منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخلاصة المفيدة في إثبات معاني صفات الله الحميدة وإبطال طريقة التفويض
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-07, 10:57   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

» فإنّ الجهمية والمعتزلة إلى اليوم يسمون من أثبت شيئاً من الصفات مشبهاً ، كذباً منهم وافتراء ، حتى إن منهم من غلا ورمى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم بذلك، حتى قال ثمامة بن الأشرس من رؤساء الجهمية : ثلاثة من الأنبياء مشبهة : موسى حيث قال ]إن هي إلا فتنتك [ [الأعراف:155 ]، وعيسى حيث قــال ]تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك [[المائدة:116]، ومحمد حيث قال [ ينزل ربّنا ] وحتى إن جلّ المعتزلة تُدخل عامة الأئمة – مثل مالك وأصحابه والثوري وأصحابه والأوزاعي وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد وأصحابه وإسحاق بن راهويه وأبي عبيد وغيرهم – في قسم المشبهة « .

معنى قول بعض السلف ومن اتبعهم من الأئمة أمرّوها كما جاءت بلا تفسير


يخطئ بعض الناس ، فيظن أنّ معنى هذا القول تفويض نصوص الصفات بالمعنى ، الذي يزعمه بعض الخلف – وهو القطع بأنّ ظاهرها غير مراد، وعدم الخوض في تفسيرها – وليس الأمر كذلك ؛ لما تواتر عنهم من إثبات معاني تلك النصوص .

والحق – أخي المسلم – أنهم أرادوا بقولهم :
أمرّوها كما جاءت ، أي: على ظاهرها من غير تحريف ؛ فإنها جاءت ألفاظاً دالة على معاني .
أمّا قولهم بلا تفسير ، فتارة يقصدون به بلا تفسير الكيف ، وتارة يقصدون به بلا تفسير الجهمية الذي هو التأويل .
ومن أطلق منهم لفظ التفويض أراد تفويض الكيف، وإليك ما يرشدك إلى ذلك ويكشف لك عن وجه الحقيقة :

% في كتاب » السنة« لعبد الله بن أحمد بن حنبل ـ رحمهما الله ـ (ص 70 رقم 349 ) :
» سألت أبي عن قوم يقولون : لما كلم الله موسى لـم يتكلم بصوت فقال أبي: بلى تكلم بصوت هذه الأحاديث نرويها كما جاءت » .
% وفي كتاب » التوحيد ومعرفة أسماء الله Uوصفاته« للإمام الحافظ أبي عبدالله محمد بن إسحاق بن منده رحمه الله (310-395 هـ) ([1]) » عن الوليد بن مسلم قال:
سألت سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي في الرؤية وأمثالها فقالوا:
نؤمن بها وتمضي على ما جاءت ولا نفسرها.اهـ

هكذا قالوا – رحمهم الله تعالى – مع كونهم يثبتون رؤية الله في الدار الآخرة كما هو معلوم .
% وقال إمام أهل السنة والجماعة في عصره أبو محمد الحسن بن علي البربهاري المتوفى سنة 329 هـ في كتابه » شرح السنة « الذي ذكر فيه عقيدة السلف ( ص 83 ) : » فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض . لا تفسر شيئاً من هذه بهواك فإن الإيمان بهذا واجب ، فمن فسّر شيئاً من هذا بهواه أو ردّه فهو جهمي «.
مع قوله هذا قال في الكتاب نفسه (ص92 ) :
» والإيمان بأن الله تبارك وتعالى هو الذي كلّم موسى بن عمران يوم الطور ، وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره ، فمن قال غير هذا ، فقد كفر بالله العظيم «.
فأين هذا الاعتقاد من عقيدة التفويض بالمعنى ، الذي ذكره بعض الخلف ، وزعم أنه مذهب السلف ، وما هو بمذهب السلف ، وما ينبغي أن يكون من مذهب السلف .

% وفي » سير أعلام النبلاء « للإمام الذهبي (10/505 )
عن العباس الّدوري : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام – وذكر الباب الذي يُروى فيه الرؤية ، والكرسي موضع القدمين ، وضحك ربّنا ، وأين كان ربّنا – فقال : هذه أحاديث صحاح ، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض وهي عندنا حقّ لا نشكُّ فيها ، ولكن إذا قيل : كيف يضحك ؟ وكيف وضع قدمه ؟ قلنا: لا نفسّر هذا، ولا سمعنا أحداً يفسِّره .

ثم قال الإمام الذهبي رحمه الله :
» قلت: قد فسّر علماء السلف المهمّ من الألفاظ وغير المهم، وما أبقوا ممكناً ، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرّضوا لتأويلها أصلاً ، وهي أهمّ الدينِ ، فلو كان تأويلها سائغاً أو حتماً ، لبادروا إليه ، فعُلمَ قطعاً أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحقُّ ، لا تفسير لها غير ذلك ، فنؤمن بذلك ، ونسكت اقتداءً بالسلف ، معتقدين أنها صفات لله تعالى ، استأثر الله بعلم حقائقها ، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أنّ ذاته المقدّسة لا تماثل ذوات المخلوقين ، فالكتاب والسنّة نطق بها ، والرسول rبلغ ، وما تعرّض لتأويل، مع كون الباري قال : ]لتبين للناس ما نُزّل إليهم[
[النحل :44 ] ، فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم « .
وقال الإمام الذهبي – أيضاً – في » السير« (19/449) :
» قلت:
قد صار الظاهر اليوم ظاهرين :
أحدهما حق ، والثاني باطل
فالحق أن يقول : إنه سميع بصير ، مريد متكلم، حيٌّ عليم ، كل شيء هالك إلاّ وجهه ، خلق آدم بيده ، وكلّم موسى تكليما ، واتخذ إبراهيم خليلا ، وأمثال ذلك ، فنمرّهُ على ما جاء ، ونفهم منه دلالة الخطاب كما يليق به تعالى ، ولا نقول : له تأويل يخالف ذلك .
والظاهر الآخر وهو الباطل ، والضلال :

( [1] ) (3 / 307)