اقتباس:
كانت المرأة تستشار ويرجع إلى رأيها في أكرم العصور وأفضلها وخيرها وأجلها، وهو عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستشير حتى المرأة فتشير عليه بالشيء؛ فيأخذ به.
وقد ثبت من هديه - صلى الله عليه وسلم - أنه استشار أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - وقد كانت راجحة العقل نافذة البصر ففي الجامع الصحيح للإمام البخاري من حديث المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - في قصة الحديبية وفيها: قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ) قوموا فانحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة - رضي الله عنها - فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج لا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا (.
قال د. البوطي: "وقد كان الخلفاء الراشدون يستشيرون النساء، وكان في مقدمتهم عمر - رضي الله عنه - وكان أبو بكر وعثمان وعلي يستشيرون النساء، ولم نجد في شيء من بطون السيرة والتاريخ أن أحدًا من الخلفاء الراشدين حجب عن المرأة حق استشارتها والنظر في رأيها".
فإن عمر - رضي الله عنه - استشار حفصة في المدة التي تحدد لابتعاد الزوج عن زوجته وأمضى كلامها وأصدر مرسومًا بذلك.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
|
أردت فقط أن أدرج هذا الاقتباس وجزاك الله خيرا اختي وئام