منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخلاصة المفيدة في إثبات معاني صفات الله الحميدة وإبطال طريقة التفويض
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-07, 10:38   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الظاهر مراد عند السلف


أخي المسلم الكريم ،

المفوّض يقطع بأنّ ظاهر نصوص الصفات غير مراد لماذا ؟

لأنه يعتقد أنّ ظاهرها كفر وضلال ، وهو التشبيه والتمثيل.

وهذا الظنّ ليس من الحقّ في شيء ؛ لأنّ الظاهر من النصوص هو : ما يتبادر منها إلى الذهن من المعاني ، وهو يختلف بحسب السياق ، وما يُضاف إليه الكلام ([1]).
والظاهر من نصوص الصفات أنها مما يليق بجلال الله
وعظمته ، ولا تختص بصفة المخلوقين ([2]) .
ومن المعلوم أنّ من أبطل الباطل أن يجعل ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله rتشبيهاً وكفراً أو موهماً لذلك ([3]).



يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه »فتح البـاري « :

» وأمّا طريقة أئمة أهــل الحديث وسلف الأمّة فهي إقرار النصوص وإمرارها كما جاءت ، ونفــي الكيفيّة عنها والتمثيل ...ومن قال الظاهر منها غيــر مـراد، قيل له : الظاهر ظاهران ، ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكـرام فهو مراد ونفيه تعطيل ... وأنه ليس في كتاب الله ولا سنّة رسوله rالصحيحة ما ظاهره كفر أو تشبيه أو مستحيل ، بل كلّ ما أثبته الله
لنفسه أو أثبته له رسوله rفإنّه حقّ وصدق يجب اعتقاد ثبوته مع نفي التمثيل عنه «

( [1] ) » ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف «
(1/198 )



([1]) » القواعد المثلى « (36) لابن عثيمين .

([2]) » الفتوى الحموية الكبرى « لشيخ الإسلام ابن تيمية (63)

( [3] ) » القواعد المثلى « (43)
..................................................
ويقول الإمام الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ :
» وأمّا قوله تعالى ( ثمّ استوى على العرش )فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً، ليس هذا موضع بسطها وإنّما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح ، مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل . والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله ؛ فإنّ الله لا يُشبهه شيء من خلقه و (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) بل الأمر كما قال الأئمة ، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبّه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر. وليس فيما وصف الله به نفسه ، ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى « ([1]) .

وقال شيخ الإسلام في » الفتوى الحموية« (ص 63 ) :

« واعلم أن من المتأخرين من يقول : مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد أنّ ظاهرها غير مراد ، وهذا اللفظ مجمل فإنّ قوله ( ظاهرها غير مراد) يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين ، مثل أن يراد بكون الله قِبل وجه المُصلي أنه مستقر في الحائط الذي يُصلي إليه ، وأنّ الله معنا ظاهره أنه إلى جانبنا ونحو ذلك ،

( [1] ) » تفسير ابن كثير« (2/246) . (تحت آية 54 من سورة الأعراف )
فلا شكّ أنّ هذا غير مراد . ومن قال إنّ مذهب السلف أنّ هذا غير مراد فقد أصاب في المعنى ، لكن الخطأ بإطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والأحاديث . فإنّ هذا المحال ليس هو الظاهر على ما قد بيّنّاه في غير هذا الموضع ، اللهم إلا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس ، فيكون القائل لذلك مصيبا بهذا الاعتبار ، معذوراً في هذا الإطلاق ، فإنّ الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس ، وهو من الأمور النسبية. وكان أحسن من هذا أن يبيّن – لمن اعتقد أنّ هذا هو الظاهر – أنّ هذا ليس هو الظاهر ، حتى يكون قد أعطى كلام الله وكلام رسوله حقّه لفظا ومعنى . وإن كان الناقل عن السلف أراد بقوله ( الظاهر غير مراد عندهم ) أنّ المعاني التي تظهر من هذه الآيات والأحاديث مما يليق بجلال الله وعظمته ولا تختص بصفة المخلوقين، بل هي واجبة لله أو جائزة عليه جوازاً ذهنياً أو جوازا خارجياً غير مراد . فهذا قد أخطأ فيما نقله عن السلف ، أو تعمّد الكذب «.

% ويقول الإمام محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ ([1]) :
» اعلم أنه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين ، فزعموا أن الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من معنى الاستواء واليد مثلاً : في الآيات القرآنية هو مشابهة صفات الحوادث . وقالوا يجب علينا أن نصرفه عن ظاهره إجماعاً ؛ لأن اعتقاد ظاهره كفر ؛ لأن من شبّه الخالق بالمخلوق فهو كافر ، ولا يخفى على أدنى عاقل أنّ حقيقة معنى هذا القول؛ أنّ الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله والقول فيه بما لا يليق به جل وعلا.
والنبي rالذي قيل له (وأنزلنا إليك الذِكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم ) لم يبين حرفاً واحداً من ذلك مع إجماع من يُعتدّ به من العلماء ، على أنه rلا يجوز في حقّه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه ، وأحرى في العقائد ولا سيّما ما ظاهره المتبادر منه الكفر والضلال المبين حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين ، فزعموا أنّ الله أطلق على نفسه

( [1] ) » أضواء البيان « (2/319-320 )