2008-12-13, 18:19
|
رقم المشاركة : 3
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الأسرة
4 – الأسرة ودورها في التنشئة الاجتماعية.
4 – 1 – التكامل الأسري ومقوماته.
إن الحياة الأسرية مجموعة من الوظائف والأدوار والاشباعات والتفاعلات، ولكي تنجح الأسرة في أداء وظائفها لابد من أن يقوم التكامل الأسري في كل جانب من جوانب الحياة التي تربط بها.
فالحياة الأسرية التي تقوم على التعاون والمشاركة والتفاعل الإيجابي بين أفرادها، لا تتوقع منها القيام بوظائفها تلقائيا، أو من طرف واحد دون أن يقوم التكامل بين وظائفها ودور كل فرد من أفرادها في كل ناحية من نواحي النشاط المرتبط بالحياة الأسرية و الزوجية.
فإذا كان للزوجين هدف في إشباعات غريزية أو عاطفية متبادلة فإن هذا الهدف لا يتحقق بمجرد أن تقوم الرغبة أو الاتجاه نحو تحقيق هذا الإشباع، ما دامت لا تتوفر بينهما فرصة اللقاء والتفاعل والانسجام وتوافر الإدراك لدور كل طرف في هذه العلاقات بين الزوجين وما توقعه من طرف الآخر لتحقيق هذا الإشباع.(2)
ولا يمكن أن تتحمل الأسرة لتحقيق مسؤولية قيامها قياما ماديا إذا لم تتوفر المقومات الاقتصادية التي تستطيع أن توفر لكل فرد حاجاته المادية.
يجد كل طرف في هذه الحياة ما يمكنه من الوصول لمتطلبات المادية، أو على الأقل على الحد الأدنى من هذه المتطلبات، بحيث لا يشعر بالحرمان مما يسعى إليه لإرضاء الحاجات المادية الفردية.
ولذلك كان من الواجب البحث والتفكير في تحديد جوانب التكامل الأسري، الذي تعتمد عليه الحياة الأسرية لاستقرارها وتحقيق ترابطها وتماسكها مما جعلها قادرة على إثبات وجودها كوحدة اجتماعية سليمة وخلية مجتمعية قوية تؤدي وظائفها وتلعب أدوارها بالنسبة لأفرادها وتربية نشأتها، ثم تكملة رسالتها بالنسبة لأعضائها في شيخوختهم إلى نهاية المرحلة العمرية.
وقد أمكن تحديد جوانب التكامل الأسري بمقوماته على الوجه التالي:
4 – 1 – 1 - المقوم البنائي للتكامل الأسري:
ويقصد بهذا التكامل وحدة الأسرة في كيانها وفي بنائها من حيث وجود كل فرد من أطرافها، الزوج، الزوجة والأولاد في صورة مترابطة، متماسكة كل يقوم بدوره ويؤدي رسالته المنشودة ويحقق الآمال التي تضعها الأسرة.
حيث أن روابط الأسرة تقوم على الزواج والتكامل يقوم فيها على أساس وجود كل من الزوجين والأبناء في إطار مثلث يجمع أفرادها بين أضلاعه، فلا يمكن أن نتصور عقلا ولا منطقا أن يقوم تفاعل أسري، وأداء الأسري على الوجه السليم و الطريق الموصل للنجاح في الحياة الأسرية دون الوجود المادي والكياني والبنائي لأطراف الحياة الأسرية، وإذا ما سارت الحياة الأسرية مع قصور، ونقص في كيانها البنائي من أي طرف من أطرافها في المثلث البنائي المعروف فإن السير يمكن أن يحقق النجاح الجزئي.
(2) مصطفى المسلماني، الزواج والأسرة، (القاهرة: المطبعة الفجرية، 1977م)، ص73-75.
|
|
|