منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب من النايليين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-08-09, 00:22   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الأناشيد لفضيلة العلامة أحمد بن يحي
النجمي حفظه الله

الأناشيد : فنحن نقول : إن الشعر غير المبتذل , والذي يكون فيه تشجيع
على الجهاد وإغراء بالفضائل وإشادة بالفضلاء , أو منع من الرذائل
وتنقص لأصحابها والذي لا ينتهك فيه عرض مسلم بغير حق , ولا يكون
فيه إطراء بغير حق هذا النوع من الشعر كان يقال عند النبي صلى الله
عليه وسلم فيسمعه , وقد سمعه في مسجده لذلك فنحن نقول :
إذا كان شعر الأناشيد من هذا القبيل , وغناه شخص واحد , وكان ذل
ك في بعض المناسبات , غير مستكثر منه , ولا منشغل به عما هو أهم
, فلا مانع , أما إن اتخذ ديدنا , ولحنه ملحن , وتابعته فرقة فقالوا بصوت
جماعي , فهذا فيه ثلاث بدع :

الأولى : بدعة التلحين وهو : تكسير الصوت على نغمة موسيقية .

الثانية : بدعة الإجتماع على إنشاده ؛ لأن السلف لم يكن عندهم هذا .

الثالثة : أننا لا نعلم أحدا يدين الله تعالى بالغناء إلا الصوفية ,
وإني أخشى إن طال الزمان بعد ذلك أن يتخذوا الغناء عبادة , فقد بدأ
الصوفية الغناء بتلحين أشعار الزهد والتشويق إلى الجنة ثم أضافوا إليه
الطقطقة .

قال الشافعي رحمه الله تعالى : " خلفتُ بالعراق شيئا أحدثته الزنادقة ,
يسمونه التغيير أو التغبير , يشغلون به الناس عن القرآن " ,
قال ابن الجوزي بعد أن نقل عن الشافعي ما سبق : " وقد ذكر أبو منصور
الأزهري : المُغيرة وهم قوم يغيرون بذكر الله بدعاء وتضرع , وقد سموا
ما يطربون فيه من الشعر في ذكر الله عز وجل تغييرا " وقال الزجاج :
سموا مُغيرين , لتزهيدهم الناس في الفاني , وترغيبهم في الآخرة .
وسموا مُغيرة بالياء لأنهم يُغيرون حال الناس فيما يزعمون من سيء
إلى حسن ومن طمع في الدنيا إلى زهد فيها .

وروى أبو الحارث عن الإمام أحمد أنه قال :" التغيير بدعة , فقيل له :
إنه يرقق القلب , فقال إنه بدعة " وروى عنه يعقوب الهاشمي :
" التغبير بدعة محدث " , وروى عنه يعقوب بن بختان : ( أكره التغيير ,
وأنه نهى عن استماعه وروى عنه إسماعيل بن إسحاق الثقفي أنه سئ
ل عن استماع القصائد , فقال : أكرهه , هو بدعة ولا يجالسون ) انتهى
من المنتقى النفيس من تلبيس إبليس لإبن الجوزي - ص 298 وما بعدها -

إذا علم هذا فإني أخشى إن طال بالناس الزمان أن ينقلهم الشيطان
إلى اتخاذه عبادة , وأن يخلطه لهم بغيره من المحرمات كالضرب ,
والرقص كما فعل ذلك مع الصوفية أعاذنا الله تعالى مما ابتلاهم به .
وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه .


---------
المصدر : فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود
لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي حفظه الله تعالى -
ص 381 - ج 2