[فارس الجزائري]

3 - الهجرة خلال الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).
كان للحرب العالمية الأولى الفصل الأول في فتح باب الهجرة أمام الجزائريين إلى فرنسا، فخلال الحرب تزايد حجم الهجرة الجزائرية لأسباب منها:
ü ارتفاع القيد عن الهجرة، مما شجع الهجرة الجزائرية إلى فرنسا.
ü الإشراف على تنظيم الهجرة سنة 1916م من قبل السلطة حيث أسست مصلحة (عمال المستعمرات) التي كانت تشرف عليها وزارة الحربية الفرنسية، وكانت هذه المصلحة تتولى مهمة تسجيل العمال في الجزائر ونقلهم إلى فرنسا ثم توزيعهم هناك.
ü إلحاق الشباب بوحدات الجيش الفرنسي قبل مرحلة الخدمة، بحيث أن دفعة سنة 1917م قد أجبرت على الالتحاق بالعمال العسكري قبل الأوان بسنة، وفي نفس الوقت كانت السلطة قد جندت 17000 عامل في الدفاع الوطني.
وهذا ما جعل الهجرة إلى فرنسا تزداد بأعداد ضخمة، وهذا ما توضحه البيانات التالية(1):
1914م: الذاهبون إلى فرنسا: 7444 العائدون إلى الجزائر: 6000 الباقي: 1444
1915م: الذاهبون إلى فرنسا: 20092 العائدون إلى الجزائر: 4970 الباقي: 15122.
1916م: الذاهبون إلى فرسنا: 30755 العائدون إلى الجزائر 9044 الباقي: 21711
1917م: الذاهبون إلى فرنسا: 34985 العائدون إلى الجزائر: 18849 الباقي: 1636
1918م: الذاهبون إلى فرنسا: 23340 العائدون إلى الجزائر: 20489 الباقي: 2851.

ويتبين من خلال البيانات السالفة الذكر أنه منذ 1916م وهي السنة التي صدر فيها مرسوم الإشراف الرسمي، كان عدد المهاجرين في ارتفاع وبقي كذلك طيلة الحرب و تبين في نهايتها أن التجميع الكلي للمهاجرين قدر بحوالي 270000 مهاجر.
عمل فيهم 120000 في التجهيزات العسكرية ومعامل الذخيرة، وفي المواصلات والمناجم وفي حفر الخنادق بجبهات القتال.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجرة الجزائرية إلى فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى لم تحدث طواعية، إنما كانت إجبارية، اقتضت ظروف الحرب أن تجند السلطة الفرنسية هذه الإعداد للدفاع عن فرنسا، ولتعويض العمال الفرنسيين أيضا.
وكان هذا التصرف من طرف السلطة الفرنسية بداية لظهور مشكلة الهجرة الجزائرية إلى فرنسا، التي أثارت جدلا بين المعمرين والنواب الجزائريين من جهة ومن جهة أخرى سببا في كثير من الخلافات بين الدولتين الجزائرية والفرنسية.

(1) مرجع سبق ذكره ص 116.