حفص بن غياث وهو ممن تغير حفظه قليلا بأخرة,وخالفه غير واحد من الثقات ,مثل:شعبة ومنصور بن المعتمر وفضيل بن غزوان ومعمر بن راشد,فرووه بلفظ((إن الله يمهمل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ,نزل إلى السماء الدنيا,فيقول:هل من مستغفر....)).
فروايته السابقة شاذة وإن صحت فلها وجه وهو:
الثالث : إن هذا إن كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن الرب يقول ذلك,..ويأمر مناديا فينادي...لا أن المنادي يقول((من يدعوني فاستجيب له)) ومن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنادي يقول ذلك فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه-مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر الذي نقلته الأمة خلفا عن السلف-فاسد في المعقول,يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين,كما روى بعضهم((يُنزِّلٌ)) بالضم وكما قرأ بعضهم(وكلم اللهَ موسى تكليما))(39) ونحو ذلك من تحريفهم للفظ والمعنى .
الرابع : أن الرواية على ضعفها خبر آحاد وتمسككم ينقض ما زعمتم التزامه وهو عدم الاحتجاج بحديث الآحاد في العقائد.
الخامس : أن تحريفكم هذا يحقق حكم أبي الحسن الأشعري فيكم أنكم من أهل الزيغ والضلالة. فقد روى الحافظ ابن عساكر عن أبي الحسن الأشعري أن الله هو الذي "يقول (هل من سائل هل من مستغفر) خلافاً لما قاله أهل الزيغ والضلالة.
وقال "ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا(.
فاعدد: كم من المسائل خالفت بها الأشعري ووافقت بها المعتزلة.
فهلا رددت على هذا بدلا من سياسة الهروب إلى الأمام .
21-قال الجهمي:
اقتباس:
ولتوضيح المقصود
حديث: مرضت فلم تعدني، بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟
فهم يأولون الحديث هنا بأنه ليس الله بنفسه وذاته يوجد عند العبد فمن أين لهم هذا الفهم ولماذا لجأوا للتأويل ولم يقولوا إن الله عند العبد بنفسه وذاته كما يدعون في جميع أقوالهم في فهم الاحاديث والآيات؟؟
فيقولون إن الحديث مفسر
فنقول لهم فلماذا لا يأول حديث النزول بتتمة الحديث: بقوله: هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه، فالنزول هو نزوله بهذه الكلمات عن طريق الملك...
|
أقول:
أولا: لقد أثبت لكل قارئ منصف أنك متخبط في ضلالك غير واضخ في عقيدتك فتارة تشيد بالتعطيل والآن تميل إلى التحريف فاثبت على قول ودع عنك الرقص بين النقيضين واختر أحدهما إما تعطيل أو إما تحريف.
ثانيا:إننا ولله الحمد والمنة نثبت ما أثبت الله لنفسه ونفسر آيات الصفات على ظاهرها والظاهر لا يعرف إلامن سياق الكلام فظاهر حديث(بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده)) أي وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى والدليل على ذلك ما قاله عز وجل بعد ذلك ( لو أطعمته لوجدت ذلك عندى ) أى لوجدت ثوابه وجزاءه عندى .
وفي هذا يقول الإمام النووي((ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه والله اعلم[
ثم إن العندية لا تستلزم المخالطة والمماسة ومن الأدلة قوله تعالى { ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته}
وقوله عليه الصلاة والسلام . ( لما قضى الله الخلق كتاب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي ))
فالملائكة عند الله ؛ وهذا الكتاب عند الله ولا يفهم المخالطة والمماسة , وهذا لازم له .
فلا يوجد تأويل هاهنا ألبتة , وكذلك في حديث النزول فأن ظاهره أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول عند نزوله((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب علي)) فنزوله حقيقة وكلامه بهذه الكلمات حقيقة فكما أن الكلام منسوب إليه وحده فكذلك النزول منسوب إليه وحده فهو وحده الذي ينزل وهو وحده الذي يقول((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له)) فتدبر وكف عنك التحريف فإنه طريق مسدود ومن رب العباد مردود.
وأما قولك بعد ذلك(فهذا قولنا في النزول ولا نقول نزول على الحقيقة)).
فهذا من التناقض الذي سودت به موضوعك فالأصل في الكلام الحقيقة لا الخيال فهل تقول بأن الله لم يخلقك حقيقة ولم يكتب رزقك حقيقة ولا يحاسبك يوم القيامة حقيقة ولم يخلق السموات والأرضون حقيقة!!!
فدعك إذن من هذا الهذيان!.
--------------
(1)من رسالة خاصة للأخ عبد الباسط بن يوسف الغريب.
(2) من رسالة خاصة للأخ عبد الله خليفي.
|