مــرحبا....كيف حالكم ؟؟
........
كان وائل -ان كنتم تذكرونه ابن عم تالين- قد هرب من قبضة الشرطة..دون أن يدري به أحد إلى أين وصل..
توجه إلى قرية صغيرة محاذية للمدينة..لا تبعد عنها الكثير فقد اختبأ بها..بالرغم من أنه خائف من أن يجده أحد خاصة أنه في مكان محتمل وجوده به لقربه من المدينة ذاتها..
لم يمض على هروبه الكثير من الوقت إلى أن أتى رجال الشرطة إلى القرية دون أن يدري..
فبحثت عنه ولم تجده..حققت مع رجال القرية ونسائها دون فائدة ترجى من ذلك.
كان طفل يبدو في الثامنة من عمره بين النساء اللواتي كان يحققن معهن..فنطق قائلاً للشرطي: رأيت رجلاً يرتدي قبعة سوداء على رأسه ويرتدي سترة طويلة سوداء أيضاً..
ثم توقف عن الحديث فجأة فقال له الشرطي: أكمل ؟
لكن سمير- اسم الطفل- بقي صامتاً..فحثته والدته على الحديث ولكنه على حاله..ما الخطب يا ترى؟ ما الذي حدث للطفل فجأة هكذا ؟؟
نطق سمير بتردد: لا..شيء.
هز الشرطي رأسه ثم ابتعد موصياً المرأة بالبقاء في مكانها ..
انحنت على مستوى طفلها فسألته: ما الخطب ؟ هل رأيت أحداً ؟
هز رأسه ايجاباً فقالت: إذن ؟؟ من هو ؟؟ هل رأيت إلى أين توجه ؟؟
هز رأسه ثانية فقالت: أخبر الشرطي بما تعرف.
سمير: ولكني خائف.
قطبت حاجباها بضيق وقالت: من ماذا ؟
سمير وعلى وجهه علامات الخوف: لقد هددني ذلك الشخص..علي أن لا أخبر أحدا بشيء.
دبَ الرعب في قلب الأم فقالت بعدما لمحت الشرطي بجانبها: حسناً..أخبر الشرطي فقط ولا تخف من شيء.
أومأ سمير الصغير برأسه ايجاباً وبدأ يقول للشرطي ما الذي كان يخبأه.
~ ~ ~
وصلت السيارة السوداء إلى ذاك المستشفى..
فنزل ثلاثتهم متجهين نحو غرفة والدهم..كانت هبة-ام تالين- ما زالت تجلس على الكرسي خارج الغرفة بيأس وحزن.
فألقوا التحية عليها..وقبلت رزان يديها برفق ..فسألت والدتها على حالها بقولها: كيف أنتِ ؟؟ أحصل شيء جديد ؟
أخفضت رزان رأسها وامتلأت عينيها بالدموع وقالـت: لقد سـُجن !!
رفعت هبة وجهها بكفيها وقالت: لا تحزني..لقد كان واجب عليكِ أن تحذريه .
أومأت رزان رأسها قائلة: لقد فعلت ..ولكن لم يصغ إلي !
لم تحدثها والدتها بشيء بعد ذلك..فقد تركتها وأرخت رأسها إلى الحائط بتعب وأغمضت عينيها.
جلست رزان بجانبها ثم سألتها: كيف حال والدي ؟؟
فتحت عينيها وتنهدت قائلة : في حالة سيئة.
ثم سألت: أين ريان ؟؟
أجابتها تالين: مع عمر.
ثم امتلأت عينا هذه الأخرى بالدموع وقالت: لمَ لم تخبرونا ؟؟ كيف حصل ذلك ؟؟
أشارت هبة بيدها إلى عمر وقالت بتعب: اسألي..اسألي..عمر..
ثم أغمي عليها..فصرخت رزان: أمـــي..!!!
ثم هرعت تالين لتنادي شقيقيها فإذا بهما قادمان من صرخة رزان..
..
وُضعت هبة بغرفة مجاورة لغرفة زوجها منير..جلست بجانبها رزان..أما تالين بجانب والدها..
بينما عمر وريان يجلسان في الممر بيأس..إلى أن قدم وسيم قائلاً: مرحبا..كيف حالك ؟؟
نهض ريان وصافحه قائلاً: كما أنا..ولكن ازداد الوضع سوءا على ما كان عليه.
قطب حاجبيه باستغراب وقال: ماذا تقصد ؟ أحصل شيء ؟
أخبره ريان بما حصل ثم جلسا يتحدثان..إلى أن رأى ثلاثتهم - ريان، وسيم، عمر- الأطباء يركضون باتجاه غرفة منير..
فمشى ريان باتجاههم ورأى تالين في الخارج فقال برعب: ماذا حصل ؟؟
ضمته تالين وهي تبكي قائلة: لقد بدأت تلك الآلة بإصدار صوت ..ثم هرع الأطباء على أبي وأخرجوني !!
عانقها ريان قائلاً بحزن: اصبري عزيزتي .
أغلقت الممرضة باب الغرفة..تاركة ريان وتالين في حالة خوف وقلق..
بينما كان يراقبهما عمر ووسيم من مسافة قريبة..ماذا بهم أن يفعلوا غير الانتظار ؟؟
...
بعد فترة خرج الطبيب من غرفة السيد منير..وهو يذرف العرق وعلامات وجهه لا تبشر بالخير أبداً..
توجه ريان إليه بسرعة وهو ينتظر منه أي خبر بحالة والده..
فهز الطبيب رأسه بتعب قائلاً: حالته تزداد سوءاً..لا يسعني أن أفعل شيء .
سأله ريان: ولكن ما الذي به ؟؟؟؟؟
أجابه قائلاً: لديه بعض الكسور في جسده..كما أن هناك كسر في جمجمته وعمليته خطيرة وغير مضمونة..
سألت تالين باستغراب وحزن: ماذا تقصد ؟؟
ابتعد الطبيب قائلاً: أتمنى أن تكون قد فهمت ما أقصده.
وقف الاثنان مصدومان..دون حراك..ماذا عساهما أن يقررا بشأن أبيهما ؟؟
لا شيء.!.سوى الانتظار، والدعاء له بالشفاء !!!
~ ~ ~
وصلت الشرطة بفضل الطفل سمير إلى مكان وائل، ولكن.........!!
ـــــــــــ
نهاية هــذا البارت ..
ما الذي سيحدث لمنير وهبة ؟؟
أستقرر العملية بشأن منير أم ماذا ؟؟
وماذا سيحل برزان بعدما سجن باسل ؟؟
وما الذي حصل لوائل ؟؟ أوجدته الشرطة حقا ؟؟