على خلفية تصريحات أطلقها ضد سورية أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي شارفت ولايته على الانتهاء، حذر مندوب سورية الدائم لدى الجامعة يوسف أحمد أي جهة كانت من أن تجعل دماء السوريين أداة تستخدمها في خدمة غاياتها وطموحاتها الخاصة أو في تلبية أجندات الغرب الساعية لاستصدار قرار في مجلس الأمن وتحتاج إلى قناع الجامعة العربية لتمرير مخططاتها التي لا تخدم في النهاية سوى إسرائيل. وأعرب أحمد عن قلقه واستغرابه الشديدين من التصريح الذي صدر أمس عن موسى، مؤكداً أن تصريحات الأخير غير المتوازنة لا تعدو كونها تجاهلاً فاضحاً لحقيقة ما تتعرض له سورية من استهداف خارجي يستخدم أجندة وأذرعاً داخلية سعت وتسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار في البلاد والنيل من مواقف سورية واستقلالية قرارها الوطني والقومي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا».
ويعتبر موسى أحد عرابي الضربة الأطلسية لليبيا ويسعى جاهداً للوصول إلى كرسي الرئاسة في مصر، وعبر في تصريحه عن «حزنه وأسفه» للأوضاع في سورية، قائلاً: «إن ما نسمعه ونتابعه عن سقوط ضحايا كثر يشير إلى اضطراب كبير في سورية، فضلاً عن نزوح مجموعات من اللاجئين إلى تركيا، كل ذلك يزيدنا حزناً وأسفاً على ما يحدث»، ملوحاً، بحسب الصيغة التي نقلتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية، بإمكانية اتخاذ الجامعة لموقف مشابه لذلك الذي اتخذته من ليبيا رغم اعتراض سورية ومصر في حينها، لافتا إلى أن الدول العربية غير متفقة بعد في هذا الشأن.
ورد أحمد بأن الطموحات والأجندات الانتخابية للسيد موسى جعلته يختار توقيتاً مريباً يخدم هذه الطموحات ويجعله يغمض العين عن حقيقة ما تتعرض له سورية التي يدركها جيداً، ويستجيب أيضاً لضغوط القوى الدولية التي حركته من قبل في الملف الليبي ليسعى بشكل واضح الآن كأمين عام للجامعة العربية وقبل أيام من مغادرته المنصب إلى استدعاء نوع من التدخل الأجنبي في الشأن السوري في الوقت الذي لم يجف فيه إلى الآن الدم الليبي الذي نزف تحت ضربات حلف شمال الأطلسي نتيجة قرار من مجلس الأمن الدولي استند بكل أسف إلى طلب عربي ساهمت فيه بقوة جهود عمرو موسى من أجل فرض حظر جوي على ليبيا تطور إلى عمل عسكري شامل يحصد أرواح الآلاف ويدمر ليبيا ويستهدف وحدة أراضيها.
وأكد السفير أحمد أن سورية ماضية في طريق الإصلاح وفي تلبية المطالب المشروعة لمواطنيها وأداء واجبها الوطني لحماية أرواحهم وممتلكاتهم والتصدي للإرهاب والتصرف الذي يستهدف أمن سورية واستقرارها.