منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التسامح.. المعنى والمغزى
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-15, 22:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
drid
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

مـرحبا..
أعتذر على هذا التأخير حقاً..
سأضع الجزء ما قبل الأخير..



وصلت الشرطة بفضل الطفل سمير إلى مكان وائل، ولكن.........!!
كانوا قد وصلو إلى كهف صغير ..والمشكلة في ذلك أن وائـل لم يكــن هنــاك..انتشرت أعضاء الشرطة في كل مكان بحثاً عنه..
وأخــيرا وجدوه ملقاً على الأرض..وسكينة في قلبه مغروزة..تأكد رجال الشرطة من موته..ولكن الفـاعل، مجـــهـــول !!!

~ ~ ~
ما زالت العائلة تنتظر في المستشفى ..كانت هبة- والدة تالين- قد استيقظت لتوها..وعرفت بما حصل، فلم يكن منها تلك الأخرى إلا الدعاء له بالشفاء..وغرقها ببحر أحزانها، فلا أحد يعلم ما الذي سيحصل به ؟؟
اعتذر وسيم من ريان..ونهض متجهاً نحو غرفة الطبيب المشرف على حالة منير..
طرق الباب ثم دخل إليه مصافحاً إياه..وسائلا عن صحته.
بعد ذلك جلس وسيم على الكرسي المقابل للطبيب وتحدث قائلا: أريد أن أستفسر عن صحة السيد منير إذا سمحت.
سأل الطبيب: وماذا تكن له ؟؟
ارتبك وسيم قليلا ثم قال: صديق ابنه فقط.
الطبيب: حسناً ..بصراحة، هو في حالة خطرة جداً ..إنه يقارب على الموت..وجسده لا يستجيب بشكل جيد وعملية الرأس صعبة جدا ربما لا يمكنه تحملها واحتمالية نجاحها ضعيفة جدا..ولا يوجد غير ذلك إلا الانتظار لحدوث معجزة.
لم يكن يدري وسيم ما يقول أو يفعل..فقد اكتفى بشكر الطبيب والعودة إلى ريان خائبا.
بعد عودة وسيم بعشرة دقائق..تجمع الممرضون والأطباء مرة أخرى في غرفة منير..
ولكنها ليست كالمرة الماضية، فقد كانت الآلة تعلن عن توقف دقات قلب منير.
حاول الأطباء مساعدته بكافة الطرق..ولكن الأمر لم ينجح..
بينما العائلة تنتظر خبر من الطبيب..اتصل أحدهم على هاتف ريان النقال وأخبره بوفاة وائل، لم يؤثر عليه الأمر كثيراً..فلم يكن أمره يهمه..فقد اكتفى بقوله: رحمه الله.
بعد اغلاقه هاتفه توجهت إليه نظرات مستفسرة..
نظر إليهم وقال ببرود: لقد مات وائل..
شهقت رزان معبرة عن تفاجئها لهذا الحدث، وغرقت في دموعها الصامتة الحزينة..بينما هبة وتالين وعمر فقد كان الأمر كما كان مع ريان..
همس وسيم لريان قائلا: من يكون وائل ؟؟
تنهد ريان وقال: ابن عمي.
عبر وسيم عن فهمه بهز رأسه ثم قال: رحمه الله.
ريان: شكرا لك.
..
خرج الطبيب من غرفة منير يمسح عرقه بتوتر، رمق عائلة منير بنظرات قلقة وحزينة..فتحدثت رزان قائلة: كيف حاله؟
هز الطبيب رأسه نفيا قائلا بتردد: أنــا حقـا ..أعتذر، لم..
توقف قليلا ثم أكمل: لم يكن باستطاعتي انقاذه..لقد كان الأمر صعبا للغاية !!
أنــــا آســـف..
ثم غادر حالما أنهى آخر كلمة قالها.
لقد كان منير حقودا وخبيثا إلا أنه كان طيب القلب، ولكن غروره أعماه على أن يكون حَسَن المعاملة مع الناس، لم يكن بتلك القدرة التي تجعله يبني علاقات اجتماعية جيدة ومحبة.
وضع ريان يديه على رأسه حزينا متألما..فواساه وسيم قائلا: كن قويا يا رجل !
بينما ركض عمر إلى خارج المشفى ودموعه تذرف حزنا على أبيه..في حين أن تالين كانت تبكي في حضن أختها رزان، أما هبة التي أصابتها صدمة جرّاء ما يحدث..فقد فقدت القدرة على الكلام.
~ ~
دفن السيد منير في اليوم التالي..
إنها لمأساة أن يموت شخص ذا أهمية لدى أفراد العائلة..، وأن يتحمل ريان مسؤولية الإعتناء بالعائلة التي ربته واعتنت به منذ طفولته..
لقد كان والد ريان - الحقيقي- ذو شأن له في المجتمع ولكنه بعد زوجته التي توفيت بعد ولادتها ريان..فقد أوصى منير على الاعتناء به وأن يعتبره مثل ابنه الحقيقي..، فلم يكن له ثقة في أي حد غير صديقه منير..وهذا ما فعله منير، فقد قام بتبني ريان وجعله في مثابة ابنه وربما كان أكثر،..ولكن الأقدار شاءت أن يصبح ريان هو رب الأسرة بعد منير.
....
بعد يومان من وفاة منير..دخلت هبة في غيبوبة لمدة أربعة أيام أدت إلى وفاتها نتيجة تأثرها بمرض السرطان في رأسها، التي كانت قد أصيبت به قبل سنة من اختطاف تالين وقد أخفت ذلك عن العائلة حتى لا تتوتر الأوضاع بين أبنائها، وها هي تموت بصمت دون أن تشعرهم أنها كانت تموت وتقتل ببطء، فقد كانت محافظتها على تناول الدواء تخفي أثر المرض عنها،...ذلك ما زاد بؤس وحزن العائلة على مفارقتهم لأعز أشخاص لهم في هذه الدنيا.
بعد يومين آخرين..كانت بداية الأسبوع هي بداية السنة الدراسية لتالين وعمر وقد تغيب كلاهماا عن المدرسة
وكانت تالين قد أخبرت ريان أنها لا تريد متابعة علاجها النفسي..ولم تعطه فرصة للنقاش حتى..فلم يكن منه غير الاستسلام لرغبتها واعطائها فرصة للراحة والتفكير بعد المشقة التي أصابت العائلة، فقد أقنعت تالين نفسها بأنها لن تحتاج ذلك العلاج وأنها تستطيع تدبر أمورها لوحدها وقدرتها على تخطي هذه المحنة من حياتها بمفردها، فالصبر يولد لها احساسا باستمرار الحياة، والأيام القادمة أفضل من الماضية.

~ ~ ~

لم يكمل عمر دراسته في المدرسة..فقد ترك الدراسة واهتم بشؤون المطعم وأصبح المسؤول عليه..أما ريان فقد أكمل دراستة الجامعية وسافر للخارج للعمل حتى يحصل على دخل ممتاز يصرف به على عائلته..

ــــ
في يوم من أيام الدراسة ..كانت تالين قد خرجت من المدرسة وهي كعادتها تمشي من المدرسة حتى تصل البيت..
أوقفتها سيارة رياضية..
فتح الشاب النافذة قائلاً: مرحبا ..
التفتت اليه تالين فإذا به وسيم، ابتسمت بخجل وقالت: أهلا..كيف حالك ؟؟
وسيم بابتسامته: بخير..اصعدي..
صعدت تالين دون تردد..
تحدثا كثيرا حتى وصلا إلى بيت تالين..دعته إلى منزلها ولكنه أجابها بالرفض وأنه سيأتي في وقت آخر يحمل مفاجأة معه.










رد مع اقتباس