1. الفرقة الناجية : هم قلّة بين الناس ، دعا لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله : "طوبى للغرباء : أناسٌ صالحون ، في أناس سوء كثير، من يَعصيهم أكثر ممن يُطيعهم" (صحيح رواه أحمد)
و لقد أخبر عنهم القرآن الكريم فقال مادحا لهم : "و قليل من عبادي الشكور" (سورة سبأ)
2. الفرقة الناجية يُعاديهم الكثير من الناس ، و يَفترون عليهم ، و يُنلبزونهم بالألقاب، و لهم أسوة بالأنبياء الذين قال الله عنهم : " و كذلك جعلنا لكل نبي عدوّا شياطين الإنس و الجن ، يُوحي بعضهم إلى بعض زُخْرف القول غرورا.." (سورة الأنعام)
و هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عنه قومه : (ساحر كذاب) حينما دعاهم إلى التوحيد ، و كانوا قبل ذلك يسمونه الصادق الأمين .
3. سُئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن الفرقة الناجية فقال : هم السلفيون ، و كل من مشى على طريقة السلف الصالح (الرسول و صحابته).
هذه بعض مناهج و علامة الفرقة الناجية ، و سأتكلم في الفصول القادمة من هذا الكتاب عن عقيدة الفرقة الناجية ، التي هي الطائفة المنصورة ، لنكون على عقيدتها إن شاء الله .
مَن هي الطائفة المنصورة ؟
1. قال صلى الله عليه و سلم : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله" (رواه مسلم)
2. و قال صلى الله عليه و سلم : "إذا فسد أهلُ الشام فلا خير فيكم ، و لا تزال طائفة من أمتي منصورون ، لا يضرّهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" (صحيح رواه أحمد)
3. قال ابن المبارك : هم عندي أصحاب الحديث .
4. و قال البخاري : قال علي بن المديني : هم أصحاب الحديث .
5. و قال أحمد بن حنبل : إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم ؟!
6. إن أهل الحديث هم بحكم اختصاصهم في دراسة السنة و ما يتعلق بها أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه و سلم ، و هديه و أخلاقه و غزواته و ما يتصل بها .
7. يقول الإمام الشافعي يُخاطب الإمام أحمد : "أنتم أعلم بالحديث مني ، فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأعلموني به حتى أذهب إليه سواء كان حجازيا أم كوفيا أم بصريا".
فأهل الحديث - حشرنا الله معهم - لا يتعصبون لقول شخص معين مهما علا و سما حاشا محمدا صلى الله عليه و سلم بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي إلى أهل الحديث و العمل به فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم – و قد نهوا عن ذلك – كما يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم ، فلا عجب أن يكون أهل الحديث هم الطائفة المنصورة ، و الفرقة الناجية !
8. يقول الخطيب البغدادي في كتابه : "شرف أصحاب الحديث" :
"و لو أن صاحب الرأي شُغل بما ينفعه من العلوم ، و طلب سنن رسول رب العالمين لوجد ما يغنيه عن سواه ، لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد ، و بيان ما جاء من وجوه الوعد و الوعيد ، و صفات رب العالمين ، و الإخبار عن صفة الجنة و النار ، و ما أعد الله فيها للمتقين و الفجار ، و ما خلق الله في الأرضين و السموات ... و في الحديث قصص الأنبياء و أخبار الزهاد و الأولياء و المواعظ البلغاء ، و كلام الفقهاء ، و خطب الرسول و معجزاته ، و فيه تفسير القرآن العظيم ، و ما فيه من النبأ و الذكر الحكيم ، و أقاويل الصحابة في الأحكام المحفوظة عنهم ، و قد جعل الله أهل "الحديث" أركان الشريعة ، و هدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أُمناء الله في خليقته ، و الواسطة بين النبي و أمته ، و المجتهدون في حفظ متنه ، أنوارهم زاهرة ، و فضائلهم سائرة ، و كل فئة تتحيّز إلى هوى ترجع إليه ، و تستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، الكتاب عُدتهم و السنة حُجتهم و الرسول فِئتهم و إليه نسبتهم ، لا يلتفتون إلى الآراء ، من كابدهم قصمه الله ، و من عاداهم خذله الله ".
اللهم اجعلنا من أهل الحديث ، و ارزقنا العمل به ، و محبة أهله ، و مناصرة العاملين به.