منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من الردود أسد السنة حفظه الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-17, 17:10   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الأثري المسيلي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

- فصل في التكفير
يصرح الشيخ ربيع في كثير من المناسبات بأنه على منهج السلف أهل السنة والجماعة في كل شيء، ومن ذلك التكفير، ولكني وجدت له عبارات تدل على عدم استيعابه وفهمه لضوابط التكفير، ووجدته من الناحية العملية في تنزيل الأحكام على الأعيان على غير طريقة السلف، بل تجده أقرب ما يكون إلى منهج الغلاة الذين لا اعتبار عندهم لاستيفاء الشروط وانتفاء الموانع، ويرجع ذلك فيما أرى إلى قصور معرفته بضوابط التكفير عند السلف، ثم إلى عجلته المذمومة، وحدته البالغة تجاه من يخالفه الرأي، وعدم اعتداده بمواقف وآراء كبار العلماء كابن باز والألباني وغيرهما، كما أن عنده انتقائية وازدواجية في الحكم على الأفراد والجماعات فلا يطرد على منهج، حيث يقرر شيئا ثم يعود فينقضه أو يقيده ويستثني فيه.
فمثلا يؤكد الشيخ بكل شدة على أنه لا يكفر المعين إذا وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة عليه، فيقول:
(أنا ما أكفر إلا من قامت عليه الحجة، وأما من لم تقم عليه الحجة ولو وقع في الكفر فإني لا أكفره، هذا هو الذي ندين الله به، أما ما يفتريه علينا المفترون الكذابون فهذا يعني افتروا على الأنبياء وافتروا على الصحابة...) اهـ ([82]).
ولكنه يتراجع عن ذلك إذا كان الأمر متعلقا بالأستاذ سيد قطب -رحمه الله- فيرى أن تكفيره لا يحتاج إلى إقامة الحجة، ثم يؤصل لما ذهب إليه، بأنه لا يشترط إقامة الحجة إلا في الأمور التي تخفى، أما المعلوم من الدين بالضرورة فلا يشترط فيه إقامة الحجة، فقال في سياق كلامه على سيد قطب: (أما قضية طعنه [يعني: سيد قطب رحمه الله] في نبي الله موسى والقول بخلق القرآن فهذه لا تحتاج في نظري إلى إقامة حجة، لأن الحجة فيها قائمة بذاتها، فعند المسلمين وعند اليهود وعند النصارى وحتى يمكن عند الهنادك، يعني يعرفون مقام موسى عليه الصلاة والسلام، ويعرفون أنه نبي كريم، وما أظنهم يسخرون به كما سخر منه سيد قطب عامله الله بما يستحق، والسلف كفّروا من ينتقص نبياً من الأنبياء ولا يقبلون له عذراً أبداً، فإن هذا من البدهيات التي يعرفها حتى أجهل الناس فكيف بسيد قطب، فلا يشترط أن تقام عليه الحجة، الحجة في الأمور التي تخفى، أما إذا كان أمراً معلوماً من الدين بالضرورة فيجحده أو يخدش فيه ويسخر منه فهذا الحجة قائمة فيها ولا تحتاج إلى من يقيم على من يخدش فيها إلى إقامة حجة) اهـ([83]).
وأمر الشيخ عجيب في تكفير سيد قطب، فبينما تراه هنا يكفره تكفيرا صريحا لا يحتاج معه إلى إقامة الحجة، إلا أنه يقول: (لم أكفر سيد قطب لا من قريب ولا من بعيد)! ([84])، وسيأتي مزيد من التوضيح لموقفه من سيد قطب([85])، ولكن المراد هنا هو معرفة معنى التكفير وضوابطه عند الشيخ ربيع؟ فأما ضوابطه فقد تقدم اضطرابه فيها، وأما معناه عنده فكأنه لا يكون إلا بإطلاق اللفظ الصريح، وهو قول: (كافر) أو (مرتد) فقط، وأما غيرهما من الألفاظ، كقوله: اليهود والنصارى إخوانه، الجعد أحسن منه ألف مرة، فكره علماني ماسوني، اشتراكي، رافضي، باطني، يسب الأنبياء، ويطعن في الصحابة، يقول بخلق القرآن، وبوحدة الوجود، واجتمعت فيه بدع الثلاث والسبعين فرقة، الخ... فلا يفهم منها التكفير أبداً عند الشيخ، بل لو جمع هذه الألفاظ كلها في شخص واحد، كسيد قطب، فلا تكون تكفيرا له، إلا إذا نص على الكفر، فقال: (كافر) أو (مرتد)! لعل هذا هو معنى التكفير عند الشيخ ربيع، لأنه وصف سيدا بتلك الألفاظ وأكثر منها إلا هذين اللفظين ثم قال بعد ذلك إنه لم يكفره لا من قريب ولا بعيد! فتأمل!
كما أنه كفّر حكومة السودان عندما أعلنت تطبيق الشريعة الإسلامية، ووصفها بأنها حكومة طاغوتية، وقوله: طاغوتية، من ألفاظ التكفير، ولم يشترط إقامة الحجة عليها، فقال:
(لماذا ما يتكلمون في حكومة السودان، وهي طاغوتية الآن، لماذا لا يتكلمون في حكومة اليمن، لماذا لا يتكلمون في حكومة إيران، لماذا لا يتكلمون في حكومة أفغانستان) اهـ([86]).
والخلاصة أن الشيخ -عفا الله عنا وعنه- يطلق لسانه وقلمه في تكفير الأعيان والجماعات والدول، لا يتورع عن نعتهم بألفاظ الكفر، ومنهجه هذا خطير جداً لأن له تلاميذ وأتباعا متعصبين، ولا تؤمن عواقبهم في المستقبل.
والعجيب أن الشيخ يشنع على بعض مخالفيه من الدعاة السلفيين لأنهم في نظره تكفيريون، وهو أولى بهذا الوصف منهم، بل يصدق عليه القول: (رمتني بدائها وانسلت)!










رد مع اقتباس