منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الاستشراق
الموضوع: الاستشراق
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-05, 04:26   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse التبشير

1 ـ آراء الأسقف لافجري :

كان لافيجري قد تشبع بهذه الآراء الاستعمارية قبل أن يتولى رئاسة الكنيسة في الجزائر وقد عين في هذا المنصب بتزكية من الوالي العام الماريشال "ماك ماهون" ، إلا أنه سينشب بينهما الخلاف فيما بعد . إن لافيجري أظهر عداوته للإسلام مثلما فعل الذين سبقوه فقال سنة 1860 : "إنه من الواجب علينا أن نعدل عن الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي ، فيجب ألا نحصر (الشعب الجزائري) في حضيرة القرآن كما فعلنا ذلك مدة طويلة" . فاقترح تنصير الجزائريين أو إبعادهم إلى الجنوب (8) . فقال : "يتعين على فرنسا إما أن تقدم (للشعب الجزائري) ـ بل إني أخطأت التعبير ـ يتعين عليها أ، تفسح لنا المجال لنقدم له الإنجيل وإما عليها أن تطرد هذا الشعب إلى الصحارى بيعداً عن لعالم المتمدن" (9).
وفي رسالة أخرى بين سبب هذه السياسة ، وهو مقاومة الجزائريين ضد الاحتلال الأجنبي فقال: "إن القضية في جوهرها كما أكدنا على ذلك مراراً هي قضية هذا الدين الذي وقف أمامنا في غزو الجزائر نهائياً" (10). ولهذا الغرض أسس لافيجري جمعية لنشر الدين المسيحي ثم أسس جمعية المبشرين الذين يرتدون اللباس العربي وهم "الآباء البيض" سنة 1874 .
وقد أخطأت الإدارة الفرنسية في نظر لافيجري لأنها احترمت الإسلام ومؤسساته ، فطالبها بالتخلي عن مساعدة المساجد والمدارس الإسلامية التي تثبت " تعصب الأهالي " . فيجب أن تمنع هذه الإدارة تعليم القرآن وتسهيل أداء فريضة الحج (11). وتناسى الأسقف أن الحكومة الفرنسية قد استولت سنة 1843 على الأوقاف الإسلامية التي كانت تسهر على شؤون المساجد والمشاريع الخيرية .
وتسهيلاً لإدماجهم رأى لافيجري أن تمنح أراضي للجزائريين المتنصرين ، ولم يوافق طبعاً على سياسة "الاحترام" لأنها كانت تبحث عن معاملة الأهالي في ظل القرآن وكان يعتقد أن المسلمين لا يمكن أن يتصوروا المستعمرين إلا في شكل "كلاب مسيحيين" على حد تعبيره ، فيجوز لهم أن "يذبحوا ويرموهم في البحر" (12) . وحق الكنيسة ـ في تنصير الأهالي كان يبرره ـ في نظره ـ تخلف الإسلام الذي تسبب في "انحطاط الشعب العربي من الناحية الأخلاقية" (13) . ولهذا كان من الضروري إبعاد الشعب عن الإسلام حتى يعود إلى ماكان عليه قبل القرن السابع الميلادي أي قبل الفتح الإسلامي (14) . وسعى لافيجري أيضاً أن يتولى التبشير في تونس بعد احتلالها سنة 1881 ، فعين أول أسقف في إفريقيا وكان له مقر بقرطاجة قريباً من تونس ، غير أنه لم يكتف بهذا النشاط في الجزائر وتونس وغنما دفعه الطموح إلى مواصلة التبشير في القارة الإفريقية كلها ، وكان السبب في ذلك أن الإسلام قد انتشر في هذه القارة بصفة ملحوظة بحيث أن عدد المسلمين فيها بلغ خمسين مليوناً خلال قرن واحد . فكان لابد من وضع حد لانتشار الإسلام . ووافقت روما الأسقف على ذلك وعينته "كاردينال" تقديراً لعمله التبشيري سنة 1882 .