منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أطلب موضوعات امتحان الفلسفة من فضلكم.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-13, 21:10   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
philo_souf
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

د. سمير زيدان
إختبار في الفلسفة العامة
الصف: الثالث ثانوي -جميع الفروع
الموضوع -قول:
« انّ قيمة العلم رهينة تخلّصه من كلّ تصوّر ميتافيزيقي يتجاوز مستوى الوقائع »
أ-إشرح هذا القول مبيَناً إشكاليته. (تسع علامات)
ب-ناقش هذا الموقف الموقف الوضعي لأوغست كونت على ضوء
مواقف أخرى بحثت في قيمة الفلسفة. (سبع علامات)
ج-- هل يمكن للفلسفة برأيك أن تهذب القوّة العمياء التّي
يمنحنا إياها العلم ؟ علّل رأيك. (أربع علامات)
الإجابات المقترحة:
المقدمة: ( علامتان)
إن نشأة الفلسفة ذاتها كانت مرتبطة بالعلوم: فهذا فيتاغوراس يرجع الكون إلى عدد. وهذا أفلاطون يكتب على باب أكاديميته «لا يدخل علينا من لم يكن رياضيا(أو مهندسا)». وهذا ديكارت يرى في «الفلسفة شجرة جذورها الميتافيزيقيا وجذعها العلوم الطبيعية وأغصانها المتفرعة عن هذا الجذع هي كل العلوم الأخرى…». فعلاقة الفلسفة بالعلم هي علاقة جدلية إذ أن تطور أحدهما يؤدي بالضرورة إلى تطور الآخر والعكس بالعكس. وفي هذا السياق يقول هيغل :«إن الفلسفة تظهر في مساء اليوم الذي تظهر في فجره العلوم» .. وفي هذا كله دلالات واضحة على ما بين العلم والفلسفة من إفادة واستفادة متبادلتين.

الإشكالية: ( علامتان)
هل من ضرورة للفلسفة في زمن العلم ؟ بمعنى آخر، هل تسمح شروط الموضوعيّة للعلم بالارتقاء إلى مستوى الكونيّة و الكلّية، بحيث يكون قادرا على أن يلبّي طموحات الإنسان و انتظاراته ؟ أم أنّ استكمال النّشاط العلمي، في كشفه عن الحقيقة، بممارسة فلسفيّة تتطلّع إلى المعنى و الغاية هو الذّي يجعله أكثر إنسانية ؟
الشرح: (خمس علامات)
اعتبر أوغست كونت أنّ مسيرة الفكر الإنساني مرّت بمراحل ثلاثة. المرحلة الأخيرة التّي من خلالها اكتمل و نضج الفكر الإنساني، هي المرحلة الوضعيّة أو المرحلة العلميّة التّي تميّزت بإقصاء كلّ الاعتبارات الدّينيّة و الفلسفيّة في محاولة فهم الطّبيعة. في إطار هذا التّوجّه الوضعي للعلوم الحديثة، فإنّ تكوين معرفة علميّة بالواقع لا يكون الاّ بالانفتاح على ما يقوله الواقع فعلا، أي دون إسقاط اعتبارات ذاتيّة، قيميّة، كيفيّة تتجاوزه و تتعالى عنه. و لا يكون ذلك الاّ باتّباع منهج تجريبي يضمن الرّجوع دوما إلى الواقع، فيحقّق بذلك موضوعيّة نتائج المعرفة العلميّة.
تعمل النزعة الوضعية على التّمييز بين ” نظام الوقائع ” و ” نظام القيم “. فنظام الواقع هو ما يسعى العلم إلى الكشف عنه بالاستناد إلى التّكميم و التّرييض و التّجريب، بينما نظام القيم يعكس جانب الاعتبارات الذّاتيّة و الأخلاقيّة و الجماليّة التّي تحول ( هو عائق إذن ) دون الكشف عن نظام الواقع الموضوعي.
لا تتناول العلوم الحديثة ( الوضعيّة ) بالدّرس نفس القضايا التّي كانت تطرحها الميتافيزيقا و التّي لم تفصل بين الموجود و المنشود، بين الواقع و الخير و بين الحقيقة و الفضيلة.
إن المعرفة العلمية ضرب من التفكير يتناول ظواهر الواقع وفق منهج صارم ودقيق يهدف إلى كشف القوانين الدقيقة والموضوعية والكلية التي تحكم الظواهر.
يترتّب عن ذلك نظرة اختزاليّة تعزل الواقع عن ما ينتظره الإنسان و ما يصبو إليه، و تفرض وجوب التّمييز بين الحقيقة ( تصدر عن ملاحظة الواقع بطريقة موضوعيّة ) و المعنى ( عالم الغايات و المقاصد الإنسانية

المناقشة: (سبع علامات)
الفلسفة الدّيكارتيّة التّي قامت بمحاولة تأليفيّة للمعرفة الإنسانية في كلّ تجلّياتها و أشكالها، و ذلك بأن أسّستها على أرضيّة فلسفيّة. فالحكمة عند ديكارت لا تستدعي إقصاء للفلسفي كما هو الشّأن بالنّسبة إلى أوغست كونت. و الحكمة كذلك ليست آحاديّة، أي تتناول جانبا واحدا من الواقع و تقصي جوانبه الثّريّة الأخرى. بل هو عنده شجرة جذورها الميتافيزيقا، جذعها الفيزياء و فروعها الطبّ و الميكانيكا و الأخلاق.
في مقابل المنظور الوضعي الذّي يفصل بين الفلسفة و العلم، تقرّ فينومينولوجيا هوسّرل، أنّ العلم يظلّ بلا قيمة و بلا معنى بالنّسبة للإنسان، إن هو لم يتأطّر ضمن رؤية أشمل و أوسع تتّصف بالكونيّة و الكلّية، و هي الرّؤية الفلسفيّة التّي تفتح الخطاب العلمي على ما يتجاوزه ألا وهو عالم المعيش الإنساني و عالم التّاريخ الذّي لا يمكن اختزاله في ما هو كمّي و ما هو رياضي و ما هو موضوعي.
صحيح أنّ العلم الحديث يلتصق بفضل منهج صارم بالواقع، و لكنّه لا ينجح في هذا الاقتراب من هذا الواقع الموضوعي، الاّ إذا ابتعد و انفصل، من جهة أخرى، عن واقع آخر أكثر أصالة و هو الواقع المعيشي بالنّسبة إلى الإنسان الذّي لا مكان، في إطاره، للفصل بين الذّاتي و الموضوعي و بين الموجود و المنشود.
إن أزمة العلوم الأوروبّية، في نظر هوسّرل تكمن في تحول هذه العلوم إلى علوم بدون قيمة و بدون معنى في إطار هذا المنظور الوضعي الذّي يفرض عليها إقصاء كلّ ما له علاقة بجوانب الإنسان الذّاتيّة و بانتظاراته الأخلاقيّة و الجماليّة.
لا مجال لتجاوز هذه الأزمة الاّ إذا اكتمل المشروع العلمي بمشروع فلسفي يستحضر مقاصد الإنسان و غاياته و يساعد على توجيه العلم نحو تحقيق مزيد من الإنسانية بالنّسبة إلى الإنسان.
إضافة إلى البعدالأخلاقي فقد قررت فلسفة العلم الذي نشأت في القرن العشرين احتياج العلوم إلى الفلسفة .
يعتبر برتراند راسل أن الخاصية المميزة للفلسفة تكمن في النقد. وهدف الفلسفة هو التأسيس للمعرفة التي تمنح العلوم وحدتها ونظمها، معرفة تنتج من التحقق النقدي لأسس أفكارنا وأوهامنا ومعتقداتنا.
وفي نفس المنظور الإبستمولوجي ركز باشلار في كتابه” الفكر العلمي الجديد” على ضرورة القيام بنوع من المراجعة النقدية لبعض المفاهيم التقليدية الموروثة من الفلسفة حول المعرفة، فعلى العالم أن يظل في حالة استعدادا دائم لمراجعة مبادئه وأفكاره لأنه ليس هناك حقيقة مطلقة أو قانون علمي مطلق. العالم الذي يجرب -حسب باشلار- في حاجة إلى أن يستدل، كما أن العالم الذي يستدل في حاجة دائما إلى أن يجرب. وهذا ما أدى به إلى الاستنتاج بأن الفكر العلمي المعاصر يتميز بالربط الوثيق بين النزعة التجريبية والنزعة العقلية، فالأولى في حاجة إلى أن تعقل والثانية في حاجة إلى التجربة والتطبيق.

الرأي: (أربع علامات)
و بذلك يتّضح أنّ وحدة المعرفة هذه تعكس وحدة العقل نفسه الذّي لا يمكن أن نفصل في إطاره بين العلمي و القيمي.
و تشكّل الفلسفة الدّيكارتيّة، في هذا الصّدد، مثلا أعلى تحاول فينومينولوجيا هوسّرل اتّباعه في محاولتها التّأليفيّة بين فروع المعرفة الإنسانية سواء كانت فلسفيّة أو علميّة.
انّ الحقيقة العلميّة تظلّ غير إنسانية و وحشيّة و غير أخلاقيّة إن هي لم تتحدّد ضمن مشروع فلسفي يرسم رؤية متكاملة للكون و لمقاصد الحياة الإنسانية أي للمعنى.










رد مع اقتباس