منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأشاعرة وموقف أهل السنة منهم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-06, 01:14   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان بطلان التفويض عن السلف


"...(النص1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟" قلنا: شديدا[أي فرحه]. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته". أخرجه مسلم.

هكذا يعتني عليه الصلاة والسلام ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح ففي صفة الفرح ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الفرح وهو فرح رجل في صحراء مهلكة قد انفلتت دابته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها واستظل بظل شجرة ينتظر الموت فإذا براحلته وعليها طعامه وشرابه ففرح الرجل بذلك وليس في المخلوق فرح أشد من هذا فإذا عقل السامع عظم هذ الفرحة وشدتها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده، من هذا الرجل براحلته وهل هناك تحقيق للمراد وتوضيحه أكثر من هذا .؟


(النص2) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها).رواه البخاري.

وهاهنا في صفة الرحمة ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الرحمة وهو رحمة امرأة بحثت عن رضيعها واشتد حزنها وهمها وبعد مدة وجدته وألصقته بصدرها ترضعه فقال: (أترون هذه طارحة ولدها في النار) وليس في المخلوق رحمة أشد من هذه الرحمه فإذا عقل السامع عظم هذه الرحمه وفهمها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أرحم بعباده من هذه بولدها ، سبحانه وتعالى عما يعطل المعطلون.

(النص3) قال صلى الله عليه وسلم ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا الله-[وجعل رسول الله] يقبض أصابعه ويبسطها-. أنا الملك)) حتى قال ابن عمر :نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
والحديث أخرجه مسلم و أبو داود في الرد على الجهمية وابن خزيمه في التوحيد (باب تمجيد الرب عز وجل نفسه)


لماذا يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ويبسطها حين ذكر أن الله يأخذ سماواته وأرضيه بيديه ؟

طبعاً لا يريد التشبيه بل هو صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح كما وضحنا من قبل .


(النص4) ما أخرجه البخاري ومسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده ، كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة..."الخ

كذلك قوله (كما...) بيان انه صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح."

"..كنت قد سألت "هل تقول أن السلف فوضوا بعض نصوص الصفات وبعضها لم يفوضوها ".

وهذا السؤال فيه الإطاحة بمذهب التفويض أيضاً لأن خصومنا يدعون أن السلف فوضوا بعض الصفات وبعضها لم يفوضوها !!

وحاصله ثلاث أجوبة: ان السلف فوضوا معاني كل الصفات أو اثبتوا ذلك أو فرقوا بين بعضها وبعضها ؟

فإن قال إنهم فوضوا جميع معاني الصفات مثل الحياة والعلم الخ فهذا كفر وإن قال اثبتوا كلها فهو المطلوب !!

وإن زعم أنهم فرقوا بين النصوص فقد كذب عليهم فلم يذكر عنهم قط أنهم فرقوا بين الصفات وقالوا "فوضوا بعض الصفات وبعضها لا تفوضوها" بل ورد العكس عنهم رحمهم الله، وأنا أذكر مثالين وعندي غيرها:

(النص 5)

قال الإمام الترمذي عند حديث : ((إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه ..))
((قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث ما يشبهه هذا من الروايات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجـهـمـية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجـهـمـية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحاق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))أ.هـ

نستفيد من هذا النص أن :

1- صفات الله التي أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله.. نثبتها نحن له أيضاً ولا نقول كيف ولا لماذا.. وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة!
2- الجهـمـية هم الذين تأولوا هذه الصفات كتأويلهم لليد بالقوة.!
3-قوله" ففسروها على غير ما فسر أهل العلم" يدل على أن لأهل العلم تفسير لها وهو ظاهرها
3- لا يفرق السلف بين الصفات ويجعلون بعضها معلومه المعنى والبقية مجهولة كالأشعرية فهاهو الإمام يضرب لنا مثال لصفات الله التي نؤمن بها بلا كيف(( باليد والسمع والبصر..)) !

ولم يقل صفة اليد ليس لها معنى والسمع والبصر له معنى كما هو قول الأشعرية!! !! بل ساق الكلام سوقاً واحداً مما يدل على إثباتهم لجميع الصفات على نسق واحد..

(النص 6)
قال الإمام محمد بن جرير رحمه الله : ((فإن قال لك الجـهـمي: أنكرت ذلك (أي نزول الله )لإن الهبوط نقلة وذلك من صفات الأجسام قيل له : وما برهانك على أن معنى المجيء والهبوط هو النقلة والزوال ، وكيف لم يجز عندكم أن يكون معنى المجيء والهبوط والنزول بخلاف ما عقلتم من النقلة والزوال من القديم الصانع ، وقد جاز عندكم أن يكون معنى العالم والقادر منه بخلاف ما عقلتم ممن سواه؟؟)) التبصير بمعالم الدين ص144-145

نستفيد من هذا النص :

1- تأمل رحمك الله كيف احتج هذا الإمام بما أثبتوه من صفات كالعلم والقدرة حيث أثبتوها واثبتوا لها معنى وقالوا هي صفات ثابتة خلاف المخلوق فألزمهم أن يثبتوا صفة النزول(الهبوط) والمجيء كذلك مثل ما أثبتوا تلك تماماً ولا فرق!
2- زعمت الجهـمية أن النزول معناه (النقلة والزوال) وهذه مغالطة مفضوحة فطالبهم بإثبات كلامهم وإظهار برهانهم من كلام العرب! وكذلك نحن هنا نطالب كل من زعم معنى باطل لما وصف الله نفسه أو وصفه به رسوله بهذا."

"...مما ينقض التفويض أن السلف تكلموا في تفسير آيات الصفات بل لم يذكر قط أن أحد من السلف قال في نص من نصوص الصفات ((هذا مصروف عن ظاهره)) ثم لم يتكلم بمعناه بل تكلموا وبينوا معاني النصوص مثال ذلك تفسير السلف لاستواء الله على عرشه:

(النص 7 ، 8 ، 9)

7- قال الإمام البخاري : ((قال مجاهد[في تفسير استوى]: علا على العرش))
8- قال أبو عبيدة في قوله تعالى: ((ثم استوى على العرش)): ظهر على العرش وعلا عليه.
9-وهذا أبو العالية قال: ((ارتفع))

والنصوص في مثل هذا كثيرة.

ومن إيمان السلف بما ورد في الكتاب والسنة وتفسيرهم لها أنهم عبروا عن هذه المعاني بألفاظ متعددة صريحة في الإثبات مثل إثباتهم للعلو :

(النصوص 10-30)

بعض أقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين:

10- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (( ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام ، ويبن الكرسي والماء كذلك ، والعرش فوق الماء والله فوق العرش ، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم))
أخرجه اللالكائي والبيهقي وابن خزيمة والطبراني وغيرهم كثير و قال الذهبي : (إسناده صحيح). وقال الهيثمي : ((رجاله رجال الصحيح)).

11- قال أنس بن مالك: ((كانت زينب تفخر على أزاوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات) )) رواه البخاري

12- قال عبدالله بن عباس لعائشة عندما دخل عليها وهي تموت: ((..أنزل الله براءتك من فوق سبع سموات ...))أخرجه أبو نعيم في الحلية والحاكم واحمد وابن سعد في الطبقات وغيره قال الألباني: ((سنده صحيح على شرط مسلم))

13- قالت عائشة رضي الله عنها: مبرئة نفسها من إرادة قتلها لعثمان : ((علم الله فوق عرشه أني لم أحب قتله)) أخرجه ابن أبي شيبه وأبو نعيم وغيره وقال الألباني إسناده صحيح.

14- لما قدم عمر بن الخطاب للشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا يا أمير المؤمنين لو ركبت برذوناً يلقاك عظماء الناس ووجوههم فقال عمر رضي الله عنه: ((ألا أريكم ههنا ، إنما الأمر من ههنا. وأشار بيده إلى السماء((
قال الذهبي(إسناده كالشمس) وكذلك صححه الألباني وقال هو على شرط الشيخين.

وهذه بعض أقوال التابعين وتابعيهم والسلف الصالح:

15- مسروق بن الاجدع قال عن عائشة: ((حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سموات)) قال الذهبي: ((إسناده صحيح))

16- مجاهد بن جبير قال في تفسير(استوى) قال ((علا على العرش))أخرجه البخاري

17- قال حماد بن زيد : سمعت أيوب السختياني (وذكر المعتزلة) وقال: ((إنما مدار القوم على أن يقولوا : ((ليس في السماء شيء))
قال الذهبي ((هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم((

18- عن مقاتل بن حيان عن الضحاك في قوله عز وجل ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) قال : (( هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا)) قال الذهبي : (بإسناد جيد) اهـ

19- يقول الإمام الأوزاعي: ((كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ))صححه الذهبي وابن تيميه وجوده ابن حجر.

20- يقول الإمام قتيبه بن سعيد: "هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة:

نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه ، كما قال جل جلاله:الرحمن على العرش استوى".رواه الحاكم في كتابه شعار اهلل الحديث ص40-41 وسنده صحيح

قال الذهبي: فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة ،وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد ، والكبار وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه.
انظر:مختصر العلو 187


21- سئل عبد الله بن المبارك رحمه الله كيف نعرف ربنا؟ قال : ((على السماء السابعة على عرشه ، وفي لفظ: فوق سمواته على عرشه)) صححه الذهبي وابن تيميه والألباني.

22- قال عبد الرحمن بن مهدي : ((ليس في أصحاب الاهواء شر من أصحاب جهم ، يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء ، أرى والله أن لا يناكحوا ولا يوارثوا )) صححه الذهبي وابن القيم.

23- قال يوسف بن موسى القطان : قيل لأبي عبد الله(احمد بن حنبل) : الله فوق السماء السابعة على عرشه ، بائن من خلقه ، وعلمه وقدرته بكل مكان .
قال أحمد : (( نعم )) أخرجه واللالكائي وغيره وصححه الألباني وهو كما قال.

24- قال محمد بن مصعب : ((من زعم انك لا تتكلم ولا تُرى في الآخرة فهو كافر بوجهك ، أشهد إنك فوق العرش فوق سبع سموات ليس كما يقول أعداء الله الزنادقة)) أخرجه الدارقطني وعنه الخطيب في تاريخه والذهبي وقال الألباني: ((الإسناد صحيح وقد صححه المؤلف))

25- قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رحمهما الله عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك ، فقالا : (( أدركنا العلماء في جميع الأمصار ، حجازاً ، وعراقاً ، ومصراً ، وشاماً ، ويمناً، وكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف ، أحاط بكل ‎شيء علماً ))
أخرجه اللالكائي قال الألباني في مختصر العلو (ص204-205) : ( قلت : هذا صحيح ثابت عن أبي زرعة وأبي حاتم رحمة الله عليهما. . . ) إلى أن قال : ( ورسالة بن أبي حاتم محفوظة في المجموع (11) في الظاهرية في آخر كتاب ( زهد الثمانية من التابعين )

26- قال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب (( تأويل مختلف الحديث )) له : (( نحن نقول في قوله ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) إنه معهم يعلم ما هم عليه ، كما تقول للرجل وجّهته إلى بلد شاسع ، احذر التقصير فإني معك ، تريد أنه لا يخفى عليَّ تقصيرك ، وكيف يسوغ لأحد أن يقول : إنه سبحانه بكل مكان على الحلول فيه مع قوله ( الرحمن على العرش استوى ) ومع قوله ( إليه يصعد الكلم الطيب ) كيف يصعد إليه شيء هو معه ، وكيف تعرج الملائكة إليه وهي معه ، ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم ، وما ركبت عليه خِلَقُهم من معرفة الخالق لعلموا أن الله هو العلي وهو الأعلى ، وأن الأيدي ترتفع بالدعاء إليه ، والأمم كلها عجميها وعربيها ، تقول : إن الله في السماء . ما تركت على فطرها )) كتاب تأويل مختلف الحديث (ص182-183).

27- قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله (من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر
وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أو في الأرض والله [يدعى] من أعلى لا من أسفل. لأن السفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء وعليه ما روي في الحديث:
"أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأمه سوداء فقال وجب علي عتق رقبة مؤمنه أفتجزىء هذه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم" ((أمؤمنه أنت)) فقالت نعم فقال: ((أين الله)) فأشارت إلى السماء فقال: ((أعتقها فإنها مؤمنه)) ))أ.هـ
الفقه الأبسط المنسوب له بتحقيق الكوثري 49-52

وهذا النص مما أجمع أهل السنة وأهل البدعة على تلقيه بالقبول عن أبو حنيفة فلا مجال للتشكيك أما أهل البدعة فقد قال الكوثري في مقدمة تحقيقة للفقه الأبسط: ((والفقه الأكبر رواية أبي مطيع عن أبي حنيفة المعروف عند أصحابنا بالفقه الأبسط ، والفقه الأكبر رواية حماد بن أبي حنيفة عن أبيه...فتلك الرسائل هي العمد عند أصحابنا في معرفة العقيدة الصحيحة التي كان عليها النبي صلى الله عليها وسلم وأصحابه الغر الميامين ، ومن بعدهم من اهل السنة على توالي السنين))ص3 أما أهل السنة فدونك علو ابن قدامة والذهبي وابن القيم وغيرهم

وتدبر أيها المنصف في هذا النص دون تأويل النص بتكلف وتعسف تجد فيه ما يلي :

أ-التكفير لمن شك في فوقيه الله تعالى على عرشه.
ب-جواز السؤال عن الله تعالى بأين.
ج-والإجابة عنه بأنه في السماء

28- قال الإمام مالك إمام دار الهجرة: ((الله في السماء وعلمه في كل مكان)) رواه أبو داود في مسائله و أبو سعيد الدارمي وذكره البخاري مستدلاً به على علو الله في خلق أفعال العباد 15 وغيرهم كثير وصححه الحافظ الذهبي و الحافظ ابن تيميه والألباني مختصر العلو ص40

29- قال الإمام الثقة سليمان التيمي : ((لو سئلت أين الله تبارك وتعالى ؟ قلت في السماء)) رواه ابن أبي خيثمه في تاريخه وذكره البخاري جزماً في خلق أفعال العباد وغيرهم وإسناده صحيح راجع مختصر الألباني ص133.

30- عقب عليه الإمام البخاري مقراً لكلامه: ((وذلك لقوله تعالى: ((وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)) يعني إلا بما بين)).أ.هـ


نكتفي بهذا وعندي مزيد بأنهم يثبتون بصريح الكلام أن الله في العلو (السماء) فوق العرش فوق سبع سموات وتأويل كلامهم الصريح بالإثبات مستحيل فبالله كيف لا يستحي من يصف هؤلاء بالتفويض ؟؟؟))

"...كما سبق أن قلت جاءت عبارات للسلف في الصفات صريحة بالإثبات ، وحصرها شبه مستحيل ، وهي تنقض مذهب التفويض من أساسه ، وتقطع الشك ، وتمحق الوهم ، وتدحض الشبهة وقد نقلنا قليل من النقول في مسألة الإستواء والعلو وهانحن نكمل في صفة عظيمة وهي صفة النزول:


(النص 31) من ذلك ما قاله إمام الأئمة ابن خزيمة -تلميذ تلاميذ الإمام الشافعي - في ما يعتقده في صفة النزول ، يقول رحمه الله:

((باب: ذكر أخبار ثابتة السند ، صحيحة القوام ، رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة.

نشهد شهادة مقر بلسانه ، مصدق بقلبه ، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب ، من غير أن نصف الكيفية لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا ، وأعلمنا أنه ينزل.

والله –جل وعلا- لم يترك ولا نبيه –عليه السلام- بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم.

فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول ، غير متكلفون القول بصفته أو بصفة الكيفية ، إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول.

وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أن الله –جل وعلا- فوق سماء الدنيا ، الذي أخبرنا نبينا أنه ينزل إليه ، إذ محال في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى ، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل)) كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب 1/289.

هكذا فهم السلف الصالح خطاب الشارع واستيقنوه وعلموه ، وجزموا به بهذه الثقة والوضوح والبيان ، لا يجمجمون فيه ولا يراوغون كما تفعل المبتدعة.

ففي الوقت الذي يعتقدون وحدانيته –سبحانه – في ذاته وأسمائه وصفاته وتنزهه عن التمثيل ، يفهمون النصوص فهماً تاماً ويعلمون معاني ما جاء، ولا يوجب لهم ذلك لوازم وهمية ، وإشكالات فاسدة ، كالتي ألقاها شياطين الجن والأنس في القلوب المريضة

(النص 32) ومن هذه الآثار الواردة عن السلف ما جاءنا من مناظرات الإمام الكبير إسحاق ابن راهويه للمبتدعة وغيرهم في صفة النزول ومنها هذه المناظرة:

سئل في مجلس الأمير عبد الله بن طاهر عن حديث النزول: "أصحيح هو" ؟

قال ابن راهويه: ((نعم))

فقال له بعض قواد عبدالله : "يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة" ؟

قال: (( نعم ))

قال: "كيف ينزل" ؟

فقال له إسحاق: (( أثبته فوق حتى أصف لك النزول))

فقال الرجل: "أثبته فوق"

فقال: إسحاق: ((قال الله عز وجل: ((وجاء ربك والملك صفا صفا))( ) ))

فقال الأمير عبدالله: " يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة "

فقال إسحاق: ((أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم؟)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص24 وأورده الذهبي في العلو ص132 وصححه الألباني في مختصر العلو ص193.

ففي هذه المناظرة الرائعة الرائقة دليل على اعتبار السلف –رحمهم الله- لدلالات الألفاظ على معانيها اللائقة بالله تعالى ، تأمل قوله : ((أثبته فوق حتى أصف لك النزول)) لما تقرر في الأذهان من المقابلة المعنوية بين الفوقية والنزول ، ولأن من أقر بالعلو والاستواء يقر بالنزول ونحوه من الصفات ، مع استصاحبهم رحمهم الله بأنه سبحانه "ليس كمثله شيء".