[لبنى ضاوية جبار]

am

إن تاريخ دوي منيع
لم ينل تلك الأهمية التي يستحقها
ولم يمكنهم الزمن من الحصول على باحث أكاديمي من أبنائهم أو من غيرهم يسلط الضوء على تاريخهم
عن طريق دراسة علمية موضوعية أكاديمية معمقة
وكل ما وصلنا عن هذا التاريخ
هو عبارة عن أقوال متداولة بين أفراد هذه القبائل ويروج لها بعض شيوخهم
لا نعرف حقيقتها من زيفها أو من تحريفها
والسبب في ذلك يعود إلى عدم اهتمام الباحثين بالموضوع
لما يرون فيه من خطورة عليهم لحساسية الموقف من الناحية السياسية
نظرا للصراع الدائر بين المغرب والجزائر
وهما الدولتان المتجاورتان العدوتان اللتان تنتشر فيهما قبائل دوي منيع
وحتى الدراسات المتواضعة التي تناولت تاريخ دوي منيع
لم تكن فيها موضوعية ولم ترقى لمستوى ما يتطلع إليه أبناء هذه القبائل
فالدراسات
التي تناولها المغاربة لقبائل دوي منيع
تشير إلى أن ولاءهم كان لملوك
المغرب
بينما تلك التي تناولها الجزائريون تنكر هذا التوجه وترفضه
بحجة أنه
لم تكن في عنق دوي منيع بيعة لملك ولا لسلطان
وأن انقسامهم بين المغرب والجزائر كان بسبب الإستعمار الفرنسي
وسيبقى هذا الجدل قائما حول تاريخ دوي منيع
إلى حين يسخر الله له رجلا مثقفا مؤرخا حرا موضوعيا
لايخاف في الله لومة لائم
ليظهر حقيقة هذا التاريخ كما كان واقعا وكما عرفه التاريخ
أما بخصوص مستقبل أبناء دوي منيع فهذا أمر مفروغ منه
لآن
ولاء أبناء دوي منيع فهو لأوطانهم التي يعيشون فيها حاليا
فأبناء العبادلة
هم جزائريون ولاؤهم للجزائر
وقد دافعوا عنها بدمائهم وأموالهم ودفعوا من أجل دفع الإستعمار عنها النفس والنفيس
وسقط منهم الشهداء
ولهم في تاريخ حرب تحرير الجزائر الذي أبلوا فيه بلاء حسنا وتاريخا مشرفا
لا يمكن تجاهله في تاريخ الجزائر المعاصرة
أما من فضلوا البقاء في المغرب
وحملوا جنسية المملكة المغربية فلن ننكر عليهم ولاؤهم لوطنهم المغرب الذي فضلوا العيش فيه
ولايمكن لعاقل أن ينكر أن بين دوي منيع الجزائرين ودوي منيع المغاربة صلة قرابة ودم
لا يمكن للحدود أن تمحيها أو تتجاهلها
كما هو الحال بالنسبة للقبائل التي تتواجد في حدودنا الشرقية مع تونس أو مع ليبيا
و الحقيقة المعاصرة هي أنه لم يعد للأصل دور في تحديد المواطنة
وفي العصر الحديث
أصبحت المواطنة تكتسب بالولادة وبغيرها حسب ما حددته الدساتير المعاصرة
المتجهة على العموم نحو العولمة والتساوي في حقوق الإنسان على اختلاف الأعراق والأجناس التي نزل منها أصول المواطن
ولم تعد للجنسيات الأصلية تلك القداسة التي كان يعرفها الأجداد
ولا أنكر أن هناك عنصرية في بعض الأوطان إلا أن المستقبل كفيل بمحو تلك الفوارق
فأصول الأمركيين مثلا إما غربية أو إفريقية بالنسبة للسود الأمريكيين
وقد أصبحت أيضا بعد الهجرة أصول بعضهم عربية أو صينية أو هندية
وفرنسا
الحديثة
تضم عدة قوميات من أصول مغاربية أو إفرقية ومن تركيا وأوربا الشرقية
ولكن لا ينكر عليهم
أحدا جنسيتهم
خاصة الشباب منهم الذين ولدوا في فرنسا ونشؤوا فيها وتشبعوا
بثقافتها وكل ولاؤهم لها
رغم أنهم لاينكرون أصولهم ولا دياناتهم ولا أعراقهم
وخلاصة القول
أن قبائل دوي منيع التاريخية تبقى للمؤرخين
وقبائل دوي منيع الحاضر والمستقبل فمنهم الجزائريين والمغاربة والفرنسيين والأمركيين
إن لم أقل أنهم يحملون جنسيات مختلف دول العالم
ومن يحاول أن ينكر عليهم حقهم في الإنسانية
وتمتعهم بتاريخهم في أوطانهم التي اختارونها أو يلمزهم بصفات خدمة لأغراض دنيئة
فإن سياسته ستبوء بالفشل
يعتبر جانيا على حقوقهم التي هي حقوق الإنسان
وصفات دوي منيع في حلهم وترحالهم وفي أوطانهم أو اغترابهم
تبقى هي هي منذ الأصول وستمتد حتى الفروع
شجاعة وكرم ووحدة عند المحن
وتكافل في الأفراح والأتراح
وهي شيم لا تخلوا من عربي
كتبها
محمد شعوفي
المصدر:
https://bassidi.ahlamontada.com/t1106-topic