منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأزهر الشريف : من هم الأشاعرة ، و هل هم أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة...؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-05, 18:06   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى وآله وصحبه الطيبين الشرفا ومن تبعهم بالإحسان واقتفى

أما بعد

فقد وجدنا كثيراً من الأشاعرة عند مناظرتهم يقولون إن علماء الإسلام كلهم أشاعرة وهي شبهة قائمة عندهم .

ولكننا نقول لهم متى كان مبدأ هذا المذهب؟! هل كان البخاري ومسلم والشافعي وأحمد ومالك وأبو حنيفة أشاعرة ؟!

بل إذا رجعنا قليلاً إلى الصحابة بل نرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم هل كان أشعرياً؟!

وإذا علمنا أيضاً أن أبا الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ قد رجع عن مذهبه ـ بالجملة ـ إلى اعتقاد الصحابة والسلف الصالح ماذا سيقولون ؟ .

ومع ذلك أنقل لكم فتوى لعالم نحرير ومحقق خبير هو شيخنا العلامة أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان ـ حفظه الله ـ في هذه المسألة بالتحديد .

سئل شيخنا ـ حفظه الله ـ

ما رأيكم بقول القائل: إن أكثر علماء الأمة أشاعرة وأن اعتقادهم هو الأصح ؟

فكان الجواب

[القول بأن الأشعرية هي الاعتقاد الأصح، فهذه فرية بلا مرية،

فالصحابة ماتوا ولم يعرفوا الصفات السلبية والوجودية ولا الجوهر والعرض، ولا الاصطلاحات الفلسفية الحادثة،

وكان السلف يقولون: العلم بعلم الكلام جهل، والجهل به علم،

وكان الشافعي يقول: حكمي على من ترك الكتاب والسنة ،وأقبل على كلام الفلاسفة أن يطاف بهم بين القبائل والوديان وأن يرموا بالجريد والنعال ويقال: هذا جزاء من أقبل على علم الكلام وترك الكتاب والسنة.

وعلماء الأمة المزكون الأطهار الأخيار الذين نحبهم ونجلهم هم الذين كانوا في العصور الثلاثة الأولى وهي العصور المفضلة،

وهذه العصور كانت موجودة قبل أن يخلق أبو الحسن الأشعري،

فأبو الحسن الأشعري توفي سنة 330 هـ ،

فهل العلماء الذين كانوا قبله وقد زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم، هل كان دينهم ناقصاً حتى جاء أبو الحسن الأشعري؟!

وأبو الحسن الأشعري كان معتزلياً ثم لما عرف مذهب أحمد رجع وتاب، وإن كان رجوعه بالجملة وبقي عنده غبش في بعض الجزئيات،

ومن كان على شيء ورجع عنه فإنه يرجع رجوعاً جملياً وليس جزئياً،

فإن تعلق بعض أتباعه ببعض هذه الجزئيات فلا يجوز لهم من خلالها أن يشككوا في رجوع أبي الحسن،

لأن الإنسان يظل إنساناً فيعلق به ما كان يقول به سابقاً، ورجوعه رجوع إلى قواعد كلية،

فأبو الحسن الأشعري بريء مما عليه المتأخرون.

وبعض العلماء من مثل النووي وابن حجر تأثروا بكلام الأشاعرة ونقلوه وارتضوه وما كانوا محققين في علم التوحيد،

فابن حجر كان محققاً في علم الحديث، والنووي كان محققاً في علم الفقه،

ولما حققوا بعض المسائل حققوا ما هو على خلاف الأشاعرة،

فالحافظ ابن حجر لما حقق مسألة الصوت لله في الفتح اختار خلاف مذهب الأشاعرة،

والنووي في مقدمة المجموع لما حقق أول تكليف واجب على المكلف

والأشاعرة يقولون إن أول واجب على المكلف النظر

فلما حقق ذلك خطّأ هذا القول، وقال: أول واجب على المكلف النطق بلا إله إلا الله،

لأن التوحيد الذي ندعو إليه توحيد فطري، بعيد عن الفلسفة، وعن علم الكلام،

فجعل ابن حجر والنووي كالباقلاني والجويني وغيرهم من الأشاعرة الأقحاح المنشغلين بعلم الكلام، البعيدين عن نصوص الوحيين الشريفين، هذا ظلم.

فابن حجر والنووي ما أنشآ تأويلاً، ولا شيئاً جديداً عند الأشعرية، وكل الذي وقع منهم أنهم نقلوا عبارات لمؤلفين قبلهم ولبعض مشايخهم وسكتوا عنها،

وفرق بين من جدد في المذهب واخترع فيه وزاد عليه وأنشأ، وبين من نقل بغفلة وعدم تحقيق

فالقول بأن ابن حجر والنووي أشاعرة كسائر الأشاعرة هذا خطأ،

والقول بأن علماء الأمة أشاعرة ليس بصحيح ،

فالأمة الطائفة المنصورة موجودة فيها، وهي ما كانت على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الدين، والله أنزله كاملاً على قلبه

وهذه الاصطلاحات الفلسفية التي عند الأشاعرة ما كانت موجودة، وما كان يعرفها لا أبو بكر ولا عمر، ولا سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وكان سعيد بن المسيب يقول، فيما أسنده إليه ابن عبدالبر، : (ما لم يعرفه البدريون فليس من دين الله في شيء)، وأهل بدر ما علموا هذه الأشياء.

وبعض الأشاعرة يريد أن يتلطف مع الصحابة والتابعين

فيقولون: ما كان عليه الصحابة أسلم، وما كان عليه المتأخرون أحكم،

وهذه شنشنة فارغة، فما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم وأحكم،

وهو دين الله الذي ارتضاه وأحبه وبلغه النبي صلى الله عليه وسلم،

فالزعم بأن علماء الأمة كلهم أشاعرة هذا كلام من لا يدري ماذا يخرج من بين لحييه كلام جاهل لا يعرف شيئاً، والله أعلم.]انتهى كلام شيخنا

وهذا رابط الفتوى


بقي أن نعرف متى كان ظهور المذهب الأشعري ؟ وما السبب وراء انتشاره دون غيره ؟

المذهب الأشعري هو نسبة إلى أبي الحسن الأشعري ـ رحمه الله ـ المتوفى سنة 330 هـ

أي كان هذا المذهب بعد انتهاء القرون المفضلة لذا كان انتشاره في العالم الإسلامي بعد ذلك ، وحدثت له عدة تطورات قربته كثيراً من المعتزلة والفلاسفة والمتصوفة ، وقد بلغ أوجه في التطور والانتشار بعد الجهود الكبيرة التي قام بها علماء كبار من هذا المذهب كالغزالي والرازي وغيرهما .

ولذلك يقول المقريزي بعد عرضه لنشأة المذهب الأشعري وانتشاره على يد بعض العلماء والسلاطين:

( فكان هذا هو السبب في اشتهار مذهب الأشعري وانتشاره في أمصار الإسلام، بحيث نُسِيَ غيرُه من المذاهب وجُهِل،

حتى لم يبق اليوم مذهب يخالفه إلا أن يكون مذهب الحنابلة أتباع الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه ،

فإنهم كانوا على ما كان عليه السلف لا يرون تأويل ما ورد من الصفات.

ولما جاء عهد الأيوبيين وعلى رأسهم صلاح الدين الأيوبي تبنوا المذهب الأشعري، وقربوا علماء الأشاعرة،

وحملوا في أيام دولتهم كافة الناس على التزامه

فتمادي الحال على ذلك جميع أيام الملوك من بني أيوب ثم في أيام مواليهم الملوك من الأتراك ،

ولما جاء عهد المماليك استمر تبنيهم لهذا المذهب من خلال توليه القضاء لأئمة الشافعية والمالكية الذين كانوا يلتزمون المذهب الأشعري،

ومما يلاحظ في هذا العصر أن المذهب الأشعري صار تبنيه بيد من بيده السلطة من العلماء إلى الحد الذي يستنكر معه أشد الاستنكار أن يقوم أحد بمخالفته ويجاهر في رده ونقض أصوله ].انتهى كلام المقريزي

انظر كتاب [ موقف ابن تيمية من الأشاعرة ] للشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود ـ حفظه الله ـ .

عرفنا مما سبق أن السلف الصالح هم أهل السنة والجماعة

وعرفنا أن المذهب الأشعري نشأ بعد انتهاء القرون المفضلة

وعرفنا أن الحق هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .

لذا نقول بعد هذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

عرفت فالزم

أي عرفت الحق فالزمه

وتذكر قول الله جل في علاه

( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

واعلم أن الحق يعرف بدلائله ولا يعرف بقائله

واعلم أن الكثرة لا تعني الصحة

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.