2011-06-16, 11:00
|
رقم المشاركة : 5
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَحمد باي
قسم ابن القيم رحمه الله مخالطة الناس إلى أربعة أصناف :
قال من الناس من مخالطته كالغذاء
مثل الطعام وهذا هو العالم الذي تخالطه فتستفيد من علمه .
ومن الناس من مخالطته كالدواء إنما تتعاطاه في الحاجة إليه
وهذا هو الإنسان الذي تستفيد منه في أمر معاشك أو تريده في أمر من أمور الدنيا .
ومن الناس من مخالطته كالداء :مثل المرض
والمرض أصناف : هناك مرض عضال لا يشفى منه الإنسان ومن المرض مرض مثل وجع الضرس بمجرد ما تقلعه يزول الوجع وهذا مثل الإنسان الذي مخالطته تأذيك فإذا ابتعدت عنه زال الألم .
ومن الأمراض أمراض الحمى التي لا تكاد تفارق الإنسان وهي مخالطة الإنسان الثقيل الذي لا هو يتكلم بما هو مفيد فتستفيد ولا الذي يسكت فيستفيد ... فلا يستفيد ولا يفيد .
ومن الناس من مخالطته هي الموت
وهو الإنسان الذي يضرك في دينك بضلالة أو بدعة .
هذا والله أعلم
قسم الناس في المخالطة إلى أربعة أصناف، قال: من الناس من مخالطته كالغذاء، مثل الطعام الذي تحتاج إليه بين وقت وآخر كالغذاء، وهذا هو العالم الرباني الذي تخالطه لا لتضيع عليه وقته ولكن لتستفيد وتمتح من علمه. الثاني: من مخالطته كالدواء، إنما تتعاطاه عند الحاجة إليه، وهذا هو الإنسان الذي تستفيد منه في أمر معاشك في مشاورة أو أمر أو ما أشبه ذلك، أو تريده في أمر من أمور الدنيا فهذا كالدواء، ومن الناس من مخالطته كالداء مثل المرض، والمرض كما تعلم أنواع: من الأمراض مرض عضال لا يشفى منه الإنسان، ومن الأمراض مرض مثل وجع الضرس، وهذا بمجرد ما تقلع هذا الضرس يزول المرض، وهذا مثل الإنسان الذي مخالطته تؤذيك بسيئ القول، فإذا غادرته زال الألم؛ فالضرس كذلك إذا قلعته زال الألم. ومن الأمراض، أمراض الحمى التي لا تكاد تفارق الإنسان، ومن ذلك -مثل ما ذكر- مخالطة الإنسان الثقيل الذي لا هو بالذي يتكلم فتستفيد، ولا هو بالذي يسكت فيستفيد هو، فلا يستفيد ولا يفيد. ومن الناس من مخالطته هي الموت بعينه، وهو الإنسان الذي يضرك في دينك، إما بضلالة، أو ببدعة، فتبين بذلك أن مخالطة الناس أربعة أصناف: منهم من هو كالغذاء، ومنهم من هو كالدواء، ومنهم من هو كالداء، ومنهم من هو الموت، فعليك أن تختار لنفسك وتعلم أن فضول المخالطة لا خير فيها، يكثر فيها القيل والقال، والغيبة، والمجاملة، والتصنع، وربما كان طول المخالطة سبباً في المباعدة، والمفارقة، واكتشاف العيوب، فيتحول ذلك إلى نوع من العداوة، ولهذا جاء في حديث روي مرفوعاً عند الترمذي وغيره، وروي موقوفاً على علي رضي الله عنه وهو أشبه، أنه قال: {أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما}
|
رحم الله ابن اقيم
فقد كان سابقا لزمانه كما يقولون
بارك الله فيك
|
|
|