حقــوقيــون وأكاديميـــون ورجـــال ديــــن: ما ارتكبته في جسر الشغور جرائم إرهابية بحق الإنسانية
الخميس 9 حزيران 2011
استنكرت شخصيات دينية وحقوقية وأكاديمية المجزرة الوحشية التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية المسلحة في جسر الشغور بحق قوى الشرطة والأمن، مؤكدة أن ما قامت به من قتل وتمثيل بالجثث جريمة إرهابية محذرة من الأذى النفسي والأخلاقي الذي ألحقته هذه الجرائم بذوي الشهداء والمواطنين.
وفي هذا الإطار قال الدكتور عيسى مخول من كلية الحقوق بجامعة دمشق في تصريح لوكالة (سانا): إن القانون السوري أفرد لهذا النوع من الجرائم فصلاً خاصاً يدعى الجرائم الواقعة على أمن الدولة الداخلي التي عرفها قانون العقوبات بأنها الجرائم التي ترتكب بهدف إحداث حالة ذعر لدى المواطنين وتصنف بجرائم إرهابية بكل معنى الكلمة والقانون السوري فرض بحق مرتكبيها أقسى العقوبات.
وأكد الدكتور مخول أن واجب الدولة استخدام جميع الوسائل لحماية المواطنين والحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
كذلك أشار الدكتور أديب عقيل رئيس قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة دمشق إلى أن التمثيل بالجثث موجود تاريخيا وناتج عن أسباب عدة منها حقد من يقومون به لتغذية النعرات الطائفية والإقليمية وزرع الفتنة بالبلد. بينما قال الدكتور محمد الشربجي من كلية الشريعة: إن ما ترتكبه التنظيمات المسلحة من جرائم قتل ومذابح وتشويه للجثث مرفوض إنسانياً وأخلاقياً ودينياً وعقلاً وفطرة.
كذلك أوضحت الدكتورة عائشة ناصر أستاذة الصحة النفسية في كلية التربية بجامعة دمشق أن التمثيل بالجثث يؤدي إلى إلحاق الأذى بنفسية الناس الذين يشاهدونها ويصابون بالتوتر النفسي ويتعرضون إلى ضغط نفسي على كل المستويات، مؤكدة أن من يمثلون بالجثث أناس غير أسوياء نفسياً.
وقال المنسق العام للشبكة السورية لحقوق الإنسان أحمد خازم: إن ما قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة من قتل وتدمير وتمثيل بالجثث وحرق لمؤسسات الدولة وإحراق المحاصيل الزراعية تنطبق عليه المادة الأولى من اتفاقية منع الإبادة الجماعية وذلك حسب القرار 96 للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1946 والتي تضمنت أن الإبادة الجماعية سواء ارتكبت أثناء السلم أو الحرب تعد جريمة بمقتضى القانون الدولي وتتعهد الدول الأطراف بمنعها والمعاقبة عليها.
وفي حلب قال الدكتور محمود عكام مفتي حلب: إن هذه الجرائم لا تمت إلى الإنسانية بصلة وإباحة الدم والمال والعرض حرام كحرمة يوم عرفة في بلد الله الحرام في الشهر الحرام كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إن القتل حرام إذا تناول الأبرياء والحرمة هنا حرمة مغلظة فظيعة فكيف الذي يمثل بعد القتل فذلك حرام ديناً وعقلاً وقلباً وروحاً وحتى شريعة الغاب تحرم وتمنع التمثيل بالجثث مهما كانت.
وأكد المطران سلوانس بطرس النعمة مطران السريان الأرثوذكس في حمص وحماة أن المجزرة الوحشية التي ارتكبتها التنظيمات المسلحة لا تمت إلى دين أو طائفة ولا إلى المواطن السوري الواعي المعروف بأنه يعيش مع أخيه من أي دين بمحبة صادقة وأخوة راسخة.
من جانبه أكد الدكتور محمد الحسن أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بجامعة البعث أن هذه المجازر تفضح زيف ادعاءات من يدعون أنهم يسعون إلى إقامة الديمقراطية والإصلاح في سورية. وقال: إن هذه الجريمة تخالف كل القيم والأخلاق والأعراف والقوانين الدولية وهي جريمة ضد الإنسانية وتعد إبادة حقيقية.
وفي اللاذقية أكد الدكتور هاني شعبان عميد كلية التربية في جامعة تشرين أن ما يقوم به أفراد هذه المجموعات من سلوكيات تخريبية تدل على طبيعتهم الإجرامية المنافية لكل قيم الأخلاق والضمير وهي شخصيات تحجرت عواطفها ومشاعرها وخلت من كل إحساس إنساني بالإثم والذنب.
وأشار سماحة الشيخ ذو الفقار غزال إمام جامع الحسن العسكري إلى ضرورة محاربة هذه المجموعات والتصدي لها على نحو عاجل بعد أن بلغت من الغي حداً يصعب معه النصح والإصلاح.
كما أوضح الدكتور سلمان عثمان عميد كلية الحقوق في جامعة تشرين أن تلك المجموعات تحمل فكراً تكفيرياً وتنتظم في مجموعات مدربة ومعدة لارتكاب أبشع أنواع الجرائم تنفيذاً لتعليمات جهات خارجية متشددة، كما أن هذه الجرائم تندرج بمجملها في إطار الجرائم الواقعة على أمن الدولة والمجتمع.
وقال فواز صوفي مدير أوقاف اللاذقية: إن مرتكبي هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية هم إرهابيون تم تدمير قيم الخير فيهم الأمر الذي جعل منهم فرائس سهلة المنال لأصحاب الرؤى الإرهابية ما يتطلب اتخاذ إجراءات فورية رادعة تجاه أفراد هذه المجموعات التي بثت الرعب والخوف في نفوس المواطنين الآمنين.