إثبات أن الشيخ الألباني لا يكفر تارك عمل الجوارح
(( عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة
وليسري على كتاب الله عز و جل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير والعجوز يقولون : أدركنا آباءنا على هذه الكلمة : لا إله إلا الله " فنحن نقولها
قال صلة بن زفر لحذيفة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة
و لا صيام و لا نسك و لا صدقة ؟ فأعرض عنه حذيفة ، ثم ردها عليه ثلاثا ، كل ذلك يعرض عنه حذيفة ، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار، ثلاثا " .
رواه ابن ماجة ( 4049 ) والحاكم ( 4 / 473 ) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعا، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه - أيضا - البوصيري في " مصباح الزجاجة " وقواه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 13 / 16 )
وقال الإمام الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ( 1 / 130 - 132 ) تعليقا على هذا الحديث الصحيح :
هذا وفي الحديث فائدة فقهية هامة وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة
ولو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة وغيرها
ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك الصلاة خاصة مع إيمانه بمشروعيتها فالجمهور على أن لا يكفر بذلك بل يفسق وذهب أحمد [ فيما يُذكر عنه ] إلى أنه يكفر وأنه يقتل ردة لا حدا
وقد صح عن الصحابة أنهم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة . رواه الترمذي والحاكم
وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصا على أنهم كانوا يريدون بــــ( الكفر ) هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار ولا يحتمل أن يغفره الله له كيف ذلك وحذيفة بن اليمان - وهو من كبار أولئك الصحابة - يرد على صلة ابن زفر وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له فيقول :
ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة . . . " فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه : " يا صلة تنجيهم من النار " ثلاثا
فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة - ومنها بقية الأركان - ليس بكافر بل هو مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة
فأحفظ هذا فإنك قد لا تجده في غير هذا المكان)).
وفي"السلسلة الصحيحة" برقم (3054)، - وقد سبق ذكره بتمامه –
أقول : في هذا الحديث فوائد جمة عظيمة منها : شفاعة المؤمنين الصالحين في إخوانهم المصلين الذين أدخلوا النار بذنوبهم ثم بغيرهم ممن هم دونهم علىاختلاف قوة إيمانهم ثم يتفضل الله تبارك و تعالى على من بقي في النار من المؤمنين فيخرجهم من النار بغير عمل عملوه و لا خير قدموه، و لقد توهم ( بعضهم) أن المراد بالخير المنفي تجويز إخراج غير الموحدين من النار
قال الحافظ في ( الفتح ) ( 13 / 429 ) : ( و رد ذلك بأن المراد بالخير المنفي ما زاد على أصل الإقرار بالشهادتين كما تدل عليه بقية الأحاديث )
قلت : منها قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أنس الطويل في الشفاعة أيضا :
(فيقال : يا محمد ارفع رأسك و قل تسمع وسل تعط و اشفع تشفع
فأقول : يا رب ائذن لي فيمن قال : لا إله إلاالله
فيقول : و عزتي و جلالي و كبريائي و عظمتي لأخرجن منهامن قال: لاإله إلا الله)
متفق عليه و هو مخرج في ( ظلال الجنة ) ( 2 / 296 )
و في طريق أخرى عن أنس....).
مع العلم أن هذا التأصيل بعدم التكفير ، منقول بحروفه في كتابه " حكم تارك الصلاة "
فهل يا ترى يقال بعد هذا : أن الإمام الألباني إنما تلفظ بعبارات فَهِمَ منها بعض الناس أنه لا يكفر بترك أعمال الجوارح !!!
ويظنُّ قائل هذا القول المتهافت، أنه يدافع على الإمام الألباني !!!
وهو – من حيث يدري أو من حيث لا يدري – واقع في اتهامه بالإرجاء، حيث قال: وهو في الحقيقة نصرة للباطل، بل نصرة لمذهب المرجئة المحدث
ثم يقول – متبجحاً -كلامًا ينقُضُ أوله أخره: وقد ظن بعض المشايخ الفضلاء - كما كنت أظن ذلك قبل عدة سنوات وناظرت عليه والله يعفو عني مع أني كنت أصرح بتكفير تارك عمل الجوارح طول عمري ومشواري العلمي - أن المسألة خلافية بين السلف، وأن من السلف من يصحح إيمان من يترك عمل الجوارح بالكلية ويصر على ذلك ويعتقد أنه مسلم فاسق ..
أولا: القول بصحة الإيمان مع ترك العمل: هذا قول المرجئة ولا كرامة، لأن ايمانه قد أصابه المرض والوهن
ثانيا: أما المصر على الترك سواء الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج، وجاء الأمر بإقامة الحد عليه ولم يَمْتَثِل
فهو كافرٌ الكفر الأكبر المخرج عن الملة ، بحكم الإمام الألباني عليه
والعجيب من هذا الدعي - وأمثاله - أن يقول: ناظرتُ عليه !!! وهو لا يعرف موارد الإرجاء ويناظر عن الجهمية
والإمام الألباني ليس بحاجة أن يدافع عنه هذا الصنف من المتعالمين، وإلاَّ فكلامُهُ كَرِيحٍ خَرَجَتْ مِنْ بَعِيرٍ في فَلَاة
ثم إذا كان يناظر ويجادل فما الذي غيَّرَ حاله ؟
1- آلبحث العلمي ؟
2- أم هو الخوف من أن يوصف بالإرجاء تحت ضغط الإرهاب الفكري ؟
3- أم هو التَّنَقُّل الذي ذكره عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه - ، حيث قال:
( مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضاً لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّل )
ولا خير في ودِّ امرءٍ متلونٍ * إذا الريح مالت مَالَ حيثُ تميلُ
وبعد النظر والترجيح بين الإحتمالات الثلاثة !!!؟
تبين أن الراجح هو الإحتمال الثاني، من غير قرينة صارفة، مما أوقعه على أُمِّ رأسه في غيابات الإحتمال الثالث،
أمَّا الإحتمال الأول فلا سبيل للوصول إليه، لأنَّ بينه وبينه مفاوز تنقطع لها أعناق الإبل، وأقرأ أخي الحبيب مقال :
(( البريد الإسلامي:الشيخ عبد العزيز الراجحي :أسامة العتيبي من مذهب المرجئة من الجهمية ونحوه ))
وهذا الشخص بالذات سمعتُ له – صوتيا -، طعنا قبيحا غايةً في السوء، في الشيخ الجهبذ الفقيه المحدث:
عبد الكريم الخضير – حفظه الله وبارك فيه وفي أمثاله -
ومن حقي أن أَتَسَاءَلْ عن حال هذا الشجاع الجرئ ، هل ثَبَتَ على هذا الجرح الطيَّار المنفلت، بعدما عُيِّنَ الشيخ عضوا في ( هيئة كبار العلماء ) ؟
أو سيقول - تقيَّةً عفواً وقايةً -: "لحوم العلماء مسمومة"، بحيث كانت البارحة فاكهة المجالس
والكلام يطول عن مهازله، فهو الذي طلع بجديد لم نسمع به من قبل، فجاء بباقعة حيث صرَّحّ بكفر الرئيس السابق
حسني مبارك !! ، وليس هذا - مني - دفاعاً عن المفسدين في الأرض، ولكن من باب: لَيْسَ هَذَا عُشُّكِي فَادْرُجِي ؟!!
فلئن كنتَ في شكٍ من هذا - أخي الحبيب - ، فالتمس يد العون من الحاج :(Google)
فإنه ممن عُرفَ بالجود والسخاء ، حيث لا يردُّ يَدَ لامس وإن كانت جرباء أو شلاء، (ابحث تجد)
و المقصود بقوله (... فَهِمَ منها بعض الناس...) = تلاميذ الإمام الألباني- رحمه الله -
وما يكاد العجب ينقضي من مهزلة مضحكة مبكية حتى نفاجئ بمثلها أو أكبر.
في السابق كنَّا نَسْمَعُ : الألباني ليس له شيوخ، وأين طلبَ العلم ؟!!
ثم قيل: الألباني محدِّث وليس فقيها، وبالتالي لا نأخذ عنه الفقه ؟!!
ثم قيل: الألباني في الحديث ليس على منهج المتقدمين، لذا فهو متساهل في التصحيح ؟!!
ثم قيل: الألباني مرجئ، أو له إرجاء، أو موافق للمرجئة ؟!!
ثم قيل: الألباني ليس له تلاميذ !!!؟؟؟
وهذه الباقعة الأخيرة قالها ممن له وزن في الساحة العلمية، فالله المستعان .
فماذا أَبْقَوْا لهذا الشيخ الإمام العلامة الهُمام، الذي أفنى حياته في رحاب السنة النبوية ، حشره الله مع سيد البرية ؟
وكأنّي به – رحمه الله - يقول:
قال رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم -:
«ألا تعجبون كيف يصرف اللّه عني شتم قريش ولعنهم؛ يشتمون مذمماً ويلعنون مذمماً، وأنا محمد».
«صحيح البخاري»(3533) من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه -
وللحديث بقية
و في ختام هذه العجالة أنصح الأخ الحبيب ألاَّ يَسْتَكْثِر
بالْمُنْخَنِقَة وَالْمَوْقُوذَة وَالْمُتَرَدِّيَة وَالنَّطِيحَة مِنْ أَمثَالِ هَذَا المتزلِّفِ وَأَشْبَاهِهِ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى تَحَيُّن فرصة من الوقت