السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قبل التركيز على
كيد الكائدين وتجبر المتجبرين وغطرسة المتغطرسين
كان لزاما أن تقفي وأقف ويقف كل مسلم ومـــسلمة
عند دوره في تحقق تباشير النهضة
وقدر مساهته في هذه النــــكــسة
.......................
ذلك أن الأوان قد آن لنقف وقفة صدق مع أنفسنا
ونشخص الداء وفقا لحقيقته ثم نبحث عن الدواء وفقا لهذا التشخيص
كان العدو بحجم الشر الأكبر أمريكا أو أي ذنب من أذنابها
.................
وها هو قدوتنا المصطفى عليه السلام
بعدما اضطهده قومه حاصروه وأصحابه في شعب أبي طالب
انتهى به الحال إلى تعرضه لمعاناة ما بعدها معاناة في الطائف
ماذا قال بعدها ؟ قال :
( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس)
حيث نسب الأمر كله إليه
في الوقت الذي تفترض عقلياتنا التركيز على قوة قوتهم وكثرة حيلتهم
أي أن يتهم العوامل الخارجية لا أن يبحث عن الخلل في الداخل ؟
...................
وها هم الصحابة وقد فقهوا القاعدة حينما حدثهم المصطفى
عن حال الأمم التي توشك أن تتداعى عليهم – وعلينا - كما تتداعى الأكلة على قصعتها
فجاء سؤالهم : أومن قلة يومئذ نحن يا رسول الله.....
وفعل التداعي يستوجب الكثرة
وهذا ما يجعل السائل يقول لو كان مكانهم – مع فارق في القياس -
أومن كثرة هم يومئذ يا رسول الله ...
.................
والذي أريد قوله ببساطة أختي الكريمة
هو أن الأمة ما هي في واقع الأمر إلا مجموعة بشر
كلنا أحدهم
وهذا ما يستوجب عدم بحث الواحد منا عن الخلل في الأسباب الخارجية
كغطرسة أمريكا وجرم الصهاينة ووو..
دونما لوم للنفس ومحاسبتها
بل نبحث عن الخلاص في داخل ذواتنا وإن كنا من أسباب نكسة هذه الأمة
لنصلح من ثمة أنفسنا بإتقان كل منا للدور الذي يناط به في مجالات حياته المتزنة
حيث نعطي ديننا حقه وأوطاننا وأنفسنا وأهلينا ....حقوقها
وعندها فقط، سنؤدي ما تفرضه علينا ضريبة الانتماء إلى هذه الآمة ولا نكون من أسباب انتكاسها ...
وحري بنا ألا نقع في هكذا مفارقة ورب العزة قال وقوله الحق
" وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا
اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "
مع التذكر دائما أن للإسلام قوة ذاتية لا تتوقف على عز العزيز أو ذل الذليل، مادام خالق الكون ضمن نصرة دينه
ولو اتفق من في السماوات والأرض على إطفاء قبس نوره
ومن يشك في نصرة الله لعباده في الدنيا والآخرة فليتب إلى ربه وقد أخبرنا جميعا بناموس قرآني فقال
" مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "
هذا ولا أجد أخيرا إلا أن أذكر نفسي وغيري بسنة الله في المتولين، حينما قررها قاعدة قرآنية جاء فيها
" وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "
فالله نسأل ألا نكون من المستبدلين
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين .
وعذرة على الاطالة أختي الكريمة
والسبب خطورة ما كتبتي