جلس سمير على ركبة أمة وحلّق بساعديه الصغيرين حول رقبتها ونظر إلى وجهها قائلاً ألن نكمل يا أمي ما بدأناه البارحة ؟!
قالت( وهي ترسم ابتسامة رضى عن رغبة التعلم الذي سيطر على طفلها الصغير): وماذا تريد أن تعرف يا سمير؟
قال سمير (وهو ينزل من على ركبتها ليأخذ وضع التلميذ بين يدي معلمه )( نكمل معنى لا إله إلا الله ). مامعنى الإله يا أماه ؟!.
قالت الأم : الإله يا سمير هو المعبود أي الذي يتوجه له الخلق بالعبادة منصلاة وصيام وغيرها . قال سمير : ولماذا نعبد الله يا أماه : قالت الأمنعبد الله يا بني طمعاً في رضاه ورغبة في جنته فمن يعبد الله ويطيع أوامرهوينتهي عما نهاه عنه يدخله جنته ومن يعصيه ويخالف أمره ويستكبر عن عبادتهيغضب عليه ويدخله النار يوم القيامة .
قال سمير( وقد بدا على وجهه علامات التشغف للمزيد) : لم أفهم يا أماه ما معنى يوم القيامة وما هي الجنة وما هي النار ؟
نظرتالأم إلى صغيرها بابتسامة حانية واقتربت منه وقالت وهي تنظر إلى قسماتوجهه البريء يوم القيامة يا بني هو اليوم الذي يحي الله سبحانه وتعالى فيهالأموات جميعاً فأنت تعلم يا سمير أن كل ما على الأرض سيموت ولكن هناك يوميبعث فيه الله سبحانه وتعالى العباد ويحاسبهم فمن عمل صالحاً في حياته نالالثواب العظيم والنعيم المقيم في الجنة وهي يا بني مكان أعده الله تعالىللمؤمنين الموحدين فيه ما تشتهيه أنفسهم يسعدون فلا يشقون أبداً ولايمرضون ولا يموتون والنار يا بني هي عذاب الله تعالى لمن عصاه و أعرض عنعبادته وخالف أمره والعياذ بالله . وهنا وقف سمير وراح يستعد للذهاب لصلاةالعصر مع والده ثم نظر إلى أمه وقال : أريد أن أعبد الله لأدخل الجنةوعنما أعود من المسجد كلميني عن البيت الذي كلمتيني عنه المرة الماضية .
دخل سمير البيت مع والده عائداً من المسجد وقد بدا على وجهه البريء نور الوضوء وروعة المصلين وجلس ينتظر أمه لتكمل صلاتها بشغف وما أن انتهت من الصلاة والذكر بعدها حتى جلس بجوارها ينتظر الحديث عن البيت الذي بنته له من المكعبات . ابتسمت الأم في حنان وقالت . يا سمير شبه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الإسلام بالبيت الذي يبنى على خمس دعائم _ ثم أردفت وهي تمسك بكفه الصغير و تشير إلى أصابعه _وقلنا أن أنها 1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله2-وإقام الصلاة 3- إيتاء الزكاة 4- صوم رمضان 5- حج بيت الله الحرام لمناستطاع إليه سبيلاً .
نظر سمير إلى أصابعه وقال وهو يشير إلى أصبع واحد من بين الأصابع : مازلنا يا أماه في أولدعامة فقد عرفت أن الله هو الإله المستحق للعبادة وحده لأنه خالقنا . صمت سمير فأكملت الأم نعم خالقنا ومدبر أمورنا يا سمير فهو سبحانه الرزاق الذي يرزقنا والشافي الذي يشفينا وهو سبحانه من ينزل المطر وينبت الزرع وهوالذي يدبر شئون هذا الكون ليس معه شريك ولكننا لم ننته من الدعامة الأولى يا سمير بقى الجزء الثاني من الشهادة ( محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ) قال سمير : وما معنى رسول الله يا أمي وكلميني عن محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . سأفعل يا سمير ولكن بعد قليل ستقوم الآن للقيام بفروضك المدرسية ريثما أنتهي من بعض الأعمال .
يتبع