أُناجي بحالي فيكَ هذياً كأنما
مضى الفكرُ مني واصطفاني لوَسوَاسِ
فيا ويحَ نفسي من زماني وغدرِهِ
تصولُ العدا تبّاً تنادوا لأفراسي
وما عُدتُ ألقى النورَ في مُقلتي ضحًى
ضياءُ الصباحِ في ظلامٍ وإغلاسِ
ويا ويلتا مما أُعاني بوَحدتي
عَذاباتِ أعصَابي تعابيرَ إحسَاسِي
غرامي وفاءٌ منكَ ما كنتَ غادراً
ولا كنتَ ذا طعنٍ كطعناتِ جسّاسِ
لقدْ عفتُ عِطري لمْ أعُدْ أستسيغُه
عليّ , ولا أرضى بزيناتِ ألماسِ
أقاسي وكم قاسيتُ في وَحدتي نوًى
أُنادي بأهل الحيّ هل فيكمُ الآسِي
تَسارعَ نبضُ القلبِ حتى حسبتُهُ
يدويّ برأسي مثلَ قرعٍ بِأجراس
وَجَفّتْ رحيقُ الريقِ من فرطِ لوعتي
ولمَّا يَعُدْ يروي الصبابةَ لي كأسي
وَضِقتُ بِكلّ الناسِ من وطءِ وَحدتي
كأنيَ بين الناسِ لستُ من الناسِ
فَعُدْ لي بأُنسٍ منكَ يا سِرَّ فرحتي
فأنتَ الذي أرجو بأُنسِكَ إيناسي
أرى الوردَ إنْ آنستَني صَار ناضراً
بخدّي وغَنَّتْ روضةُ الفلِّ والآسِ
وأَحسنَ لي دهري عشيَّةَ غُربتي
وبُعديَ عن رَبْعي وأهْلي وجُلاّسيِ
لكنْ حنيني للعراقِ وأهلِهِ
سيبقى مدى الأيامِ في الليلِ نبراسي
هو الدهرُ ما أقساهُ فرّقَ بينَنا
تراني متى اقتصُّ منْ دهريَ القاسِي
بكيتُ على بغدادَ عُمري وكمْ أنا
كتبتُ لها شِعراً شجيّاً بكُرّاسِي