مهما شغلتنا الدنيا بألامها بأحزانا بمشاكلها وهمومها، ومهما ألهتنا بملذاتها وطيباتها وشهواتها، يجب أن نضع دائما نصب أعيننا تلك الحفرة الضيقة تحت الأرض التي نحن إليها سائرون وفيها لابد واقعون، لننظر إلى من كانوا معنا بالأمس القريب، أين هم؟ ذهبوا دون أن يودعونا، اختطفهم الموت من بين أيدينا دون أن يقولوا كلمة واحدة، دون أن يحزموا أمتعتهم، دون أن يأخذوا ملينا مما جمعوا، لم يأخذوا سوى أعمالهم معهم فهي أنيسهم الوحيد في ظلمات القبور، طبعا أخي هذا لا يمنعنا من أن نحلم ببناء حياتنا وأن نعمر دنيانا، لكن دون أن نخرب أخرتنا، شكرا على الموضوع.