منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الهجرة الجزائرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-11, 23:02   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع

5 - مميزات الهجرة الجزائرية.
إن من أهم ما يميز الهجرة الجزائرية إلى فرنسا أنها:
5 – 1 - هجرة مؤقت: ذلك أن مدة الإقامة بالنسبة للمهاجرين كانت تتراوح ما بين ثمانية أشهر وكانت نسبة 50% منهم لا تتعدى ثمانية أشهر ثم يعودون بعدها إلى الجزائر لحصد المحاصيل الزراعية وحرث الأرض قبل العودة من جديد إلى فرنسا.
5- 2 - تخص فئة الشباب:إن أغلب المهاجرين كانوا شباب ففي سنة 1938م سجلت مصلحة الحجر الصحي البحري أن 30% من المهاجرين كانت أعمارهم تتراوح بين 20 و40 سنة وأن 20% أعمارهم فوق 40سنة أو دون 20سنة.
5 – 3 – اقتصار الهجرة على الرجال دون النساء:إذ يقدر عدد المهاجرات الجزائريات إلى فرنسا سنة 1930م بنحو 20 امرأة فقط، ولم تكن هجرتهن بقصد العمل، بل لمرافقة أزواجهن مساعدة لهم على الاستقرار.
5 – 4 – الهجرة تمت بغير تنظيم من السلطة الفرنسية: إذ لم تشرف على تنظيمها سوى في سنوات الحرب الأولى، وما عداها فالهجرة كانت تلقائية، يسافر الجزائريون إلى فرنسا على نفقتهم. ويبحثون هناك عن عملهم بوسائلهم الخاصة، وكانت من نتيجة انعدام الإشراف أن عانى كثير من المهاجرين من محن التعطيل الذي أدى إلى الانحراف.

6 – أسباب هجرة الجزائريون إلى فرنسا.
6 – 1 – الدوافع الاقتصادية: إن ارتفاع الأجور في فرنسا جعل منها سببا اقتصاديا هاما، يفسر على ضوءه تفاقم الهجرة إلى فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى، ولا اعتراض من جهتنا على كون ارتفاع الأجور يمثل عامل جذب، هام لأن ما يجذب المهاجر، إلى فرنسا هو الأمل في إيجاد عمل دائم وأجر مرتفع.
وإذا أجرينا مقارنة بين المدخول السنوي للعامل في الجزائر وبين مدخوله في فرنسا بحساب 40 فرنك يوميا وبحساب 313 يوم في السنة هو 1250 فرنك، بينما يكون مدخوله في الجزائر السنوي بحساب 20فرنك يوميا و 104 يوم في السنة هو 2080 فرنك.
6 – 2 – الأسباب السياسية والعسكرية:لقد كانت الهجرة خلال الحرب العالمية الأولى اضطرارية ذلك أن الدولة الفرنسية قد نقلت تحت ضغط الظروف الحربية عددا كبيرا من الجزائريين يقدر بنحو 270000 بين جنود في الجيش وعمال في المصانع أو الفلاحة(1) لكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها كان طريق الهجرة مفتوحة وغدت الهجرة ظاهرة قائمة، ذلك أن كثير من الجزائريين بعد تسريحهم من الخدمة بقوا هناك بفرنسا. ومن عاد منهم إلى الجزائر ما لبث أن رجع ثانية إليها.



(1) مرجع سبق ذكره ص 75.