منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نزار الذي شغل الناس حياً وميتاً-أضواء على حياته وأقواله وأشعاره
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-08-07, 08:39   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد أبو عثمان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمد أبو عثمان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي كشف بعض الشبهات

كشف بعض الشبهات


وهنا أذكر بعض الشبهات التي قذفت في قلوب كثير من المسلمين حتى بعض الصالحين الأخيار الذين جازت عليهم هذه الشبهات، وهي في الحقيقة هدمٌ لأصول الدين وقواعد الملة وركائز الشريعة ونسفٌ لأصل الأصول : كعقيدة التوحيد وعقيدة الولاء والبراء


فإلى ذكر الشُبه والرد عليها بما يفتح به الفتاح العليم




الشبهة الأولى



قولهم : إن الشعراء والروائيين إذا تكلموا في أشعارهم ورواياتهم عن بعض الأسماء والذوات إنما هم يتكلمون عن قوالب شعرية ورموز خيالية في غير مرادها الحقيقي المعروف لدى العامة، وإنما المعنى يكون كما يقولون في بطن الشاعر وجوفه، فإذا تكلم شاعرٌ مثلاً عن الله تعالى أو عن أي ذاتٍ من الذوات كالرسل والأنبياء ويوم القيامة وغيرها من الأشياء فهناك تصور آخر عند الشاعر هو غير المراد الحقيقي لهذه الذات ولهذه الحقيقة، وعلى هذا فلا يَكْفُرُ من قال في شعره إن الله مثلاً يجوع أو يعرى أو يمرض أو إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تهرب وتخاف وتجبن وغير ذلك !!!




الرد على هذه الشبهة


إن هذه الشبهة ما أظن أن إبليس قد ألقاها على هؤلاء، وما أظنه كان يعلمها حتى سمعها منهم، وإنا نسأل أولئك المخدوعين : لو أن شاعراً قام وصرح باسم رئيس دولة من الدول ووصفه مثلاً بأنه قد رآه مشنوقاً على باب المدينة أو أن ذلك الشاعر قد رأى ذلك الملك أو ذلك الحاكم مذبوحاً في عَمَّان : أتكون أقوال ذلك الشاعر في حق ذلك الملك أو الرئيس أو الحاكم من القوالب الشعرية التي يراد منها غير حقيقتها ؟!! وهل تلتمسون لهذا الشاعر العذر كما التمستموه لـه عندما رمى الله عز وجل بهذه النقائص ؟!!!


الجواب طبعاً : لا وألف لا؛ والسبب في ذلك أن هذا الرئيس أو الملك أو الحاكم عذابه معجل دنيوي ملموس عند أهل الدنيا، أما عذاب الله تعالى فمؤخر مؤجل إلى ذلك اليوم الذي تشيب فيه مفارق الولدان، قال تعالى : (((فَلا تَعجَلْ عَلَيِهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً))) [مريم: 84]، وقال تعالى : (((كَلا سَنَكتُبُ مَايَقُولُ ونَمُدُّ لَه مِن العَذابِ مَداً * وَنَرِثُهُ مَايَقُولُ وَيأتِيِنا فَرداً))) [مريم: 79 - 80]


كما أن هذه الشبهة الخطيرة تجعل كثيراً من الزنادقة والملحدين الذين حكم عليهم علماء الإسلام على مر العصور بالردة والمروق من الدين بأنهم من المؤمنين الذين قد يحصل من الواحد منهم قول أو فعل ظاهره الكفر الصريح ولكنه لا يكفر بهذا القول أو الفعل؛ لأن له مراداً وتصوراً آخر في قلب ذلك الزنديق والملحد، وعلى هذا فلا يحكم بالكفر على أصحاب وحدة الوجود من الحلولية والاتحادية الذين يزعمون أن الله عز وجل قد حلَّ أو اتحد مع خلقه أو أن الله تعالى قد حلَّ في صورة عيسى عليه السلام، وغير ذلك من الأمور الباطنية التي تهدم الدين والملة والتي لا يختلف في إبطالها وتهافت أصولها من له أدنى عقل وأقل بصيرة




الشبهة الثانية


قولهم : إنك بنشر هذا الكلام رداً على نزار قباني وذكر كفرياته وطوامه بالتفصيل قد أعنت على نشر هذا الكفر وهذه الزندقة وأشهرتها بين عوام المسلمين، وهذا يجعل كثيراً من القراء يعودون إلى شعره وإلى دواوينه !!!




الرد على هذه الشبهة



أولاً : إن نزار قباني لا يحتاج إلى هذا ليُشهر بين المسلمين وهو الذي قد وزع وطبع من دواوينه السوداء ما يقارب ثلاث ملايين نسخة هي موجودة بين يدي محبيه وعاشقيه من أبناء المسلمين، وإن من المؤسف المحزن والذي تدمع له العين أن جُلَّ المراجع التي اعتمدتها في هذا الرد هي من دواوينه التي استعرتها من عشاقه ومحبيه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم من ديوان وكم من مجموعات شعرية له هي في قلوب عشاقه ومريديه في هذه المدينة الطاهرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((المدينة حَرَمٌ ما بين عائرٍ إلى كذا، من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لايُقبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ)) [رواه البخاري – أبواب فضائل المدينة – حديث رقم 1771]


ثانياً : إن الذين يستدركون عليَّ بهذه الشبهة هم في الحقيقة يستدركون على الله تعالى وعلى كتابه الكريم؛ حيث إن الله تعالى قد بين وفصَّل كُفر الأمم السابقة في كتابه الكريم تفصيلاً دقيقاً في آياتٍ تُتلى منذ مئات السنين وإلى أن يرفع الله القرآن من المصاحف ومن صدور الرجال، ولم يقل قائل بل لم يجرؤ أحدٌ من المسلمين ولا من غيرهم من أهل الملل الأخرى على القول بأن هذا التفصيل المذكور في كتاب الله تعالى مدعاة إلى نشر الكفر في الأرض، وإنما هو التحذير من الله تعالى لخلقه لكي لا يقعوا في شيء من ذلك


بل إن القارئ لكتاب الله يجد أن الله تعالى قد ذكر كفريات لبعض الأمم السابقة تتعلق بذاته العلية، فقد أخبر سبحانه عن جرأة اليهود أحفاد القردة والخنازير على الله ووصفهم إياه بصفات النقص، قال الله تعالى : (((وقالت اليهودُ يدُ الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفقُ كيف يشاء)))، وكذلك ذكر تعالى كفر النصارى في قوله تعالى : (((لقد كَفَر الذين قالوا إِنَّ الله هو المسيحُ ابنُ مَرْيم)))، وقال تعالى : (((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثُ ثلاثةٍ وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحد)))، وغير ذلك من الآيات التي توضح عقائد الكفار وما يصرحون به من إلحاد وزندقة

يتبع...........










رد مع اقتباس