الخميس 9 حزيران 2011
كشف اتصال هاتفي بين عدد من أفراد التنظيمات المسلحة في جسر الشغور تخطيطها لاستغلال جثث شهداء قوى الشرطة والأمن للنيل من هيبة الجيش ومهامه الوطنية بعد أن ارتكبت هذه التنظيمات مجزرة وحشية بحق هذه القوى ومثلت بالجثث ورمت بعضها في نهر العاصي وعلى ضفافه وسرقت لباسهم العسكري. ونقلت «سانا» عن التلفزيون السوري مساء أمس مجريات مكالمة بين أفراد من هذه التنظيمات تبين ما يخططون له فقال حسين وهو من جسر الشغور خلال اتصاله هاتفيا بشخص يدعى جهاد يسأله عن موعد قدومه إليه فرد جهاد قائلاً: نريد أن نحفر لشباب الأمن العسكري الذين قتلناهم مقبرة جماعية ندفنهم فيها جميعا مثل المقبرة التي كانت في درعا.
وأضاف جهاد: انتظر دقيقة سأتشاور مع بسام فهو بجانبي فرد حسين: تشاور: وأنا اتصل بأنس لكن عاود أنت الاتصال به وأكد عليه.
وخاطب جهاد بسام قائلاً: هل ندفن هؤلاء الأمن في مقبرة جماعية فيجيب بسام: لكن صوروهم ولا تدفنوهم كلهم مع بعضهم بعضاً لأنهم قد ينكشفون.. ادفنوا كل اثنين مع بعض.. وقال جهاد: ندفنهم خارج البلد وبسرعة.
بدوره قال حسين: ليست قصة إذا انكشفنا أو لم ننكشف سيتم تصويرهم على أنها مقبرة جماعية من أهل جسر الشغور، وسنقول إنها مقبرة جماعية وليس لنا علم بها، فيرد جهاد: توكل على الله، لكن ابعث لنا جميل أو أنس وأكد عليهم أن يصوروا هذه المقبرة.
فيجيب حسين: عليك بأنس قطرون .
جهاد: اتصل به أنت فهو يطيعك أكثر مني.
حسين: طيب ماشي ماشي.
ويكشف هذا الاتصال الهاتفي أن هذه التنظيمات المسلحة ليست مدربة على استعمال الأسلحة وارتكاب المجازر والتمثيل بجثث الشهداء وسرقة لباسهم العسكري وكل ما يحملونه فحسب بل مدربة أيضا على المشاركة في عمليات التضليل والتزييف الإعلامي ضد سورية بمشاركة الفضائيات التي أثبتت هذه الواقعة أنها شريكة في الجرائم والمجازر التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين وقوى الشرطة والأمن والجيش.
إلى ذلك أكد عدد من مواطني مدينة جسر الشغور أن التنظيمات المسلحة استباحت المدينة وارتكبت فيها مجازر فظيعة ورمت جثث ضحاياها في الطرقات بعد أن مثلت بها مشيرين إلى أن جسر الشغور تحولت إلى مدينة أشباح يجول فيها المسلحون المدججون بالأسلحة ذهاباً وإياباً ويهددون من تبقى من سكانها.
وناشد المواطنون الجيش بالتدخل السريع وإنقاذهم من هذه التنظيمات المجرمة وطلبوا منه الحذر من الكمائن والألغام التي أعدها المسلحون استباقاً لدخوله.
وقال أبو محمد من أهالي جسر الشغور في حديث للتلفزيون السوري: في يوم الجمعة الماضي خرجت تظاهرات عنيفة في ادلب كان معداً لها مسبقاً من جسر الشغور وريفها وبقوا بعد صلاة الجمعة حتى وقت المغرب يروعون الناس ورفضوا مناداة بعض خطباء المساجد ورجال الدين لإيقاف ما يقومون به لكون لدى طلاب المدارس امتحانات.
وتابع أبو محمد: إن بعض مهربي الأسلحة والمخدرات هاجموا مخافر الشرطة في قرى الزعينية والداما والنازي وخربة الجوز وسلبوا أسلحة عناصر الشرطة الذين لم يقاوموهم ثم قتل شاب من آل المصري على مفرق قرية الشغور في الساعة الثالثة صباحاً بسبب خلاف على قسمة الغنائم. وأضاف: إن مدير المنطقة جرح وأخرجه الشيخ الطعان من هناك ثم بدؤوا بحصار مفرزة الأمن العسكري مستخدمين كل أنواع الأسلحة المتطورة بما فيها القنابل وقذائف (ار بي جي) وأسلحة لم أشاهد مثلها خلال خدمتي بالجيش وكلها جاءت من تركيا.
وأضاف أبو محمد أنه صدم بهؤلاء الرعاع وبتلك الهمجية التي ينتهجونها والتي لا تمت لأي دين أو أخلاق بصلة فبعد أن قتلوا وروعوا ومثلوا بالجثث أحضروا بعض الناس الذين يضربون المدفع في شهر رمضان وأخرجوا الناس بتظاهرة ينادون فيها سلمية سلمية بينما أخذوا أولئك يضربون مدفع رمضان وأخذ المتظاهرون يصرخون ويقولون إن الطيران يقصفهم بالقنابل على حين كان البعض يصور ما يحدث لإرسالها فيما بعد إلى القنوات المأجورة.
بدوره قال المواطن أبو خالد من سكان حي المعلمين في جسر الشغور انه ترك منزله مساء الإثنين وأخذ أولاده لإنقاذهم من الجرائم التي شهدها في الجسر. وأكد أن ما شاهده في المدينة كان مناظر تقشعر لها الأبدان حيث رميت الجثث في الأرض وبعضها قطعت رؤوسها وتركت من دون ثياب في جرائم لم يقم بها أفظع مجرمي التاريخ.
وأشار أبو خالد إلى أن المسلحين كانوا يهددون كل من يخرج من بيته وكانوا يطلقون الرصاص الكثيف على من يظهر، مشبهاً وضع من تبقى من السكان بالأسرى في منازلهم إذ لم يكن بإمكانهم الخروج.
وأشار أبو خالد إلى أنه هرب بأولاده من المدينة بعد أن أصبحت مدينة أشباح وبعد أن رأى مجازر لم يرها بحياته ومنها تعليق رأس أحد المواطنين أمام باب شعبة الحزب التي أحرقت.
من جهته قال المواطن أبو أحمد أحد أهالي جسر الشغور: إن ما حصل في المدينة مجزرة يندى لها الجبين ولا يقبل بذلك أي دين أو طائفة أو مذهب أو قانون أو أي تشريع سماوي. وأكد أن ما حدث يومي السبت والأحد لا يوصف إذ تم ترويع أهالي المدينة بمن فيهم الأطفال.
وقال أبو أحمد: إن المسلحين قاموا بالتمثيل بالجثث ودفنوا قسماً منها بجانب المفرزة ليقولوا لاحقاً للإعلام إنها مقابر جماعية كما قالوا عبر مكبرات المساجد إن الجيش سمم الماء ليبثوا الرعب والفتنة في المدينة.
وأشار أبو أحمد إلى أن المدينة حالياً مدججة بالسلاح ومحاصرة من جميع الجهات والأهالي يستنجدون بالجيش لينقذهم ويطلبون منه الحذر أثناء الدخول لأن المنطقة محاصرة ومدججة بالسلاح والألغام من كل الجهات وخاصة الجسور والطرق وخاصة منطقة الداما وأن كل السلاح أتى عن طريق تركيا من قرية تدعى خربة الجوز.
وقد شيّعت من المشفى العسكري باللاذقية ومشفى تشرين العسكري بدمشق والمشفى العسكري بحمص أمس إلى مدنهم وقراهم جثامين ثمانية شهداء من عناصر الجيش والقوى الأمنية اغتالتهم التنظيمات الإجرامية المسلحة في منطقة جسر الشغور بإدلب وحمص أثناء تأديتهم لواجبهم في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة من أيدي الإجرام والتخريب.
والشهداء هم: المساعد أول وضاح محمد علي * اللاذقية، المساعد أول نظير حيدر حسين * اللاذقية، المساعد أول رفعت لطفي الحكيم * السويداء، المساعد أول خلدون شرف * السويداء، المساعد أول محمد نديم ديب * طرطوس، المساعد أول حسن عبد الكريم علي * طرطوس، المساعد أول سامي أحمد سليم * حمص، والمساعد أول عمار ناجح معروف * حمص.
وجرت للشهداء مراسم تشييع رسمية، حيث حملت جثامينهم الطاهرة على الأكتاف ملفوفة بعلم الوطن وعزفت موسيقا الجيش لحني الشهيد والوداع.
وقال محمد علي علي والد الشهيد وضاح إن استشهاد ولدي دفاعاً عن كرامة وعزة الوطن زادنا عزة وكرامة وفخراً وتصميماً على متابعة الذود عن الوطن، بينما أشار سليمان علي عم الشهيد إلى أن العيون تدمع فخراً واعتزازاً وكرامة ولا تدمع قهراً أبدا وسنمضي على طريق الشهادة لصون عزة الوطن وكرامته.
وعبر المهندس محمد حيدر حسين شقيق الشهيد نظير عن فخره باستشهاد أخيه الذي كان يحلم بأن يستشهد على ارض الجولان السوري المحتل. بينما قال سمير الحكيم شقيق الشهيد رفعت الحكيم: إن الشهيد البطل قدم روحه في سبيل عزة الوطن وكرامته ووحدته الوطنية فكان مثالاً للتضحية والعطاء.
بدوره، عبّر الصحفي وائل الحكيم شقيق الشهيد رفعت عن فخره واعتزازه بشهادة أخيه فداء للوطن، داعياً إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة التي طالت حماة الديار والأمن والاستقرار.
من جهته رأى عبد سليم شرف شقيق الشهيد خلدون شرف أن شقيقه قدم روحه فداء للوطن وأبنائه وحفاظاً على روح التعايش والإخاء التي تشهدها سورية. بينما أكد ناجح معروف والد الشهيد عمار معروف اعتزازه وفخره بولده الذي روّى بدمه الطاهر مع رفاقه الشهداء تراب الوطن الغالي وبذل روحه فداء لعزة وكرامة سورية.
وقال نديم ديب والد الشهيد ديب: إنه يعتز ويفتخر بولده الذي قدم روحه دفاعاً عن أرض الوطن مؤكداً أن الأيادي المجرمة التي غدرت به وبرفاقه لن تستطيع الاستمرار في التخريب وستنال عقابها الذي تستحقه قريباً، لافتاً إلى أنه رزق مولودة في نفس اليوم الذي استشهد فيه ابنه وسماها سورية. كما قال إخوة الشهيد ديب: إن دم الشهداء يشكل الضمان لأمن الأوطان، داعين إلى محاسبة المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تعبث بأمن الوطن والمواطن. بينما عبّرت ليلى حسن والدة الشهيد عن فخرها واعتزازها بشهادة ابنها، مؤكدة أن الوطن يستحق تقديم المزيد من التضحيات في سبيل أمن وأمان سورية وكرامتها.
من جهته، أكد عبد الكريم علي والد الشهيد حسن أن الوطن أغلى ما نملك لذلك تتحول مواكب التشييع لأعراس وطنية نؤكد من خلالها على التلاحم الوطني الذي تنعم به سورية.