منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخلاصة المفيدة في إثبات معاني صفات الله الحميدة وإبطال طريقة التفويض
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-07, 10:49   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

واعلم أنّ اللازم من قول الله تعالى وقول رسولهr
إذا صحّ أن يكون لازما فهو حقّ وذلك ؛ لأن كلام الله ورسوله حقّ ، ولازم الحقّ حقّ ؛ ولأن الله تعالى عالم بما يكون لازما من كلامه ، وكلام رسوله فيكون مراداً « ([1]) .

ويقول الإمام عبد الرحمن السعدي :
» الدلالة نوعان : لفظيّة ومعنوية عقلية ، فإن أعطيت اللفظ جميع ما دخل فيه من المعاني فهي دلالة مطابقة ؛ لأن اللفظ طابق المعنى من غير زيادة ولا نقص، وإن أعطيته بعض المعنى فتسمّى دلالة تضمن ؛ لأن المعنى المذكور بعض اللفظ وداخل في ضمنه .
وأمّا الدلالة المعنوية العقلية فهي خاصة العقل والفكر الصحيح ؛ لأن اللفظ بمجرده لا يدل عليها ، وإنّما ينظر العبد ويتأمّل في المعاني اللازمة لذلك اللفظ الذي لا يتم معناها بدونه وما يشترط له من الشروط ، وهذا يجري في جميع الأسماء الحسنى ، كلّ واحد منها يدل على الذات وتلك الصفة دلالة مطابقة ، ويدل على الذات وحدها أو على الصفة وحدها دلالة تضمن ، ويدل على الصفة الأخرى اللازمة لتلك المعاني دلالة التزام .
مثال ذلك ( الرحمن) يدل على الذات وحدها وعلى الرحمة وحدها دلالة تضمن ، وعلى الأمرين دلالة مطابقة، ويدل على الحياة الكاملة والعلم المحيط والقدرة التامة ونحوها دلالة التزام ؛ لأنه لا توجد الرحمة من دون حياة الراحم وقدرته الموصلة لرحمته للمرحوم وعلمه به وبحاجته « ([2]).

ومن خلال هذا الإيضاح ، يتضح لنا أنّ القول بأن الله سبحانه وتعالى فوق السماء بذاته بائن من خلقه ، وأنه يأتي ويجيء بذاته ، وأن

( [1] ) » القواعد المثلى« (11)

( [2] ) » الحق الواضح المبين « (278)
له يدين وعينين ذاتيتين حقيقيتين ، ونحو ذلك ، قد دلّ عليه القرآن والسنّة الصحيحة ، وما يدل عليه القرآن والسنّة فهو حقّ .

ومما يزيد الأمر وضوحاً ما قاله العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله رحمة واسعة – في مقدمته لمختصر العلو (17) :

» ومن هذا العرض يتبين أن هاتين اللفظتين : ( بذاته ) و( بائن ) لم تكونا معروفين في عهد الصحابة y ، ولكن لمّا ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان، اقتضى ضرورة البيان أن يتلفظ هؤلاء الأئمة الأعلام ، بلفظ ( بائن ) دون أن ينكره أحد منهم .
ومثل هذا تماما قولهم في القرآن الكريم إنه غير مخلوق، فإن هذه الكلمة لا تعرفها الصحابة أيضا ، وإنما كانوا يقولون فيه : كلام الله تبارك وتعالى ، لا يزيدون على ذلك ، وكان ينبغي الوقوف فيه عند هذا الحد ، لولا قول جهم وأشياعه من المعتزلة : إنه مخلوق ، ولكن إذا نطق هؤلاء بالباطل ، وجب على أهل الحق أن ينطقوا بالحق ولو بتعابير وألفاظ لم تكن معروفة من قبل ، وإلى هذه الحقيقة أشار الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سئل عن الواقفة الذين لا يقولون في القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق هل لهم رخصة أن يقول الرجل: ( كلام الله ) ثم يسكت؟ قال: ولم يسكت ؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ، لأي شيء لا يتكلمون ؟! سمعه أبو داود منه كما في (مسائله) ( ص 263-264 ) « .
وقال الشيخ عبدالله الغنيمان في » شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري « ( 1/245 ) :
» وبعض الناس يظن أن إطلاق الذات على الله تعالى كإطلاق الصفات ؛ أي أنه وصف له ، فينكر ذلك بناء على هذا الظن ، ويقول هذا ما ورد ، وليس الأمر كذلك، وإنما المراد التفرقة بين الصفة والموصوف ، وقد تبين مراد الذين يطلقون هذا اللفظ ؛ أنهم يريدون
نفس الموصوف وحقيقته ؛ فلا إنكار عليهم في ذلك ؛ كما وضحه كلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم « ([1]) .

( [1] ) » صفات الله عزّ وجلّ « لعلوي السقاف (118)